طرابلس / وكالات
أعلن أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، امس الأحد، أن الجامعة تبذل جهودا كبيرة لأخذ ليبيا إلى "بر الأمان".وخلال كلمته في افتتاح القمة الأفريقية في أديس أبابا أمس الأحد، اعتبر أبو الغيط أن الأولوية لحل الأزمة في ليبيا لتثبيت وقف إطلاق النار ووقف التدخلات الخارجية.
وأشار أبو الغيط إلى أن التنمية الشاملة للمجتمعات هي أساس تحقيق الأمن والاستقرار، وأن "إسكات البنادق" يتلاقى مع أولويات الجامعة العربية.وتوجه أبو الغيط بالتحية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رئاسته للاتحاد الأفريقي وعلى الإنجازات المهمة التي حققها الاتحاد أثناء فترة رئاسته. مشيدا بالإنجازات المحققة كإطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية بالإضافة إلى اعتماد رؤية متكاملة للإصلاح المؤسسي للاتحاد وتنفيذ أركان أجندة 2063 لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والتنمية في القارة.
وتنعقد القمة الأفريقية في دورتها الثالثة والثلاثين في أديس ابابا، وقد حضر الأمين العام للجامعة العربية بدعوة من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه.
مباحثات ثنائية
في الوقت نفسه، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، بمقر إقامته بأديس أبابا، وبحث الرئيسان خلال اللقاء عددا من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأزمة الليبية، حيث توافق الرئيسان على ضرورة تكثيف التنسيق في هذا الصدد، بالنظر إلى أن مصر والجزائر دولتا جوار مباشر عبر حدود ممتدة مع ليبيا، مما يؤدي إلى انعكاسات مباشرة لاستمرار الأزمة الليبية على الأمن القومي للبلدين، مع تأكيد الحرص الكامل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق ويقوض التدخلات الخارجية به".
مفاوضات جديدة
الى ذلك حددت البعثة الأممية في ليبيا، يوم 18 من شباط الجاري، موعدا للجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف، من أجل التوصل إلى اتفاقية شاملة لوقف إطلاق النار.
وقالت الأمم المتحدة: إن طرفي النزاع في ليبيا اتفقا بنهاية الجولة الأولى من اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) التي بدأت أعمالها الاثنين الماضي بجنيف وانتهت يوم امس، على ضرورة احترام الهدنة وتأكيد الحفاظ على سيادة ليبيا.وقال بيان للبعثة: إنها "لاحظت وجود توافق بين الطرفين على أهمية استمرار الهدنة التي بدأت في 12 كانون الثاني الماضي، وعلى أهمية احترامها وتجنب خرقها، كما لاحظت وجود توافق واسع بين الطرفين بشأن حاجة الليبيين الملحة للمحافظة على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها والحفاظ عليها وحماية حدودها، وعلى ضرورة الامتناع عن رهن القرار الوطني ومقدرات البلاد لأي قوة خارجية، وعلى وقف تدفق المقاتلين غير الليبيين وإخراجهم من الأراضي الليبية، وعلى استمرار محاربة المجموعات الإرهابية المصنفة من قبل الأمم المتحدة (القاعدة، داعش، أنصار الشريعة(.كما دعم الطرفان وفقا للبعثة "العملية الجارية حاليا لتبادل الأسرى وإعادة الجثامين".وأضافت أنه "بينما يتفق الطرفان على ضرورة الإسراع بعودة النازحين إلى منازلهم، لا سيما في مناطق الاشتباكات، فإنهما لم يتوصلا إلى تفاهم كامل بشأن الطرق المثلى لإعادة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق".
تحذير أميركي
من جانبها اعربت السفارة الأميركية لدى طرابلس عن قلقها إزاء تقارير عن تخطيط طرفي النزاع الليبي لاستئناف الأعمال القتالية، محذرة من تبعات ذلك.
وقالت بعثة واشنطن الدبلوماسية في طرابلس، في بيان نشر على حسابها في "تويتر": إن سفير الولايات المتحدة في ليبيا، ريتشارد نورلاند، "يحذر من تجدد العمليات العسكرية" في البلاد.وأضاف البيان: "تتابع السفارة الأميركية بقلق التقارير الموثوقة التي تفيد بأن هناك عمليات عسكرية مهمة يتم التخطيط لها من قبل القوات التابعة لكل من القوات المسلحة العربية الليبية وحكومة الوفاق الوطني في المستقبل القريب".وتابعت: "سواء كانت عدائية أو استباقية، فإن مثل هذه الأعمال تنتهك الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في برلين"، مضيفة: "ندعو الأطراف ومؤيديها من الخارج إلى النظر بعناية في المخاطر الكامنة في مثل هذه الأعمال، ومضاعفة دعم الحوار الأمني الذي تيسره الأمم المتحدة في جنيف في محاولة للوصول إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار".واستضافت العاصمة الألمانية في 19 كانون الثاني الماضي مؤتمرا دوليا بشأن ليبيا، حضره زعيما طرفي النزاع الليبي، وهما رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية (المعترف بها دوليا)، فايز السراج، وقائد "الجيش الوطني الليبي"، المشير خليفة حفتر. وحدد المؤتمر ترتيبات تمهد لتثبيت وقف إطلاق النار في البلاد، من بينها تشكيل اللجنة العسكرية المشتركة بين الطرفين.