بعد أكثر من عشر سنوات من العمل الدؤوب، افتتح وزير الاعمار والاسكان والبلديات العامة، امس الاربعاء، مشروع مجاري كربلاء بحضور عدد من نوّاب ومسؤولي الحكومة المحلية في المحافظة. ويعد هذا المشروع الذي نفذ بأياد عراقية من حيث التنفيذ والتصميم "الأبرز" على مستوى الشرق الأوسط، حيث أقيم على مساحة (400 دونم)
ويعد من المشاريع الصديقة للبيئة وسيسهم في استثمار المناطق الصحراوية في كربلاء ورفع الواقع الخدمي للمحافظة، كما سيسهم بشكل فعال في تعزيز وانتاج الطاقة الكهربائية ويقع على الطريق الرابط بين محافظتي كربلاء والنجف.
وقبيل حفل الافتتاح، كان الوزير قد وقع على التحديث الجديد لتوسعة التصميم الأساس لمدينة كربلاء المقدسة والتي سيتم بموجبها توزيع 40 ألف قطعة سكنية بين المواطنين.
يطور الواقع الخدمي
وقال الوزير بنكين ريكاني في كلمة له في موقع المشروع بحضور "الصباح" ان "هذا المشروع يعد من أكبر المشاريع الستراتيجية التي تخدم المحافظة، حيث تم تصميمه وتنفيذه بأياد عراقية سيرفع ويطور الواقع الخدمي".
واضاف ان "المشروع تاخر كثيرا بسبب العراقيل الكبيرة التي تواجهها الكثير من المشاريع تحت تاثير الجانب السياسي"، لافتا الى انه "حين تسلم الوزارة كانت هناك المئات من المشاريع المتلكئة ولو كانت تلك المشاريع قد نفذت لكان العراق خاليا من التظاهرات، لانها تسهم في تطوير البنى التحتية وتوفر فرص لآلاف من الايدي العاملة".
ودعا الوزير الى عدم الخضوع للروتين، في وقت، اشار الى ان "الحل يكمن في العراق بايجاد القدرة على اتخاذ القرار وليس الخوف من اتخاذه".
من جانبه، قال المحافظ المهندس نصيف جاسم الخطابي في كلمته ان "هذا المشروع ينتظره أهالي المحافظة وزوارها لانه يعني التقدم في توفير الخدمات".
واضاف ان" هذا المشروع ما كان لينجز لولا القراءات الجريئة التي اخذها الوزير"، لافتا الى انه "سيوفر فوائد كبيرة على مستوى البيئة والتنمية الزراعة واستصلاح الأراضي في صحراء كربلاء".
ومضى يقول ان كربلاء يبلغ عدد سكانها مليونا ونصف المليون نسمة وهناك أكثر من 500 ألف غير مسجلين ولكنها تستقبل زوارا يصل عددهم الى أكثر من 50 مليون زائر سنويا وهو ما يعني حاجتها الى هكذا مشاريع خاصة، لا سيما ان هذا المشروع سيقدم خدماته لأكثر من خمسة ملايين نسمة".
وأكد الخطابي، أن "توحيد الصفوف بيننا وبين الوزير والدوائر كافة أسهمت بإنجاح المشاريع وإقامتها في محافظتنا العظيمة، واليوم توحّدت هذه الجهود لافتتاح هذا المشروع الذي ستليه مشاريع أخرى سترى النور قريباً".
وقدّم، شكره وتقديره لكل من سهم ويسهم في سبيل رفعة وتطوّر محافظة كربلاء المقدسة، مختتماً كلمته بالقول: "تحية لكل من يقف ويطالب بحقه بطريقة دستورية للمطالبة بالحقوق".
وأضاف: "نحن نقف بوجه كل من يحاول خرق أمن المحافظة وحرف طريق المتظاهرين السلميين".
وتحدث الخطابي عما اسماه ببشرى لأهالي المحافظة هو توقيع الوزير على مخطط التوسعة الجديدة للتصميم الأساس لمحافظة كربلاء خلال خمس دقائق، في وقت يحتاج الى عامين بسبب الروتين المستشري"، مبينا ان التوسعة "ستوفر أكثر من 40 ألف قطعة ارض سكنية سيتم توزيعها بين المواطنين من مختلف الشرائح".
التكلفة الكلية للمشروع
بدوره، أفاد عبير سليم ناصر مدير مجاري المحافظة السابق الذي اشرف عليه في كلمة له بأن "هذا المشروع أُنجز بأيادٍ عراقية وبشجاعة محافظ كربلاء المقدسة المهندس نصيف الخطابي وبمتابعة مستمرة من وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني".
واضاف ان "هذا المشروع يعد من المشاريع الكبرى على مستوى الشرق الأوسط"، مشيرا الى انه "تأخر لأكثر من 12 عاما بسبب الضائقة المالية والمعارك مع عصابات داعش الإرهابية التي عرقلت العمل".
بينما اكد مدير اعلام دائرة المجاري اركان فاضل لـ"الصباح" ان "مشروع محطات معالجة مجاري المياه الثقيلة الموحد في كربلاء الذي يقع على طريق كربلاء النجف ويعد واحدا من أكبر مشاريع تصريف المياه الثقيلة".
وبين ان "كلفته الكلية أكثر من 400 مليار دينار وبدأ العمل به عام 2008 وتوقف بسبب الازمة المالية، إلا ان وزارة الاعمار والاسكان والبلديات خصصت المبالغ المتبقية للمشروع لمواصلة انجازه".
وأشار الى ان "المشروع يتكون من أربع وحدات محطات للمعالجة وبطاقة تصريف تصل الى 400 ألف م3/ يوم".
ولفت الى ان "المشروع يفيد كذلك بتحسين البيئة ومعالجة الماء المعقم في المجال الإروائي الزراعي، فضلا عن امكانية تحويل المياه المعالجة الى طاقة كهرباء تصل الى 2ميكا واط".
وطالب، الوزير بإنصاف شريحة العاملين في قطاع المجاري كونهم من الثلة المظلومة وما يتقاضون من رواتب لا تضاهي جهودهم المبذولة وما يتعرضون من خطورة أثناء تأديتهم العمل.