فنان كفيف يتحدى الإعاقة.. ولوحاته تتحدث عن إبداعه

الصفحة الاخيرة 2020/02/04
...

بلوفديف / رويترز
 
 
 
الرسم حالة إبداعية تتطلب وعياً دقيقاً بالأبعاد والألوان ودرجاتها المختلفة بالإضافة إلى الأفكار، وبالطبع فإن رسم المناظر الطبيعية يختلف عن الرسم التجريدي، وبالتالي فإن الفنان يجب أن يكون مبصراً لما ينفذه ويقدمه في لوحاته. ولكن أن يكون الفنان أو الرسام المبدع أعمى أو كفيفاً، فهذا أمر صعب للغاية، ولكن فقدان البصر لم يحل دون أن يتمكن رسام بلغاري من وضع اللمسات الأخيرة على لوحاته.
فقد انكب‭ ‬الرسام البلغاري ستامين كارامفيلوف، على واحدة من لوحاته ليضيف إليها اللمسات الأخيرة، وأنجز عملاً ليس بالهين على الإطلاق بالنظر إلى فقدانه البصر على نحو شبه تام، بحسب رويترز. الرسام ستامين، البالغ من العمر 76 عاماً الذي أصيب بالعمى فجأة في العام 2015، فقد الأمل تماما في العودة إلى الرسم في البداية، ووصل إلى حالة من اليأس جعلته يفكر في الانتحار.
وقال الفنان البلغاري، الذي تعرض أعماله الفنية في ألمانيا واليونان وتركيا وعدة مدن بلغارية، وقد علت الابتسامة وجهه إن “السر يكمن في الخبرة الكبيرة والحدس والحس المرهف”.
  وكان ستامين قد اكتشف أنه لا يزال قادراً على تمييز الفرق بين مجموعات الألوان وبين الداكن والفاتح بعينه اليسرى أما باقي ما يستلزمه الخروج بلوحة إبداعية فيعتمد فيه على الموهبة والمهارة والذكريات التي جمعها عبر مسيرته الطويلة كفنان ومرمم لرسوم الكنائس.
وقال “أرسم فقط على لوح أسود، لأن بمقدوري التعرف على الألوان الدافئة مثل البرتقالي والأحمر والأخضر الفاتح... أذهب للرسم في الخارج عندما يكون الجو مشرقاً ومشمساً لأنني أستطيع أن أرى الظلال وقتها”.
ويعد ستامين حالياً لمعرضه الفني الثالث والثلاثين، ويأمل في أن ينقل طريقة الشمع السائل تلك لمن يرغب في تعلمها.