جوليا ريان ترجمة: جمال جمعة
طلبة جامعيون يختبرون ترابطاً متصاعداً
في الفص الصدغي الأيسر بعد قراءة الروايات
أثبت العلماء في الماضي أن القراءة تحفز العديد من الأجزاء المختلفة في الدماغ. ففي بحث أجري في عام 2006 قرأ الخاضعون للتجربة، على سبيل المثال، كلمات مثل «عطور» و «قهوة»، فأضاء الجزء المكرَّس لحاسة الشمّ في أدمغتهم. وفي حين ركّزت الدراسات السابقة على نشاط الدماغ أثناء قراءة الشخص، فإن دراسة جديدة تشير إلى أن القراءة لا تجعل من الانطباع عابراً فقط، إذ أن تغييرات طويلة الأمد قد تحدث على
الدماغ.
تبحث الدراسة الجديدة التي طلعت بها جامعة إيموري الأميركية في كيفية تغيير الدماغ وظيفتَه وهيكليته خلال مسار قراءة إحدى الروايات. الباحثون طلبوا من 21 طالباً من جامعة إيموري الحضور والخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي FMRI [وهي تقنية موسعة وآمنة لقياس ورسم خرائط نشاط الدماغ] على مدى 19 يوماً. في الأيام الخمسة الأولى سجّل الباحثون الخط البياني الأساسي لأدمغة الطلاب بواسطة جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
وعلى مدى الأيام التسعة التالية قرأ المشاركون 30 صفحة من رواية روبرت هاريس “بومبي في الليل”، وبعدها أجريت مسابقة للأسئلة للتأكد من أنهم قد أكملوا قراءتها، ثم أخضعوهم في الصباح التالي لجهاز التصوير بالرنين
المغناطيسي.
بعد الانتهاء من قراءة الرواية استمر المشاركون بالخضوع للفحص بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لمدة خمسة أيام أخرى.
كانت الدراسات السابقة حول التقاطع بين القراءة وهيكل الدماغ تركّز على نشاط الدماغ أثناء
القراءة،
إذ يقوم المشاركون بقراءة قصص قصيرة فيما يلتقط الباحثون صوراً للرنين المغناطيسي في أدمغتهم. غير أن هذه الدراسة الجديدة تقيّم إمكانية وجود تأثير ثابت وطويل الأمد على الدماغ بسبب
القراءة.
كشف جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي، بعد إنجاز مهمة القراءة، عن ترابط متصاعد في الفص الصدغي الأيسر، ومنطقة الدماغ المرتبطة بالاستجابة للغة. الترابط المتزايد في الأجزاء الأخرى من الدماغ أشار إلى أن القرّاء ربما يختبرون “دلالات متجسدة”، وهي عملية يعكس فيها الاتصال الدماغي، خلال التفكير بشأن فعل ما، الترابط الذي يحدث أثناء الفعل
الحقيقي. على سبيل المثال، التفكير في السباحة يمكن أن يستثير نفس الروابط العصبية كما يحدث أثناء السباحة البدنية
الفعلية.
“إن التغييرات العصبية التي اكتشفنا أنها مترابطة مع الإحساس الجسدي ومنظومة الحركة تشير إلى أن قراءة رواية يمكن أن تنقلك إلى جسد بطل الرواية”، يقول جريجوري بيرنز، المؤلف الرئيسي للبحث، “لقد كنا نعرف بالفعل أن القصص الجيدة يمكن أن تضعك في مكان شخص آخر بطريقة مجازية. الآن نرى أن شيئاً ما يمكن أن يحدث بصورة بيولوجية أيضاً”.
التغييرات استمرت على مدى خمسة أيام بعد الانتهاء من قراءة الرواية، مما يشير إلى أن القراءة يمكن أن تترك تغييرات طويلة الأمد على الدماغ. الباحثون كتبوا أن ذلك لا يزال “سؤالاً مفتوحاً” عند اجابتهم عن سؤال بشأن المدة التي ستستمر فيها هذه التأثيرات، لكن نتائجهم تشير إلى أن القراءة يمكن أن يكون لها تأثيرات طويلة الأمد على الدماغ من خلال تعزيز مناطق معالجة اللغة في الدماغ وتأثيرات المعاني
المتجسدة.
The Atlantic