بغداد / محمد حمدي
بدأ العد التنازلي لانطلاق منافسات بطولة العرب للشباب تحت 20 عاما بكرة القدم في السعودية، في خضم ذلك انهى ليوث الرافدين معسكرهم التدريبي في مدينة الدمام السعودية، بلقاءين وديين امام الاخضر السعودي وقد نجح منتخبنا بالفوز في المباراة الاولى 3 / 2 ، بينما خسر الثانية بهدف نظيف. ويلعب منتخبنا الشبابي ضمن المجموعة الأولى الى جانب منتخبات تونس والكويت وموريتانيا، وسط مخاوف وشكوك اثارها مدرب المنتخب قحطان جثير من عدم امكانية تحقيق نتيجة ايجابية من واقع سير الظروف العاثرة التي ساقها الى الاعلام تباعا بين قلة الدعم وغياب الادارة وضعف الاعداد .
وبموجب الجدول الذي وضعته اللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب لمنتخبات الشباب تحت 20 عاماً لكرة القدم يواجه منتخب الشباب لكرة القدم يوم غد الاحد نظيره التونسي في مدينة الخبر السعودية ، ولاجل تسليط الضوء على المشاركة المرتقبة اجرت ( الصباح ) الاستطلاع التالي مع نخبة من نجوم الكرة السابقين والمدربين الذين عملوا مع مختلف الفئات العمرية وكانت هذه الحصيلة.
مشاركة معقدة
اللاعب الدولي والمدرب الحالي صالح حميد ، تحدث بمرارة قائلا: الامر المحزن ان المنتخبات السنية في العراق دوما ما تتعرض للاهمال والتغييب مع انها تمثل اهم عناصر تطور كرة القدم ويترك مدربوها يعانون من اجل الاستمرار مع أن المفروض هو ان المدرب غير معني بامور خارج اختصاصة لانها مسؤولية الاتحاد اما بالنسبة للاداريات فيجب ان تكون بعيدة عن العمل الفني .
وتابع بالقول: لا اجد مبررا لمشاركة اي فريق محلي على حساب اسم ومكانة وقوة العراق لانها مشاركة غير مجدية وكان من المستحيل ان ينهض باعباء المشاركة الكابتن قحطان جثير لولا تدخل وزير الشباب واجد ما قام به شيئا كبيرا ليس في هذا الامر فقط بل في عدد من الخطوات التي تدل على سعيه لتقديم شيء متميز للمنتخبات وهي خطوات تجبر منتقديه على الاعتذار لانه اثبت نجاح عمله كشخصية رياضية مؤثرة.
مشكلات الاتحاد ليست السبب
الدولي السابق والمدرب المحترف احمد جاسم اوضح لـ( الصباح ): في الظروف المشابهة وعندما لا يكون هناك اي دعم لأي منتخب في مشاركاته الخارجية وعندما تصل الامور الى طريق مسدود ارى انه من الأفضل الابتعاد والاعتذار عن قبول المهمة فمشاركة المنتخبات في البطولات الخارجية هي مهمة تعكس الكثير من الاشياء ولا بد من ان تعود هذه المشاركة بفوائد على الكرة العراقية ، وتابع بالقول: ان مهمة المدرب قحطان جثير هي اعداد الفريق على اكمل وجه وهو مسؤول عن تجهيز الفريق بدنيا وفنيا ونفسيا وذهنيا وليس واجبه ان يناشد الاخرين لدعم المنتخب معنويا وماديا فعندما تكون هناك عوائق كثيرة وتقصير في تجهيز المنتخب من قبل الأطراف الادارية المسؤولة عنه فبالتأكيد لا يستطيع اي مدرب ان يقول اني ذاهب للفوز بالبطولة.
وبين جاسم: نعلم جميعا حجم المشاكل التي تعصف باتحاد كرة القدم ,ومن ثم تنصله عن المهمة والقاء الحمل على وزير الشباب الذي تكفل ببعض الامور ولكن الأجدر بالاتحاد ان يقوم بواجباته كاملة، وناشد جاسم الاعلام العراقي كجزء اساس ومهم في تصحيح الخلل والاشارة اليه ان يكشف الاوراق جميعها حول اهمال منتخب الشباب ويحدد المقصر والعمل على توجيه المسار بالصورة الصحيحة كي لا يحصل مع مدرب اخر ما حصل مع جثير.
رأي مختلف بالمرة
اللاعب الدولي والخبير الرياضي بسام رؤوف اكد وبثقة ان مشاركة منتخب الشباب فيها فوائد كثيرة مثل الاحتكاك والمنافسة بين اللاعبين وتطوير النواحي الفنية العامة والخاصة للمنتخب بالاضافة الى الاطلاع على مستويات الفرق وبالتأكيد الذهاب للمنافسة.
أما نواحي الاستعدادات فبصراحة لم اجد مدربا عراقيا منذ فترة طويلة أقتنع بما يتهيأ له من معسكرات داخلية او خارجية.
ومن الطبيعي ان تكون الاستعدادات أقل شأناً من سابقتها على اعتبار أن الظروف التي يمر بها العراق غير طبيعية وبالتالي فان تحقيق الدعم المالي من وزاره الشباب والرياضة شيء ايجابي يصب في مصلحة المنتخبات الوطنية وبالرغم من كل المعاناة يبدو لي انها شيء طبيعي ونحن تعاملنا مع أسوأ من تلك الظروف وحققنا نتائج ايجابية ومن الممكن ان ينجح الشباب اليوم ايضا.
المشكلة أكبر
المدرب والاكاديمي الكابتن حمزة داود اعرب عن عدم استغرابه من اي ظرف مهما كانت تعقيداته قائلا: منذ سنة والفرق العراقية تعاني تدني المستويات والتحضيرات الادارية والفنية بشكل مخيف حتى وصلنا الى أن اصبح من الصعوبة بمكان تأمين مشاركة الاندية والمنتخبات في اي بطولة كانت عربية أو اسيوية بحجة الاموال والملاعب والمباريات التجريبية .
والحقيقة ان منتخب الشباب الذي يمثل مستقبل منتخبنا الوطني اختصر الصورة بهذه المشاركة والتحضير لها بفقر مدقع ليس له مثيل لذلك كله وان كان الاوان قد فات اجد ان التواجد في البطولة العربية ليس بذي جدوى وهذا ليس بتشاؤم ولكن قراءة للمنطق .
منوها بان المدرب عليه ان يكون واقعيا فالفريق يمر بحالة سلبية خصوصاً بعد النتائج غير المشجعة امام الجوية وبغداد قبيل وصوله الى السعودية.
كل الفرق تتطور بشكل ملحوظ وتشارك لعدة اهداف اولها المنافسة ومن ثم الاحتكاك والتواصل وهذا ما لم يحصل معنا.