كيف تتغلّب على حُبْسة الكاتب؟

ثقافة 2020/02/17
...

كتابة: ماريا كوننيكوفا
ترجمة: جمال جمعة
 في عام 1920، عندما كان غراهام غرين في السادسة عشر، قرر أنه «بعد 104 أسابيع من الرتابة والإذلال والألم النفسي» لم يعد بإمكانه البقاء في بركامستد، المدرسة الإعدادية التي كان مسجّلا فيها. فهرب، تاركًا وراءه مذكرة استقالة لوالديه ـ كان والده ناظراً للمدرسة ـ واكتشف في المرج بعد فترة وجيزة. أكد الهروب قلق عائلته إلى درجة أنه أدى به إلى قضاء ستة أشهر في العلاج النفسي. لقد كان منعطفاً مفاجئاً في حياة غرين. حصل على استراحة من المدرسة التي كانت ترهبه، واكتسب عادة كشفت عن أنها ستكون حاسمة في حياته ككاتب: شرع غرين بتدوين «سجل أحلام» لمساعدته على نقل محنته العقلية في اتجاه أكثر انتاجية.
بالنسبة لأي شخص مطّلع على نتاج غرين الوفير، من الصعب تصديق أنه قد يكون عانى من حُبسة الكاتب* على الإطلاق. لكن، في الخمسين من عمره، هذا بالضبط ما حدث له، لقد واجه «انسدادًا إبداعيًا»، كما أسماه، أعاقه عن رؤية تطوّر قصة أو حتى بدايتها في بعض الأحيان. سجلّ الأحلام أثبت أنه منقذه. كان تسجيل الأحلام نمطًا خاصًا جدًا من الكتابة، كما يعتقد غرين، لا أحد غيرك يرى أحلامك. لا أحد يستطيع مقاضاتك بتهمة التشهير بسبب كتابتها. لا أحد يمكنه التحقق منك أو من الموضوع ليعترض على منعطف خيالي للأحداث.
في مقدمة كتاب «عالمي الخاص»، وهو مختارات من تدوينات سجلّ الأحلام التي اختارها غرين، تقتبس إيفون كلويتا، عشيقة غرين لسنوات عديدة، قوله لأحد الأصدقاء، «إذا كان بإمكان المرء أن يتذكّر حلمًا كاملاً، فالنتيجة هي شعور بالمتعة بالغ بما فيه الكفاية لأن يمنحه وهم أن يكون مقذوفاً 
إلى عالم مختلف، يجد المرء نفسه فيه بعيدًا عن مشاغل الإنسان المدرك». وفي ظل هذا التحرر من قلق الإدراك، وجد غرين الحرية لفعل ما لم يستطع القيام به بطريقة أخرى: الكتابة.
 
جهود بيرجلر
 من المحتمل أن تكون حُبسة الكاتب موجودة منذ اختراع الكتابة، لكن المصطلح ذاته تمّ تقديمه لأول مرة في الأدب الأكاديمي في أربعينيات القرن العشرين، من قبل طبيب نفسي يُدعى إدموند بيرجلر. على مدى عقدين من الزمن، درس بيرجلر الكُتّاب الذين عانوا من «مثبطات عصبية للإنتاج»، في محاولة لتحديد سبب عجزهم عن الإبداع، وما الذي يمكن القيام به حيال ذلك، إن وجد أي شيء. بعد إجراء مقابلات مباشرة متعددة، وقضاء سنوات مع الكتاب الذين يعانون من مشاكل إبداعية، تجاهل بعض النظريات التي كانت شائعة في ذلك الوقت. الكتاب المحتبسون لم «يستنزفوا أنفسهم حدَّ الجفاف» من خلال استنفاد مصدر الإلهام لديهم، كما لم يعانوا من شحة في الحوافز الخارجية (نظرية «المؤجّر»، التي بموجبها تتوقف الكتابة في لحظة دفع الإيجار). لم تكن تعوزهم الموهبة، ولم يكونوا «كسالى عاديين»، ولم يكونوا ببساطة يشعرون بالملل. فماذا كانوا إذن؟
تمّ تدريب بيرجلر في مدرسة التحليل النفسي الفرويدية، وتلك الخلفية تخبر بطبيعة مقاربته للمشكلة. 
