رئاسة البرلمان: إعادة أبنائنا من الصين أولوية قصوى

العراق 2020/02/03
...

بغداد / عواصم / الصباح والوكالات 
شددَ النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي على السلطة التنفيذية بأن يكون للطلبة العراقيين وذويهم في الصين أولوية قصوى، والعمل على إعادتهم بشكل مستعجل مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الاجراءات الوقاية المطلوبة من وباء كورونا، وبينما أمرت السلطات الصينية بحرق جثث المتوفين نتيجة الإصابة بالفيروس، تجاوز عدد المصابين في الصين أكثر من 17 ألف شخص.
وأفاد بيان لمكتبه الإعلامي تلقته "الصباح"، بأن الكعبي ترأس الاجتماع المشترك الذي عقدته لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب أمس الاثنين بحضور اعضاء اللجنة والوكيل الفني لوزارة الصحة وممثل وزارة النقل ومدير الخطوط الجوية العراقية ومعاون مدير دائرة الصحة العامة.
وقال الكعبي: إن "على الجهات المعنية التعامل مع الوباء أو الأمراض الوبائية الأخرى، بشكل سريع لمنع انتقال هذه الاوبئة من الوصول الى العراق والحفاظ على حياة العراقيين سواء داخل أو خارج البلد".
وبهدف الاطلاع على آخر المستجدات بشأن أحوال الطلبة العراقيين المتواجدين في الصين - وخصوصا في مدينة ووهان- جرى الاتصال بالقنصل العراقي في هذه المدينة أحمد العزاوي والذي أوجز آخر المعلومات المتعلقة بالتنسيق ما بين العراق والحكومة الصينية لإخلاء الطلبة وذويهم، والترتيب مع الجهات الفنية العراقية والصينية لمنع حدوث أي إصابات.
بينما بين الوكيل الفني لوزارة الصحة، أن الوزارة عملت ومنذ اللحظة الاولى بإعلان الصين ومنظمة الصحة العالمية بحالة الطوارئ بانتشار المرض في الصين، على التنسيق مع الجهات والدعوة لعقد اجتماع على مستوى رئيس وزراء ووزارة الخارجية ووزير النقل لإخلاء العراقيين من الصين، كما اتخذت اجراءات وقائية كثيرة تتعلق بالسلامة البيئية والصحية في المطارات والتأكد من سلامة الوافدين في العراق، معلناً إجراءات أخرى سيتم تنفيذها قريبا تتعلق بأجهزة الكشف وزيادة الاجراءات الوقائية في المنافذ العراقية.
وخلص الاجتماع الى عدة توصيات سيتم رفعها بشكل عاجل الى مكتب رئيس الوزراء لغرض تنفيذها وبينها: تشكيل خلية أزمة عليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية وزراء الصحة والنقل والداخلية والخارجية والمالية لمتابعة تفاصيل هذا الوباء، والاسراع بنقل العراقيين المتواجدين في الصين وتحديد موعد دقيق لإتمام الأمر والتأكد من سلامة الوافدين الى العراق من بقية البلدان.
كما جرى الاتفاق على تخصيص مبالغ مالية من موازنة الطوارئ لمواجهة الازمة وشراء الأجهزة المطلوبة للكشف والاجهزة المختبرية خارج تعليمات تنفيذ العقود الحكومية، فضلاً عن إلزام الجهات المعنية بمراقبة الوافدين الى العراق وخصوصاً من الصين وأي بلد أعلنت فيه حالات إصابة، وإلزام سلطة الطيران المدني العراقية بضرورة إعلامها وزارات الصحة والداخلية بحركة الوافدين الى العراق قبل وصولهم للمطارات المحلية.
بينما أكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، "أهمية أن يكون هناك تعاون مباشر ومشترك مع منظمة الصحة العالمية للحصول على الاجهزة والمستلزمات الطبية بشكل عاجل، وقيام شبكة الاعلام العراقي ببث برامج وحلقات توعوية للوقاية"، معلنا التوصل لقرار في الاجتماع يتعلق بإلزام وزارة الصحة بتقديم طلب ضمن موازنة 2020 لتخصيص مبالغ ثابتة لانشاء مراكز عزل متطورة في جميع المحافظات بهدف التهيئة لمواجهة أي مخاطر مستقبلية.
في المقابل، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي في بيان: أن "66 مواطناً عراقياً -بينهم أطفال ونساء- في مدينة ووهان الصينية، يستغيثون بالحكومة العراقية منذ أسبوعين لإجلائهم من المدينة الموبوءة، كما فعلت كل الدول احتراماً وحرصاً على مواطنيها، ولا يوجد أي تحرك حقيق حتى الآن".
 
