اشتهرت مدينة لندن بأنها عاصمة (الأنتيكا) بين عواصم العالم وذلك من خلال اهتمامها بسوق الفن والتحف مركزة على كل ما هو غريب ونادر من القطع القديمة وبهذا تعددت أسواق المدينة والتي تُعرف بـالـ "انتيك ماركتس" أي أسواق التحف القديمة.
إذ كانت أول لحظة مهمة في تطور سوق التحف في لندن هي الفترة المعروفة باسم عصر النهضة، بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر تقريباً، عندما ظهرت موضة جديدة لجمع القطع الزخرفية. ثم تطورت الرغبة لتتحول الى دراسةٍ لهذه التحف وتعلّم تاريخ وعمر هذه القطع فكان من أشهر الــ (كولاكترز) أو جامعي التحف عالم الطبيعة (السير هانس سلاون)، الذي اُطلقَ اسمه على أشهر ساحة في منطقة تشيلسي (سلاون سكوير) القريبة من محطة ڤيكتوريا ، حيث جمع السير هانس أكثر من 71الف قطعة من رحلاته إلى جامايكا واليابان والصين وعاد منها ليؤسس المتحف البريطاني. ما جعل هؤلاء العلماء والرحّالة خير مساعدٍ على إنضاج فكرة سوق الأنتيكا بلندن وكذلك اسهموا برفد المتاحف والمعارض والاسواق ببعض أهم الكنوز التاريخية التي تم اقتناؤها على الإطلاق.
فبعض أسواق الأنتيكا بلندن تقدر محتوياته بالمليارات كمتجر (Gray ) "انتيك سنتر" القريب من شارع بوند ستريت والذي يضم أكثر من مئتي تاجر بالأنتيكا ومن مختلف الأصناف، ففيه تجار متخصصون ببيع المجوهرات القيمة والنادرة وقطع الماس النادرة او الساعات والمجوهرات القديمة.. وفيه ايضاً تجار اللوحات والفنون كالنحت والرسم وفيه ايضاً المهتمون بالقطع الاثرية الإسلامية.
اما الشارع الثاني الذي يضم محلات الأنتيكا العملاقة فهو شارع (كنزغتن چيرچ ستريت) الذي يربطُ (نوتنغ هيل گيت) بشارع (كنزغتن) وفيه أهم البوتيكات الخاصة ببيع الانتيكات.
كما ويعتبر البريطاني ديفيد خليلي الإيراني الأصل والمقيم في مدينة لندن- سادس أغنى مُجمِّعٍ للتحف والمقتنيات الأثرية حول العالم، وعُرِفَ باهتمامه بتجميع كل ما يتعلق بالفن الإسلامى، إذ يعتبر واحداً من أشهر مقتني التحف الأثرية الإسلامية وتقدّر مقتنياته بـ930 مليون دولار، اذ يملك 471 قطعة من روائع الفن الإسلامى وكسوة قديمة للكعبة المشرفة وبعض المخطوطات النادرة وصفحة من "الشاهنامة" الفارسية، بالإضافة إلى قطع تتنوع ما بين الخزفيات والسجاد والمنسوجات والزجاجيات والأسلحة والمباخر والمجوهرات والمعادن النفيسة والأخشاب المحفورة وكلها تعود للحقبة الإسلامية القديمة.
وبعيداً عن الأرقام الخيالية هذه فهذا ليس كل شيء في سوق التحف والأنتيكا البريطاني، إذ انّ مدن بريطانيا وعلى رأسها مدينة لندن تتيح الفرصة لكل الناس أن يقتنوا تحفيات أصلية، فأسواقها لا تقتصر أبداً على المشاهير والأثرياء فالاسواق الشعبية التقليدية توفّر الكثير من التحف النادرة والثمينة وبأسعار جيدة، فالاكشاك والاروقة الصغيرة التي يعرض الباعة المتجولون بضائعهم فيها بعربات بسيطة وباسعار مناسبة كثيرة منها سوق پورتيبلو الشهير وكامدن تاون وكوفنت غاردن وغيرها من الاسواق الشعبية التي تخصص أياماً معيّنة من كل اسبوع لتستقطب باعة الأنتيكا وعشاقها.