في مقالة كتبها عام 1950 بعنوان «هل حُبسة الكاتب موجودة؟»، ونشرت في مجلة American Imago، وهي مجلة أسسها فرويد عام 1939، يناقش بيرجلر بأن الكاتب أشبه ما يكون بالمحلل النفسي، إذ “يحاول دون وعي منه حل مشاكله الداخلية عن طريق الوسيط المتسامي للكتابة”. الكاتب المحتبس هو في الواقع محتبس 
نفسياً، والطريقة التي يتم بها “فكّ حُبسة” هذا الكاتب تكون من خلال العلاج. حل المشكلة السيكولوجية الشخصية وإزالة الحُبسة. 
مسار التفكير هذا جيد، بالقدر الذي يمضي فيه، لكنه غامض بشكل محبط ومليء بالافتراضات. كيف نعرف أنّ الكتّاب يستخدمون كتاباتهم كوسائل للتسامي؟ كيف نعرف أن جميع المشاكل تنبع من نفس مكبوتة؟ وما هي النفس المكبوتة، على أي حال؟
 
محاولات أخرى في العلاج
 كما اتضح، برغم ذلك، أن تفكير بيرجلر لم يكن بعيداً عن المؤشّر. في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حاول عالما النفس بجامعة ييل جيروم سينجر ومايكل باريوس الحصول على فهم أكثر تجريباً لما تعنيه حبسة الإبداع. 
 
لقد جنّدا مجموعة متنوعة من كتّاب الأدب، الخيالي وغير الخيالي، والشعر والنثر، والمطبوعات، والمسرح، والشاشة، بعضهم أصيب بالحبسة والبعض الآخر بخير. كان على الكتاب المحتبسين أن يتناسبوا مع مجموعة من المعايير المحددة مسبقًا: عليهم تقديم دليل موضوعي على عجزهم عن المضي في الكتابة (مؤكدين، على سبيل المثال، أنهم لم يحرزوا أيّ تقدم في مشروعهم الرئيسي) وأن يشهدوا على شعور شخصي بعدم القدرة على الكتابة. الأعراض كان يجب أن تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
 تابع باريوس وسنجر مسار الكتّاب لمدة شهر، وأجريا مقابلات معهم وطلبا منهم إكمال ما يقرب من ستين اختبارًا نفسيًا مختلفًا. فوجدا، بما لا يثير الدهشة، أنّ الكتاب المحظورين كانوا غير سعداء. أعراض الاكتئاب والقلق، بما في ذلك زيادة النقد الذاتي وانخفاض الحماس والافتخار في العمل، كانت مرتفعة في المجموعة المحتبسة؛ كما ظهرت أيضًا أعراض اضطراب الوسواس القهري، مثل التكرار، والشك الذاتي، والتسويف، والكماليّة*، كما بدت مشاعر العجز و»النفور من العزلة»، وهي مشكلة كبيرة، لأنّ الكتابة تتطلب عادة وقتًا 
للوحدة.
 لم يُخلق جميع الكتّاب التعساء متساوين، ولكنهم اندرجوا مع ذلك، كما اكتشف باريوس وسنجر، تحت أربعة أنواع عامة. في إحدى المجموعات، القلق والتوتر كان مهيمناً. بالنسبة لهم كان العائق الرئيسي للكتابة هو الضيق العاطفي العميق الذي قوّض بهجة الكتابة. في مجموعة أخرى، عبّرت التعاسة عن نفسها بين الأشخاص من خلال الغضب والانزعاج من الآخرين. المجموعة الثالثة كانت لا أبالية ومنسلخة، فيما تميل المجموعة الرابعة لأن تكون غاضبة، عدوانية، ومخيبة للآمال. عواطفهم كانت سلبية للغاية، بدلاً من الحزن فحسب. هذه الاختلافات قد تتحول إلى تبعات. ثمة أنواع مختلفة من الكتاب التعساء، كما اكتشف باريوس وسنجر، أصيبت بالحبسة بطرق مختلفة.