حرق الجثث
إلى ذلك، أمرت السلطات الصينية بحرق جثث المتوفين بفيروس "كورونا" الجديد بالقرب من مكان وجودهم، كما حظرت التقاليد الجنائزية مثل مراسم الوداع، وقالت إنه لا يجوز نقل رفات المرضى المصابين المتوفين بين المناطق المختلفة على مستوى المقاطعة، ولا يمكن حفظها بالدفن أو بأي وسيلة أخرى، وفقا لمبدأ توجيهي مشترك صادر عن المكاتب العامة للجنة الصحة الوطنية ووزارة الشؤون المدنية ووزارة الأمن العام.
وفرضت السلطات، تطهير الجثث ووضعها في حقيبة مختومة من قبل العاملين في المجال الطبي حسب الاقتضاء، بحيث لا يسمح بفتحها بعد الختم، وأكد المبدأ التوجيهي أنه يتعين على دور الجنازات إرسال أفراد ومركبات خاصة لتسليم الجثث وفقا لطرق محددة، كما يجب حرق الجثث في محارق جثث محددة.
 
حصيلة جديدة
وأعلنت السلطات الصينية، ارتفاع عدد الوفيات المؤكدة في البلاد من جراء فيروس كورونا التنفسي المميت إلى 361، واضافت أنه تم تسجيل 2829 إصابة جديدة بالفيروس في الساعات الـ24 الماضية، بينها 2103 إصابات في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد، وبالتالي ارتفع إجمالي عدد المصابين بالفيروس في سائر أنحاء الصين إلى أكثر من 17200 مصاب. 
وعززت دول العالم قيود السفر على الوافدين من الصين، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية "حال طوارئ" دولية بسبب الفيروس.
ويُعتقد أن الفيروس الجديد ظهر للمرة الأولى في كانون الأول في سوق بمدينة ووهان تباع فيه حيوانات برية وانتشر خلال عطلة رأس السنة الصينية التي يسافر فيها ملايين الصينيين داخل البلاد وخارجها. 
وزير الصحة الألماني ينس سباهن، أعلن أن دول مجموعة السبع ستتعاون في سبيل التصدي للوباء بصورة "موحدة"، وقال: "لقد اتفقنا على ضرورة عقد مؤتمر صحافي لوزراء الصحة في دول مجموعة السبع"، وخارج الصين، ارتفع عدد الدول التي وصل الوباء إليها إلى أكثر من 20 دولة. 
 
أقنعة واقية
في الوقت نفسه، أعلنت الحكومة الصينية أنها "بحاجة ملحة" لأقنعة طبية واقية مع تجاوز عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد وهو أعلى من ضحايا أزمة فيروس سارس عام 2002.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيانغ في تصريح صحافي: "ما تحتاجه الصين بشكل عاجل هو أقنعة طبية، وبزات واقية ونظارات وقاية". 
بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها تتابع بشكل يومي تطورات الإصابة بالفيروس، مشيرة الى أن مختبرات متخصصة لتحديد الفيروس والحالات المصابة.
كما أكدت المنظمة أن معظم بلدان العالم ستكون مجهزة لكشف هذا الفيروس خلال أسبوع واحد من الآن.
 
موقف ياباني
من جانبه، قال رئيس وزراء اليابان شينزو آبي: إن حكومة بلاده ستبقى على اتصال وثيق مع كل الأطراف المعنية لضمان عدم تأثير انتشار فيروس "كورونا" على دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة.
وقال آبي أمام لجنة برلمانية: "سنبقى على اتصال وثيق مع الجميع بما في ذلك اللجنة الأولمبية الدولية ومنظمة الصحة العالمية بهدف اتخاذ الخطوات المناسبة وإبعاد تأثير فيروس "كورونا" عن الألعاب الأولمبية".
من جهتها، قالت وزيرة الألعاب الأولمبية اليابانية، سيكو هاشيموتو، إن منظمي الدورة الصيفية المقبلة "طوكيو 2020" لا يفكرون في إلغائها.
وتستضيف العاصمة اليابانية دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ما بين 24 تموز والتاسع من آب المقبلين. 
 
