احتفالية واسعة بمناسبة اليوم العالمي للطفل

اسرة ومجتمع 2018/12/01
...

بغداد / شذى الجنابي
 
منظومة حقوق الطفل في العراق تشهد الكثير من التحديات، اذ تؤكد المؤشرات تسرب الأطفال من المدارس وازدياد عدد الأيتام وتحول عمالتهم الى ظاهرة مخيفة، اذا لم تتخذ الحكومة إجراءات لحمايتها والاسراع بتشريع قانون الطفل وتشكيل المجلس الاعلى لرعاية الطفولة في العراق ووضع قيود صارمة وعقوبات ضد الجهات التي تقوم بعمالة الأطفال وايجاد آلية لحمايتهم من التجنيد وانشاء برامج متعددة لرفع المستوى الصحي والتعليمي لهم وفق منظومة متكاملة. 
هذا ما جاء خلال حديث مدير عام دار ثقافة الاطفال الدكتور نوفل ابو رغيف في اطار الاحتفالية التاسعة والعشرين لاتفاقية حقوق الطفل التي نظمتها الدار على المسرح المركزي لها تحت عنوان {تعليم – صحة – امان» بمشاركة عدد من مدارس مديريات تربية الكرخ والرصافة.
 
حقوق منتهكة
وبين ابو رغيف أن الحديث عن الطفولة العراقية لا ينتهي، و الانتهاكات التي يتعرض لها مستمرة وتزداد بمرور الزمن، نتيجة لما يمر به العراق من ظروف صعبة، واشار الى أن البيئة العراقية بحد ذاتها منتهكة لحقوقه، لأن الطفل يعنف في المدرسة، والبيت، ويشاهد العنف والقتل على التلفاز، لذلك لابد من توفير بيئة صالحة لنشوئه  وقانونا يحميه من انتهاكات المجتمع.
واضاف بأن الاتفاقية جديرة بأن تقام لها ورش تدريبية حقيقية في جميع مدارس العراق لتقديم رؤية شاملة لطفولة آمنة وعن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، ونحن في الدار نتبنى تنفيذ هذا المشروع، وندعو مديريات التربية الى اقامة ورش تثقيفية وابداعية مماثلة لتعريف الاطفال بحقوقهم والمؤسسات بواجباتهم، لكن مع الأسف في دائرتنا لا نجد حيزا حقيقيا في التفعيل والبعد العملي وبلورته على مستوى الواقع وتقديم كل ما بوسعنا لخدمة الطفولة بسبب الامكانيات المعدومة .
 
رصد وتوثيق
فيما أكدت معاونة مدير عام الدار الدكتورة فاتن الجراح على أن بنود اتفاقية حقوق الطفل 1989، نصت على أهمية حماية الطفل وتهيئة الأجواء المناسبة له، وضرورة أن تتكفل الدولة مسؤولية حمايته وتعليمه ورعايته بصورة كاملة، ولكن للاسف لم تشرع قوانين تقف حائلا دون نموه بصورة إيجابية وصحيحة، بالرغم من انضمام العراق لتلك الاتفاقية، ويتعرض الى انتهاكات كبيرة بدءاً من الأسرة إلى المدرسة هي الأساس للحفاظ على الطفل وحقوقه من خلال الاهتمام بدرسي التربية الفنية والرياضية، إلى فقدانه أبسط حقوقه في حياة كريمة وتعليم يرتقي به، كما نرى آلاف الأطفال يجوبون الشوارع وهم يتسولون كمشاريع للانحراف والاضطهاد والاغتصاب، وآخرون مثلهم يعملون في مهن صعبة في المناطق الصناعية، فضلا عن اعداد كبيرة منهم تركوا دراستهم بسبب الأحداث الأخيرة التي عاشها ويعيشها العراق بعد أن سيطر تنظيم “داعش” الإرهابي على عدد من المحافظات وتعرضهم للعنف الجسدي والمعنوي واللفظي ، فضلاً عن عدم وجود رعاية صحية حقيقية لهم، خصوصا الاطفال النازحين، واضافت لقد تشكلت لجان في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية برئاسة الدكتورة عبير الجلبي والتي اكدت ضرورة تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات، سواء أكانت حكومية ام مدنية للعمل على اعداد سلسلة من الاجراءات والبرامج التي من شأنها أن تسهم في تحسين واقع الطفولة، بالاعتماد على وثيقة سياسة حمايته التي تتضمن اجراءات تبدأ بالوقاية والتدخل المبكر والثانوي، وصولا الى اعادة التأهيل والدمج وتأسيس نظام للرصد والتوثيق والاستجابة يعمل بشكل متواصل على تقديم المساعدة للأطفال المعرضين للخطر.
 
فعاليات متنوعة
فيما قال رئيس منظمة الشباب للتنمية وحقوق الانسان هاشم محمد الرماحي: ان الأطفال هم أثمن كنز وأعظم سعادة في كل المجتمعات، لذا جاءت فكرة اليوم العالمي للطفل بمثابة تذكير للبالغين بضرورة احترام حقوق الأطفال ومنها حقهم في الحياة وفي حرية الرأي والدين والتعليم والراحة ووقت الفراغ، والحماية من العنف الجسدي والنفسي، وعدم استغلالهم في العمل قبل الاستمتاع ببراءة الطفولة وفترتها الكاملة.
واكد الرماحي، اهم ما يميز هذه المناسبة هي مشاركة الاطفال ذاتهم في فعالياتهم من خلال عرض رؤيتهم تجاه حقوقهم والالتزامات التي يجب ان تقدم لهم، وتفجر طاقاتهم وابداعاتهم، وبالرغم من ضيق الوقت المتاح، فإن الايجابية التي لمسناها من الجهات المهتمة بالطفولة ومدراء المدارس والمدرسات والطلاب الذين شاركوا في المسابقات والفعاليات التي أجريت على هامش
 الاحتفالية . 
كما تطرق الرماحي الى أهمية غرس بعض القيم من خلال معرض لمسابقة رسوم الاطفال ومعرض المطبوعات، والصناعات اليدوية الثقافية في المحافظات التابعة للدار، وعروض الافلام الوثائقية والمسرحية جسدت إيقاف العنف ضد الأطفال بجميع أشكاله، ورفع الوعي المجتمعي حول حماية الأطفال.
واختتمت الاحتفالية بتوزيع الهدايا بين الأطفال الفائزين في مسابقة الرسوم تضمنت قصصا ومجلات خاصة بالطفولة وحقائب مدرسية وقرطاسية تشجيعا لجهودهم..