هنالك بعض التجارب التي يتشارك فيها جميع الكتاب المحتبسين تقريبًا. كلهم تقريبًا خبروا تضاؤل الدوافع، يشعرون بأنهم أقلّ طموحًا ويجدون متعة أقلّ في الكتابة. 
كما أنهم كانوا أقلّ إبداعًا كذلك. وجد باريوس وسنجر أن الأفراد المحتبسين أظهروا «مستويات منخفضة من الصور الذهنية الإيجابية والبناءة»: كانوا أقلّ قدرة على تشكيل الصور في أذهانهم، والصور التي شكلوها كانت أقلّ وضوحًا. كانوا أقلّ قابلية لأن يحلموا أحلام يقظة بشكل بنّاء، أو للحلم بشكل عام، مرحلياً.
كانت المفاجأة هي أن هذه النواقص التحفيزية والإبداعية تعبر عن نفسها بشكل مختلف عند الأنواع المختلفة من الكتاب التعساء. شعرت المجموعة الأولى، والتي كانت الأكثر قلقًا، بأنها غير متحمّسة بسبب النقد المفرط للذات ـ لم يكن أي شيء أنتجوه جيدًا بما فيه الكفاية ـ على الرغم من أن قدرتهم التخيلية بقيت سليمة نسبيًا. (هذا لا يعني القول إن خيالهم لم يتأثر: على الرغم من أنهم لا يزالون قادرين على توليد الصور، إلا أنهم كانوا يميلون إلى الاجترار وإعادة المشاهد مرارًا وتكرارًا، غير قادرين على الانتقال إلى شيء جديد). 
أما المجموعة الثانية، الأكثر عدوانية اجتماعيًا، فلم تكن متحمسة لأنهم لا يريدون أن تقارن أعمالهم بأعمال الآخرين. (لم يكن الجميع يخافون من النقد؛ فقد قال بعض الكتاب إنهم لا يرغبون أن يكونوا «موضع حسد»). وعلى الرغم من أن قدراتهم على أحلام اليقظة كانت سليمة إلى حد كبير، إلّا أنّهم كانوا يميلون إلى استخدامها لتخيل التفاعلات المستقبلية مع الآخرين. المجموعة الثالثة، اللا مبالية، بدت الأشدّ حبسة إبداعية. 
لم يكن بإمكانهم ممارسة أحلام اليقظة؛ وكانوا يفتقرون إلى الأصالة، ويشعرون أن «القواعد» التي خضعوا لها كانت مُقيِّدة للغاية. حوافزهم أيضًا كانت جميعها معدومة. وأخيرًا المجموعة الرابعة، الغاضبة والمثبطة، كانت تميل إلى البحث عن حافز خارجي؛ مدفوعة بالحاجة إلى الاهتمام والمكافأة الخارجية. 
كانوا، كما اكتشف الباحثان باريوس وسنجر، أنهم أكثر نرجسية، وأن تلك النرجسية شكّلت عملهم ككتّاب. لم يكونوا يرغبون بمشاطرة خيالهم العقلي مع الآخرين، مفضّلين أن تظل خاصّة. من ناحية، فإنّ نتائج باريوس وسنجر ردّدت أصداء نظريات بيرجلر. 
لقد اكتشفا أن العديد من أعراض حُبسة الكاتب إنما هي أنواع من مشاكل كان الأطباء النفسيون يفكرون بها. بدا أن الكتّاب التعساء كانوا تعساء بطرقهم الخاصة، وسيحتاجون إلى علاجات مصممة خصيصًا لمعالجة مشكلاتهم العاطفية المحدّدة. 