إضراب أطباء
وأضرب مئات العاملين بالقطاع الطبي في هونغ كونغ، بمن فيهم الأطباء والممرضات، اليوم، مطالبين السلطات بإغلاق الحدود تماما مع الوطن الأم الصين، لمنع انتشار عدوى "كورونا" في المدينة.  
ووفقا لإذاعة RNTK المحلية، نظم هذا الإضراب الاتحاد النقابي الجديد للعاملين الصحيين (تحالف موظفي هيئة المستشفيات) التي يخشى موظفوها أن تكون مستشفيات هونغ كونغ غير قادرة على مواجهة أعداد المرضى في حالة الخطر الوبائي المتزايد مع تدفق أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يعبرون الحدود.
وهددت النقابة بإشراك ما يصل إلى 6 آلاف طبيب في الاحتجاجات اليوم الثلاثاء إذا لم تستجب الإدارة لمطالبهم بحلول اليوم. 
 
قيود أميركية
الى ذلك، انتقدت الصين، الولايات المتحدة بشدة لفرضها قيودا على دخول المواطنين الصينيين إلى أراضيها بسبب فيروس كورونا المستجد، واتهمت واشنطن بـ "إثارة الذعر ونشره".
وقالت الخارجية الصينية: إن الولايات المتحدة "لم تقدم مساعدة مهمة"، وكانت "أول من قام بإجلاء طاقم قنصليته في ووهان وتحدث عن سحب جزئي لطاقم سفارته وفرض قيود دخول على المسافرين الصينيين".
وأضافت الخارجية، "لم تتوقف عن إثارة ونشر الذعر، ما يمثل أنموذجا سيئا جدا".
ومنعت واشنطن غير المقيمين القادمين من الصين من دخول أراضيها، وأوصت مواطنيها بعدم زيارة الصين ومغادرتها في حال كانوا موجودين فيها.
وأزعج هذا الإجراء الكثير من الصينيين والأجانب الذين منعوا من الالتحاق بعملهم وجامعاتهم أو من السياحة في الولايات المتحدة.
وقالت الخارجية الصينية: "لم تصلنا حتى الآن أي مساعدات مهمة من الحكومة الأميركية"، وأشارت إلى تلقي الصين معدات طبية من حوالي عشر دول من بينها فرنسا واليابان وتركيا وباكستان وإيران وروسيا والمملكة المتحدة.
 
الأطباء بمستشفيات كورونا
تسابق الصين الزمن لمحاصرة فيروس "كورونا" الجديد، الذي تسبب حتى الآن في مقتل ما يزيد على 361 شخصا من أصل أكثر من 17 ألف مصاب، وانتشر في دول عدة.
وبالتزامن مع القرارات الحكومية بـ "عزل" مدن بأكملها وتشديد الإجراءات الوقائية في مناطق تضم الملايين من السكان، تلعب الأطقم الطبية دور البطولة المطلقة في المستشفيات التي يعالج بها ضحايا الفيروس سريع الانتشار.
ونشرت صحيفة "بيبولز ديلي" الصينية الحكومية، بعض الصور المؤثرة لأطباء وممرضين يحصلون على الراحة في أوضاع صعبة، بعد عمل شاق داخل مراكز صحية لعلاج مرضى فيروس "كورونا" الفتاك. فلا وقت "ولا مكان" للنوم، يخطف أصحاب المعاطف والكمامات البيضاء نومة سريعة غير مريحة على مقاعد، بينما يفترش آخرون الأرض في المختبرات على ما يبدو، وسط أجواء من القلق مع تزايد زوار المستشفيات.
ويبدو أن ضغط العمل في مقار علاج "كورونا" يجعل من الصعب على الطواقم الطبية العودة إلى منازلهم للحصول على الراحة، لا سيما أن عددا كبيرا منهم منتدب من مناطق أخرى، وفق تقارير سابقة.
ولم توضح الصحيفة أسماء المراكز لكنها أثنت على أعمال هذه الأطقم قائلة إنهم "يحاربون من أجلنا. يقاتلون الفيروس. هم آباء وأبناء وبنات".
وتابعت "بيبولز ديلي": "هم يحبون أن تبقى الأشياء منظمة ونظيفة، لكن في المراحل الحاسمة يمكنك رؤية أوضاع النوم هذه في كل مكان. هم أطباء وممرضون استخدموا معاطفهم الطبية كدروع عندما أتى الفيروس لحماية مرضاهم من الموت. هم يواجهون الموت والفيروس وحيدين ولهم كل الإجلال".
وتحث الصين الخطى لتشييد مستشفيات بسرعات قياسية في مدينة ووهان وسط الصين، التي انتشر منها الفيروس.
وقررت السلطات إنشاء 4  مراكز طبية على الأقل في ظرف 10 أيام، بإقليم هوبي الذي تتبع له ووهان، من بينها مستشفى فتح أبوابه لعلاج مرضى فيروس "كورونا" بعد يومين فقط من أعمال البناء، في واقع أشبه بالمعجزات.