حقوق الإنسان تجدد الدعوة للسلمية.. وتسجل استشهاد 12 متظاهرا
العراق
2020/01/26
+A
-A
بغداد / الصباح ميسان / سعد حسن
كشفتْ مفوضيةُ حقوق الانسان في العراق أمس الأحد، عن استشهاد 12 متظاهراً في العاصمة بغداد ومحافظة ذي قار، وإصابة 230 من المتظاهرين والقوات الأمنية، وأبدت المفوضية أسفها وقلقها على خلفية سقوط هذا العدد من الضحايا، مجددة الدعوة لانتهاج السلمية في التظاهرات والابتعاد عن العنف بين الطرفين، وبينما شهدت العاصمة بغداد والمحافظات هدوءاً في ساحات التظاهر، أعلن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، رفضه التظاهر لأجله، بينما عزا قرار ابتعاده عن دعم التظاهرات الجارية "سلباً أو إيجاباً" لإرجاع "الثورة الى مسارها"، مشيراً الى أنه لن يبتعد عن "الثورة" إنما "لا يريد أن تسوء سمعتها".
وقالت المفوضية في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه: إنها "مستمرة في توثيق التظاهرات الحاصلة في بغداد وعدد من المحافظات"، مبدية أسفها وقلقها البالغ "للأحداث التي رافقتها، والتي أدت الى سقوط شهداء ومصابين من المتظاهرين والقوات الأمنية، الأمر الذي يعد انتهاكاً صارخا لحقوق الإنسان".
وأوضحت المفوضية، أنها "وثقت استشهاد 12 متظاهراً، منهم تسعة شهداء في محافظة بغداد وثلاثة شهداء في محافظة ذي قار"، مضيفة أنها "وثقت إصابة 230 من المتظاهرين والقوات الأمنية، منهم 118 في بغداد و78 في ذي قار و34 في محافظة البصرة، بالإضافة الى حصول 89 حالة اعتقال لمتظاهرين في محافظتي بغداد والبصرة".
ودعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق " الأطراف كافة الى وقف أي شكل من أشكال العنف وضبط النفس، والحفاظ على سلمية التظاهرات والابتعاد عن أي تصادم يؤدي الى سقوط ضحايا، والتعاون بغية حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة "، مشددة على "إيقاف الانتهاكات في حقوق الانسان التي تؤدي الى تقييد حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي ".
إلى ذلك قال "صالح محمد العراقي" عبر صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعد بمثابة ناطق رسمي باسم السيد مقتدى الصدر: " أتفهم عواطفكم الجياشة إزاء الهجمة الأميركية ضد سماحته، إلاّ أنه ينهاكم عن التظاهر لأجل ذلك، حتى لا ننجر الى فتنة داخلية ".
وأضاف "العراقي"، أن " الصدر يقول: (إنني إذ أوقفت الدعم الإيجابي والسلبي - إن جاز التعبير- إنما أردت إرجاع الثورة الى مسارها ورونقها الأول لا الى معاداتها، وإن لم يعودوا فسيكون لنا موقف آخر لمساندة القوات الأمنية البطلة التي لابد لها من بسط الأمن، لا الدفاع عن الفاسدين، بل من أجل مصالح الشعب ولأجل العراق وسلامته، مضافاً الى أننا لن نسمح للفاسدين بركوب موجها - لاسيما من سارعوا الى تصريحات لصالح الثورة ما إن ظنوا أننا ابتعدنا عنها- ولن نبتعد إنما لا نريد أن تسوء سمعتها ".
من جانب آخر، أكدت مديرية المرور العامة، عدم تسجيلها أية قطوعات مرورية في العاصمة بغداد طيلة ساعات أمس الأحد، مبينة أن جسر الاحرار ما زال يعمل بشكل طبيعي.
وقال مدير العلاقات والاعلام بالمديرية اللواء عمار وليد: إن "حالة الطرق في بغداد جيدة بعد فتح طرق كثيرة قرب شارع الرشيد وحافظ القاضي"، وأضاف، أن "المديرية لم تسجل أي قطوعات في عموم بغداد -باستثناء استمرار قطع جسري السنك والجمهورية- بسبب قربهما من التظاهرات"، وأوضح أن " جسر الأحرار يعمل بصورة طبيعية، وكذلك الطرق التي تم فتحها بعد إعادة تأهيلها والإسراع في تنظيفها من أجل مرور المركبات عليها ".
