أين نحن من البرنامج العالمي لتأمين الأحداث الرياضية؟

الرياضة 2020/02/19
...

قراءة / علي النعيمي
تابعنا باهتمام في الأيام الماضية المؤتمر العالمي المهم الذي نظمه مكتب مكافحة الإرهاب في العالم الذي يعرف بـ  "UNOCT" في مقر الأمم المتحدة وأطلق عليه" البرنامج العالمي بشأن أمن الأحداث الرياضية الكبيرة وتعزيز مفاهيمها والارتقاء بقيمها السامية بوصفها أداة لمنع التطرف العنيف" بحضور الفريق الدولي من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال وقد ركز المؤتمر على اهمية تحليل وتطوير السياسات والتجارب المتعلقة بأمن النشاطات الرياضية وتقديم طرق حديثة لحماية الأهداف الرخوة والأماكن الهشة أثناء إقامة النشاطات الرياضية بحيث يمكن تطبيقه من قبل المستويات الوطنية، والإقليمية والدولية، فضلا عن تأسيس شبكة عالمية من نقاط الاتصال الوطنية والخبراء الدوليين لتعزيز عملية تبادل المعلومات والخبرات، وكذلك تقديم الدعم اللوجستي في مجال بناء القدرات الذاتية للدول التي عانت من ويلات الحروب لتعزيز مستوى الاستجابة للمخاطر الإرهابية  لا قدر الله .
فريق الخبراء
لقد ركز المؤتمرون في هذا التجمع الذي حظي بمشاركة عالمية واسعة على أن يتألف فريق الخبراء من الجهات الفاعلة على غرار: الاتحادات الرياضية الوطنية، الإقليمية والدولية، اللجان الوطنية التابعة للدول التي تنظم نشاطات رياضية في الوقت الحاضر أو تستعد لذلك في المستقبل القريب، علاوة على المنظمات الدولية والإقليمية، والأجهزة والمؤسسات الأمنية يضاف لها خبراء التكنولوجيا، بمعية الشركات الراعية للأحداث الرياضية ومساعدة الدول والاتحادات التي تخطط لتنظيم نشاطات رياضية كبيرة  بغية تعزيز التعاون من خلال مشاركة الخبرات والمعلومات المتاحة بشأن المخاطر المحتملة في الشق الأمني.
 
غياب أصحاب العلاقة 
مقابل ذلك، تمنينا كثيراً أن تكون هناك مشاركة عراقية فاعلة في هذا المؤتمر المهم الذي يمس واقعنا الرياضي على مستوى اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب بواسطة مسؤول امن الملاعب أو احدى الشخصيات الرياضية بعيداً عن التمثيل الدبلوماسي الذي كان حاضراً هناك لينقلوا لنا الصورة أكثر وليزدادوا معرفة ويخبرونا عن الكثير من التقنيات المطبقة لاسيما في  مسألة تعزيز قدرات الاجهزة الأمنية وفرق التدخل السريع المسؤولة عن ضمان سلامة الجماهير وتوفير الامن لحظة إقامة الألعاب الرياضية عن طريق استعراض دور قنوات المعلومات وتبادل البيانات خلال الأحداث الرياضية الكبرى، والإلمام بنحو أفضل بالتحديات الرئيسة ذات الصلة.
 
أمن الملاعب بات علماً
ان توفير الحماية للملاعب يعد الحجر الأساس لأي نشاط او فعالية رياضية ننوي القيام بها وتأتي في مقدمة أولويات الأندية او الاتحادات المنظمة لأي حدث او بطولة رياضية في لعبة أخرى بخلاف كرة القدم وهذا يتطلب من المسؤولين ومن ضمنها الاتحادات الرياضية ويحثهم على بناء نظام أمني متطور والاستفادة من تلك المؤتمرات الدولية المتقدمة في مجال مكافحة الشغب الرياضي ومكافحة الإرهاب، بل ان الكثير من جامعات العالم بدأت تربط  قسم إدارة أمن الملاعب بقسم الإدارة الرياضية كونه مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً ببحوث العمليات والتكنولوجيا ويخضع الطلبة الى الكثير من ورش العمل والتجارب العملية والميدانية بمشاركة الجهات المتخصصة والداعمة والمسؤولية عن تنظيم الأحداث، لكن الأمر ما زال مختلفا في العراق فلا يوجد أي تواصل واقعي أو فعلي ملموس بين إدارة الأندية وجماهيرها من دون أي ورش عمل أو ندوات تثقيفية لاسيما ان مسابقة الدوري تعاود دورانها اليوم وهنا تأتي قيمة تلك الجهات الأمنية في تثقيف الأنصار والمشجعين
 
خلاصة الكلام
ان إقامة هكذا مؤتمرات حيوية تهدف الى رفع الحس الأمني للاتحادات والاندية والتفاعل إيجابا مع تحضيرات قوات مكافحة الشغب الرياضي للتعامل مع جميع حالات الطوارئ، والتدريب المكثف تأهباً للأحداث الرياضية العامة وعمل التمارين الافتراضية المناسبة واللازمة والمشابهة لحالات الانفلات والخروج عن القانون، وكيفية التعامل مع الجماهير وضبط النفس، وبالتالي سيعين الأندية الرياضية كثيراً لاسيما في العراق عندما تروم بتطبيق المعايير العليا لتراخيص الاتحاد الآسيوي المتعلقة بالشق الأمني وكذلك يحث الأندية الجماهيرية على استضافة الديربيات الحماسية في ملاعب المحافظات وليس حصرها في ملاعب العاصمة وبدورنا نتمنى أن تكون هناك ورش عمل تنويرية تقدمها الإدارات لأنصارها كي تشترك في الحفاظ على جماهيرنا ومنشآتنا الرياضية بطرق حضارية  .