خوذة جندي بريطاني تعرض أمام الجمهور

الصفحة الاخيرة 2020/02/05
...

الحلة / محمد عجيل 
 
عرض مركز تراث الحلة خوذة جندي بريطاني، وهي واحدة من مقتنيات  ثورة العشرين الخالدة التي اندلعت ضد الجيش الملكي البريطاني أثناء احتلاله العراق حيث كانت بعض قواته تتمركز في منطقة الفرات الأوسط ، وبالتحديد في قرية الرارنجية الواقعة بين مدينتي الحلة والنجف الأشرف.
وحول كيفية الحصول على هذه الخوذة قال المؤرشف عبد الرحيم الفتلاوي لـ "الصباح ": إن هذه الخوذة تم اغتنامها من خلال رجل بسيط اسمه عبود، وهو من سكنة قضاء الهندية كلُّف أثناء ثورة العشرين، من قبل الثوار، بحراسة المؤن والمواد الغذائية التي جمعتها العشائر آنذاك من أجل تمويل المقاتلين، لكن هذا الرجل البسيط أبى أن يبقى أسيرَ هذا الواجب الذي رآه منقصة له، فقرر أن يزحف، مستغلا ظلام الليل الدامس، وسط الأنهر والأحراش باتجاه إحدى نقاط المحتل البريطاني حيث وجد هناك مجموعة من الجنود يتسامرون، وأثناء اقترابه من الخيمه سقط نظره على جندي منهمك بتناول الطعام وقربه خوذة من الحديد وبايب للتدخين وبندقية، في حين لم يكن مع عبود غير خنجره. وأكد إن تلك اللحظة شكلت لهذا المجاهد مصير رجولته لا سيّما أنه اتّخذ قرار الهجوم بمفرده من دون دراسة أو أيّة احتياطات تمنحه العودة سالما على أقل تقدير، فما كان منه إلّا أن هاجم ذلك الجندي وطعنه عدة طعنات قاتلة، ثم جلب سلاحه وخوذته، فإما سلاحه فأسند لأحد المجاهدين وأمّا خوذته فقد بقيت معروضة في مضيف جدي موسى آل حسن الفتلاوي على مدار عدة عقود".
 وأوضح أن "البعد التاريخي لهذه الخوذة يتلخص بمكانتها الاعتبارية حيث تجسد مآثر العراقيين بالدفاع عن وطنهم ضد المحتل البريطاني، كما أنها أصبحت تحفة أثرية لمرور مئة عام عليها ويتطلب ذلك إدراجها ضمن منهاج وزارة الثقافة لغرض الحفاظ عليها من التلف والضياع".
 مشيرا إلى أنها "لاقت اهتماما من قبل زائري المركز وعدت واحدة من أهم مقتنياته".
 ويذكر أن مركز الحلة للتراث، الذي افتتح العام الماضي، يضم عددا من المقتنيات المهمة تعكس حياة العراقيين على مختلف الأصعدة وتعود إلى حقب زمنية مختلفة .