باريوس وسنجر لم يكونا أطباء نفس، لكنهما، مع ذلك، كانا سيكولوجيين. قررا مواصلة عملهما من خلال دراسة سيماء حُبسة الكاتب التي يمكن قياسها بشكل تجريبي: وضوح واتجاهية الصور الذهنية.
 
تمارين في الخيال
اقترح الثنائي تدخّلاً بسيطاً: تمارين في الصور الذهنية الموجّهة. فعندما اجتمع بعض الكتاب المحتبسين في حلقات لمناقشة الصعوبات التي يواجهونها، طلب باريوس وسنجر من الآخرين المشاركة في بروتوكول منتظم معدّ ليقودهم إلى إنتاج صور ذهنية غنيّة. 
جلس هؤلاء الكتاب في غرفة معتمة وهادئة يتفكرون بسلسلة من عشرة أسئلة تطالبهم بإنتاج، ومن ثم وصف كائنات شبيهة بالحلم. يمكن أن تكون، على سبيل المثال، «تصوّر» قطعة من الموسيقى، أو مشهدًا محددًا في الطبيعة. بعد ذلك، سيقومون بتصور شيء ما من مشاريعهم الحالية، ومن ثم يولّدون «تجربة شبيهة بالحلم»، مستندة الى ذلك المشروع. التدخل استمر لمدة أسبوعين.
أثبت ذلك نجاحه نسبياً. 
إذ استطاع الكتاب المشاركون في التدخل تحسين قدراتهم على إنجاز الكتابة ووجدوا أنفسهم 
أكثر تحمسًا وثقة بالنفس. التدريب لم يشفِ من حُبسة الكتّاب بشكل شامل، لكنه برهن للمعاقين إبداعيًا على أنهم ما زالوا قادرين على الإبداع. (يوميات أحلام غرين فعلت الشيء نفسه بالنسبة له). في حالات متعددة، أدت التدريبات، مع مرور الوقت، إلى تخفيف حُبسة الكاتب حتى عند غياب العلاج. 
ويبدو أن بيرجلر كان على حق جزئياً: كانت هناك عوائق عاطفية. لكنه كان مخطئًا في افتراض أنه من أجل تجاوزها إبداعياً، يتوجب على الكتّاب معالجة حياتهم العاطفية. 
في الحقيقة، يمكن أن تذهب العملية في الاتجاه الآخر. تبين أن معالجة العناصر الإبداعية وحدها يمكن ترجمتها إلى 
تخفيف الأعراض العاطفية التي كان يُعتقد أنها سبب الحُبسة في المقام الأول، مما يخفف القلق ويزيد من الثقة بالنفس والحوافز. العلاج لم يطلق العنان للإبداع، بل عمل التدريب الإبداعي كشكل من أشكال العلاج.
 قد يساعد تعلّم كيفية القيام بعمل 
إبداعي من أي نوع ـ وليس مجرد تمرينات مباشرة للتصور الذهني ـ على مكافحة حُبسة الكاتب. 
سكوت باري كوفمان، أحد علماء النفس والمدير العلمي لمعهد الخيال بجامعة بنسلفانيا ومؤلف مشارك في كتاب «Wired to Creat”، يقول: “عندما يشعر المرء بحُبسة الكاتب، من الجيد الاستمرار في وضع الأمور على ورقة، أفكار، معرفة، وما إلى ذلك”. 
