اعتقالات تطال «دواعش» و {غولنيين» في تركيا
الرياضة
2020/02/18
+A
-A
اسطنبول / فراس سعدون
نفذت السلطات الأمنية التركية عمليتي اعتقال شملت الأولى عناصر في تنظيم داعش الإرهابي بينهم مسؤول إعدامات في سوريا، وسط مواصلة ترحيل مئات الإرهابيين الأجانب، في حين استهدفت العملية الثانية المئات من المشتبه بانتمائهم لحركة غولن المحظورة والمعروفة
تركياً باسم «فيتو».
وتأتي هذه التطورات الأمنية مع انتهاء المباحثات بين أنقرة وموسكو بشأن إدلب، من دون إعلان اتفاق، وفي ظل حالة من اهتزاز الثقة بين الجانبين، على وقع إعلان الرئيس السوري تحقيق انتصار ميداني كبير بين إدلب وحلب، ومتابعة عملية تحرير سوريا من معارضيها، ورد الحزب التركي الحاكم بالاستعداد لإعادة الجيش السوري إلى مواقعه السابقة، مع مضي تركيا في تعزيز قواتها داخل الشمال السوري، واستنفار منظماتها الإنسانية للتعامل مع موجة نزوح كبيرة صوب حدودها.
القبض على دواعش
وألقت قوة أمنية تركية القبض على «أبو تقي الشامي»، مسؤول استخبارات وعمليات إعدام ميدانية في تنظيم داعش الإرهابي، عبر عملية استهدفته و3 آخرين يشتبه بانتمائهم للتنظيم في ولاية بورصا
القريبة من اسطنبول.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية التركية، أمس الثلاثاء، إن الشامي مواطن سوري يُدعى (ي، أ، أ)، ويبلغ من العمر 50 عاما، ويعمل في تركيب وصيانة غاز المنازل في قضاء إيناغول التابع لبورصا، مضيفة أن الإرهابي كان قياديا في مدينتي الميادين والبوكمال التابعتين لمحافظة دير الزور المجاورة لمحافظة الأنبار العراقية حيث أشرف على عمليات إعدام ونفذ أخرى بيديه وهي موثقة بفيديوات متداولة على يوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
وبث تلفزيون (شو وخبر) التركي مقطع فيديو يظهر رجلي أمن يقتادان الإرهابي بطريقة مهينة، وهو يرتدي
زي عمل متسخا.
ترحيل مئات الإرهابيين
وأعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس الثلاثاء، ترحيل إرهابي ألماني الجنسية إلى بلاده، بالتزامن مع إعلان الوزارة ارتفاع عدد الإرهابيين الأجانب المرحلين لبلدانهم إلى 229 في 3 أشهر. وقررت الداخلية التركية ترحيل الإرهابيين الأجانب، عقب إلقاء القبض على الكثير منهم، في أثناء سيطرة القوات المسلحة التركية على مدينتي تل أبيض ورأس العين السوريتين، حيث كان عدد كبير من الإرهابيين يقبعون في سجون تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحلفائها، قبل أن تتركها انسحابا من نيران العملية العسكرية التركية المسمّاة «نبع السلام» في تشرين الأول الماضي، في حين بدأت الوزارة ترحيل أول الإرهابيين يوم 11 تشرين الثاني الماضي، بعدما قال سليمان صويلو، وزير الداخلية، في تصريح مشهور: إن «تركيا ليست فندقا لعناصر داعش من مواطني الدول الأخرى». وذكر عبد الله آياز، مدير الهجرة في الداخلية التركية، إن 75 من 229 إرهابيا مرحلا يحملون الجنسيات الأوروبية، مضيفا أن عمليات الترحيل المستمرة منذ العام 2001 شملت 7 آلاف و898 إرهابيا يحملون جنسيات 102 دولة.
اعتقال مئات الغولنيين
واعتقلت السلطات التركية، أمس الثلاثاء، 157 من أصل 766 صدرت بحقهم مذكرات توقيف للاشتباه في انتمائهم لحركة فتح الله غولن الداعية التركي المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، والمتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري في تركيا عام 2016، واختراق مؤسسات الدولة.
