الكلاب للكشف عن مرض يصيب الحمضيات

الصفحة الاخيرة 2020/02/05
...

ترجمة / أنيس الصفار                                                
 
أفاد بحث حديث أن كلاب "تعقّب" خاصة ربما ستتمكن من تقديم المساعدة لتخليص أشجار الحمضيات من مرض فتاك يصيبها.
يدرب العلماء هذه الكلاب على استخدام حاسة شمها في الكشف عن مرض يسمى "اخضرار الحمضيات"، وهو مرض يصيب بساتين البرتقال والليمون والغريبفروت في ولايات فلوريدا وكاليفورنيا وتكساس الأميركية. ويفيد الباحثون أن الكلاب المدربة قادرة على اكتشاف المرض المذكور قبل بدء ظهوره على أوراق وجذور الأشجار بأسابيع أو حتى سنوات.
يقول الباحث "تيموثي غوتوالد"، وهو من المشاركين في الدراسة: "التكنولوجيا التي نستخدمها يمتد عمرها لآلاف السنين، واسمها أنف الكلب. كل الذي فعلناه هو أننا دربنا الكلاب على تعقب نوع جديد من الطرائد، وهي بكتريا مرضية تلحق أضراراً فادحة بالمحاصيل الزراعية."
تفيد الدراسة كذلك أن التحري باستخدام الكلاب أسرع وأرخص وأكثر دقة من تكليف العمال بالتقاط المئات من أوراق الشجر ونقلها إلى المختبر لإجراء الفحوص.
تسبب مرض اخضرار الحمضيات بكتريا تنقلها حشرة صغيرة تتغذى على أوراق وجذوع أشجار الحمضيات، و في حال انتقلت العدوى إلى الشجرة فليس لها من علاج بعد ذلك. هذا المرض تسبب كذلك بأضرار لمحاصيل الحمضيات في مناطق أميركا الوسطى والجنوبية وآسيا. في إحدى التجارب التي أجريت على بستان للغريبفروت، في ولاية تكساس، بلغت دقة الكلاب نسبة 95 بالمئة في التمييز بين الأشجار المصابة حديثاً والأخرى السليمة.
يقول غوتوالد: "كلما اكتشفت الإصابة في وقت مبكر كانت فرصة وقف انتشار المرض أفضل، وذلك باجتثاث الأشجار المصابة وإبعادها."
يقول "ماتيو غاربيلوتو"، الذي يدرس النباتات في جامعة كاليفورنيا، إن البحث الجديد يرتقي بدراسة استخدام كلاب التحري في البساتين من الفرضية الى الاختبار الميداني العملي، ويظهر أن الكلاب تستطيع اكتشاف الإصابة في مرحلة أسبق من الطرق الأخرى المطبقة حالياً. 
تقول "لورا سيمس"، وهي عالمة نبات من جامعة لويزيانا للتكنولوجيا إن البحث أثار إعجابها، وأثنت كثيراً على الخطوات التي اتبعت للتأكد مما إذا كانت الكلاب تشم البكتريا نفسها أم المواد التي يفرزها النبات نفسه كرد فعل للاصابة بالمرض.
للتأكد من هذا الجانب نقل الباحثون العدوى البكتيرية مختبرياً الى نباتات من أنواع مختلفة، ولكن الكلاب تمكنت رغم هذا من تمييز النباتات المصابة بالعدوى.
يقول غوتوالد: "لقد اعتدنا رؤية الكلاب تعمل في المطارات للكشف عن المخدرات والمواد المتفجرة، ولعلنا نراها عما قريب وهي تعمل في المزارع كذلك".