في عام 2009، شارك كوفمان في تحرير مجلد بعنوان “سيكولوجية الكتابة الإبداعية”؛ وخلال تلك العملية، أصبح مقتنعًا بأن السماح بالخطأ، وإدراك مدى إمكانية أن تكون عملية الإبداع اللا خطّي خطوة أساسية للتغلب على الحُبسة في الكتابة. “أعتقد أن على المرء أن يثق بعملية الكتابة، وأن يفهم بأن عملية الإبداع تتطلب اللا خطّية وتراكيب ترابطية فريدة”، على حد قوله، مضيفًا: «يقوم المبدعون بالكثير من التجارب والأخطاء، ونادراً ما يعرفون إلى أين هم ذاهبون بالضبط حتى يصلوا
 إلى هناك».
 ذلك ما يبدو، في النهاية، أنه الرسالة الرئيسية للبحث في حُبسة الكاتب: من المفيد الإفلات من التقييم الخارجي والداخلي. عن طريق الكتابة، على سبيل المثال، في سجلّ أحلام، حيث تعرف أنه لن يُقرأ أبدًا، حتى وإن كان ذلك لفترة وجيزة فقط. 
مثل هذا الإفلات يسمح للكتّاب بالعثور على الراحة في مواجهة عدم اليقين؛ إنه يمنح عقول الكتّاب حرّية التخيّل، حتى ولو كانت الأشياء التي يتخيلونها تبدو مضحكة، تافهة، وغير مرتبطة بأي مشروع كتابة. 
ذات مرة حلم غرين الحلم الآتي:
 كنت منهمكاً ذات يوم في منافسة شعرية وكتبت سطرًا واحدًا ـ «الجمال يجعل من الجريمة نبيلة» ـ عندما قُوطعت بانتقاد انقذف عليّ من الخلف من قبل ت. س. إليوت. «ماذا يعني ذلك؟ كيف يمكن أن تكون الجريمة نبيلة؟»، كان لديه، 
كما لاحظت، شاربان كثيفان.
 في الحياة الواقعية، قد يؤدي انتقاد شِعرك من قبل إليوت إلى الشك بمواهبك الشعرية. لكن تخيّل ذلك في المنام له تأثير معاكس. 
ذلك الحلم يمكن أن يصبح مصدرًا لقصة ما. ويفيد، على الأقل، في التذكير بأنه، بغضّ النظر عن مدى حبستك، ما تزال لديك القدرة على تخيل شيء جديد، بغضّ النظر عن مدى صغره وتفاهته.
 
 هوامش:
حُبسة الكاتب: الحُبسة في اللغة هي ثقل في اللسان يمنع من الإبانة، وفي الأدب حالة يفقد فيها المؤلف القدرة على إنتاج عمل جديد أو يواجه تباطؤاً في عمله الإبداعي، وتتراوح شدة الحالة بين صعوبة المجيء بأفكار أصلية إلى عدم القدرة على إنتاج عمل لسنوات. وترادفها في الأدب «متلازمة الصفحة الفارغة»، لكنها ليست مصطلحاً في علم النفس. ويمكن أن تحدث للكاتب في أي وقت بغض النظر عن مدى نجاحه الإبداعي. 
هذه المتلازمة يمكن أن تكون شاقة على الكاتب وغالباً ما تؤدي به إلى فترة 
طويلة من السبات لا يأتي فيها بأي شيء جديد.
الكماليّة: سمة شخصية تتسم بكفاح الفرد لبلوغ الكمال ووضع معايير عالية جدًا للأداء، تصحبها تقييمات نقدية مبالغة للذات ومخاوف من تقييمات الآخرين. 
ومن الأفضل تصويرها على أنها صفة متعددة الأبعاد، إذ اتفق علماء النفس على اشتمالها على العديد من الجوانب الإيجابية والسلبية. وفي صورتها السيئة التكيف، تدفع الكمالية بالأفراد لمحاولة تحقيق المثالية التعجيزية، وقد تدفعهم كماليتهم التكيفية في بعض الأحيان إلى الوصول لأهدافهم. 
وفي النهاية، يستمدون الشعور بالسعادة من فعلهم هذا. وعندما لا يستطيع الكماليون بلوغ أهدافهم، كثيرًا ما تصيبهم الكآبة.