وقال تلفزيون (إن.تي.في) التركي: إن عملية ملاحقة المشتبه بهم تجري عبر عشرات الولايات التركية، وبينهم أفراد في الجيش، وعناصر في الشرطة، وموظفون في وزارة العدل، فضلا عن 467 شخصا يشتبه بتورطهم في تزوير نتائج امتحانات خاصة بالانخراط والترقية في سلك الشرطة عام 2009.
انتهاء مباحثات إدلب
وفي الملف السوري؛ اختتمت المباحثات التركية الروسية في موسكو، بشأن إعادة الوضع في محافظة إدلب إلى ما كان عليه قبل تقدم الجيش السوري،
من دون إعلان أي اتفاق. واستمرت المباحثات من الاثنين وحتى صباح أمس الثلاثاء برئاسة نائبي وزيري الخارجية التركي والروسي، ومشاركة مسؤولين من الجيش والمخابرات. وقال التلفزيون الرسمي التركي إن الوفد التركي غادر موسكو، من دون إصدار بيان عن نتيجة المباحثات. ونقل التلفزيون عن مولود جاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، تعليقه على مباحثات إدلب «إذا لم تسفر المباحثات في موسكو عن أي نتيجة، فمن المحتمل أن تعقد مفاوضات رئاسية في الأيام المقبلة». وكشف عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، عن رسالة أبلغها المسؤولون الأتراك لنظرائهم الروس في موسكو. وقال جليك في تصريح «إذا لم يتم سحب النظام إلى حدوده السابقة، فقد تم إبلاغ الطرف الآخر، بوضوح، بأننا أجرينا الاستعدادات العسكرية اللازمة لإعادته». ويبدو هذا التصريح أقرب للرد على إعلان الرئيس السوري، بشار الأسد، في كلمة متلفزة، مساء الاثنين، أن «معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال (في إشارة إلى التهديدات التركية)، كما استمرار معركة تحرير جميع التراب السوري وسحق الإرهاب وتحقيق الاستقرار». وتابع «إلا أننا نعي تماما أن هذا التحرير لا يعني نهاية الحرب ولا يعني سقوط المخططات ولا زوال الإرهاب، ولا يعني استسلام الأعداء، لكنه يعني بكل تأكيد تمريغ أنوفهم بالتراب كمقدمة للهزيمة الكاملة عاجلا أم آجلا، وهو يعني أيضا ألا نستكين بل أن نحضر لما هو قادم من المعارك».
تعزيزات عسكرية وإنسانية
وواصلت تركيا إرسال التعزيزات العسكرية والإنسانية إلى الشمال السوري تحسبا لأي مواجهة مباشرة مع الجيش السوري، واستعدادا لموجة النزوح المتعاظمة.
وأفادت صحيفة صباح التركية المقربة من الحكومة بأن قيادة القوات المسلحة أرسلت رتلا عسكريا يضم قوات خاصة (كوماندوز)، وناقلات جنود مدرعة، وذخائر إلى الأراضي السورية من ولاية هاتاي الحدودية.
وبعثت تركيا، في الأثناء، 26 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية من ولاية مرسين إلى إدلب تحتوي على ملابس، وأغطية، ومستلزمات أطفال. ويأتي إرسال المساعدات مع إعلان الأمم المتحدة الاثنين ارتفاع عدد النازحين هربا من نيران المعارك في شمال غرب سوريا إلى 900 ألف، منذ بدء التقدم العسكري السوري في كانون الاول الماضي.
وقال مارك لوكوك، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في بيان: إن غالبية النازحين نساء وأطفال، وإنهم «مصدومون ومجبرون على النوم في العراء وسط الصقيع لأن المخيمات تضيق بهم. الأمهات يشعلن البلاستيك لتدفئة أولادهن ويموت رضع وأطفال من شدة البرد».
وأشار لوكوك إلى المساعدات التركية بأن بعثة إغاثة هائلة في طريقها من تركيا إلى سوريا، لكن حجم المأساة تجاوزها.
وتعمل تركيا على تأمين مخيمات مؤقتة للنازحين الجدد، مغلقة حدودها بوجههم، بعد أن ضاقت بملايين اللاجئين إليها في السنوات السابقة.