بغداد / طارق الاعرجي
توقّعَ وزير النفط الأسبق الدكتور ابراهيم بحر العلوم ان تتراوح اسعار النفوط العالمية بين 53 و54 دولارا للبرميل، وان تقدِم دول (اوبك) على اتخاذ قرار بتخفيض الكميات المطروحة منها خلال اجتماعها الشهر المقبل، وان تكون للعراق حصة بهذا التخفيض، حاثا الحكومة المقبلة على تنفيذ جولة التراخيص الخامسة وتطوير حقول كركوك والناصرية للنهوض بإنتاجها.
وقال بحديث خاص لـ"الصباح": إن اسعار النفوط بالسوق العالمية تشهد انخفاضا لسببين، الاول تقلص النمو الاقتصادي بالصين نتيجة فيروس كورونا، وهي حالة آنية ستتجاوزها قريبا، والثاني زيادة انتاج النفط للولايات المتحدة، منوها بأن السببين سيضطران دول (اوبك) باجتماعها الشهر المقبل لتخفيض الانتاج مرة ثانية اكثر مما هو عليه وسيتحمل العراق جزءا منه.
واضاف ان اسعار النفط العالمية ستتراوح بين 53 و 54 دولارا للبرميل، متمنيا عدم تدنيها لأكثر من ذلك، كون الامر يعتمد على الظروف (الجيوسياسية) للبلاد والمنطقة، لا سيما للعراق الذي تذهب معظم صادراته للاسواق الاسيوية وفي مقدمتها الصين وبالتالي اي تأثر ستتأثر معه الصادرات والاسواق عموما.
واردف بحر العلوم ان الجيد ان انتاج العراق النفطي اليوم، يتأتى من جانبين، الاول الحقول التي تشرف عليها شركات جولات التراخيص، والثاني الحقول التي تشرف عليها الشركات الوطنية، وبالتالي فإن اي تخفيض يطرأ حاليا بالانتاج بفعل (اوبك)، يحاول العراق ان يعوض ذلك من الحقول الوطنية، وعليه فان وضع انتاج شركات جولات التراخيص مريح ويكون الانتاج المتأرجح من الحقول الوطنية، وحتى لو حدث تخفيض اخر بالانتاج لن يؤثر في وضع العراق.
واشار الى ان المشكلة التي ستواجه العراق بتدني اسعار النفط تكمن بالموازنة الاتحادية التي اعتمدت على سعر 56 دولارا للبرميل، وهذا صعب التحقيق على اقل تقدير بالنصف الاول من هذا العام، الا في حال حصول بعض التوترات (الجيوسياسية) بالخليج او مناطق اخرى، مبينا ان اسعار النفط قد ترتفع لكن ليس لمدة طويلة، لذلك سيعاني العراق من الواردات النفطية.
واكد وزير النفط السابق ضرورة ان تكون للعراق طاقة انتاجية اضافية من النفط يمكن استخدامها عند حدوث ازمات في الاسواق وممكن ان يطرحها ويصبح مثل السعودية التي تمتلك ثلاثة ملايين برميل من الفائض تستخدمها وقت الازمات، والعراق لديه بحدود 500 الف برميل كفائض، متمنيا ان تصل البلاد الى مليون او مليوني برميل من الفائض كي يكون قادراً على تحديد ملامح السوق النفطية، مشددا على أن الجهة التي تحدد ملامح السوق، هي القادرة اليوم على الانتاج الكبير ولديها فائض منه.
وحث الحكومة المقبلة على تنفيذ اجراءات للنهوض بالقطاع، اهمها المضي بجولة التراخيص الخامسة التي وافق عليها مجلس الوزراء، اذ تكمن اهميتها في ان بعض الحقول التي دخلت حدودية ومهمة ويجب ان تكون هناك رؤية واضحة لتطويرها بين العراق وجيرانه لضمان حق البلاد.
وتابع بحر العلوم ان الامر الاخر يقضي باعادة النظر بانتاج حقل كركوك كون الدراسة التي اعدتها شركة (بي بي) البريطانية حولها بينت امكانية زيادة انتاجه خلال اعوام الى 500 الف برميل يوميا، اضافة الى التفكير بشكل اساس بإيجاد منافذ تصديرية عبر تركيا وهو الخط الذي تتبناه وزارة النفط من حديثة لجيهان عبر نينوى، لانه يعطي مرونة للتصدير من الحقول الجنوبية الى جيهان، وكذلك تطوير حقول الناصرية الواعدة للاسهام بتحسين المستوى المعاشي لابناء محافظة ذي قار .