في سياق متصل، أكد محافظ النجف الاشرف لؤي الياسري، أن الحكومة المحلية لا تفكر بفض التظاهرات في ساحات الاعتصام في المحافظة، وقال الياسري في بيان: " إننا حريصون على سلامة المتظاهرين من خلال حمايتهم داخل الساحة المقررة للاعتصام والتظاهر السلمي الذي كفله الدستور، وهذا ما لمسه المتظاهرون طيلة الفترة السابقة ".
وأشار إلى وجود "تنسيق عال بين القوات الأمنية والمتظاهرين، فضلاً عن ايصال صوتهم الى الحكومة الاتحادية وأصحاب القرار في بغداد "، وتابع أنه " ليس بنية الحكومة المحلية فض التظاهرات في ساحة الصدرين، وليس هناك أي قوة تستخدم لذلك، ووجهنا الجهات الأمنية بذلك".
وكانت قيادة شرطة النجف الأشرف، عقدت مساء أمس الأول اجتماعاً أمنياً خاصاً، لمناقشة الوضع الأمني في المحافظة وتأمين ساحة التظاهر السلمي وسط المدينة.
وقال الناطق باسم القيادة المقدم مقداد الموسوي: إن "قائد شرطة النجف الأشرف، وجه بتأمين الحماية الكاملة للمتظاهرين في ساحة الصدرين"، مؤكداً "حرص الأجهزة الأمنية في المحافظة على سلامة المواطنين والمتظاهرين السلميين".
ودعت قيادة شرطة النجف الأشرف، المتظاهرين الى الالتزام بسلمية التظاهر وعدم الخروج من الساحة المخصصة للتظاهرات الى أماكن أخرى من أجل ضمان سلامتهم، مبينة أن الحديث عن وجود توجه لحرق خيم المعتصمين "عارٍ عن الصحة".
وفي ذي قار، " شهدت المحافظة انسيابية في حركة السير، إذ تم فتح جميع الجسور والطرق، وسط عودة لدوام المدارس الابتدائية في مركز محافظة ذي قار، "الناصرية"، وفق ما جاء في بيان لقيادة شرطة ذي قار الذي أكد أن "قائد الشرطة أمر بإلقاء القبض على أي شخص مسلح أو يحاول اطلاق العيارات النارية على أفراد شرطة ذي قار ".
ونقل البيان عن مدير العمليات، العميد أحمد هادي الياسري، قوله: إن "هناك توجيهات صارمة بعدم استخدام أي أسلحة نارية من قبل القوات الأمنية وتم تعميمها لاسلكيا بحسب أمر القائد "، محذرا من "تواجد عشرات المندسين الذين يحاولون الاحتكاك بالقوات الأمنية وإثارة الشغب، كما أن هناك مصدر إطلاق ناري من على الأسطح باتجاه القوات الأمنية والمتظاهرين ".
أما في البصرة، فقد انتهى اجتماع بين شيوخ العشائر ومتظاهري ونشطاء المحافظة إلى إصدار بيان مشترك، جاء فيه أن اجتماعاً " حضره كل من ناشطي ومتظاهري البصرة، مع الشيخ ضرغام المالكي وبعض شيوخ المحافظة في قضاء القرنة - وبالتحديد في مضيف الشيخ ضرغام- تضمن رفع عدة مطالب، ومن بينها إقالة محافظ البصرة أسعد العيداني وقائد عمليات البصرة قاسم نزال، فضلاً عن إقالة قائد شرطة البصرة رشيد فليح ومحاسبته وإقالة قائد قوات الصدمة علي مشاري ".
وكان قائد عمليات البصرة الفريق الركن قاسم جاسم نزال، أمر بشكل رسمي بإطلاق سراح جميع الموقوفين بعد الأحداث الأخيرة في المحافظة.
وفي محافظة ميسان، انسحب مناصرو التيار الصدري من ساحة الاعتصام في مدينة العمارة، وقاموا بتفكيك السرادقات والخيام بعد الدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للمتظاهرين من أنصاره للانسحاب من ساحات الاعتصام، وسحب الدعم اللوجستي للمتظاهرين المعتصمين قبالة ديوان محافظة ميسان.
وشهدت ساحة الاعتصام خلواً من المعتصمين منذ السبت، في حين أكد بعض الناشطين المدنيين في مدينة العمارة لـ "الصباح"، استمرارهم في الاعتصام إلى حين تحقيق مطالبهم المشروعة في إعلان حكومة جديدة، وإجراء انتخابات مبكرة يشارك فيها جميع أبناء الشعب العراقي لانتخاب ممثليه الشرعيين.