العراق يوسّع إجراءاته الوقائية ضد {كورونا}
العراق
2020/02/21
+A
-A
بغداد / الصباح / بابل / جنان الاسدي / النجف الاشرف / حسين الكعبي
وسعت السلطات المحلية في العراق اجراءاتها الوقائية ضد فيروس "كورونا"، على الرغم من خلو البلاد تماما من هذا الفيروس، وتمثلت تلك الاجراءات باغلاق المنافذ الحدودية والغاء الرحلات الجوية مع ايران مع اخضاع العراقيين العائدين الى فحوصات مركزة. تأتي تلك الاجراءات بعد ارتفاع الاصابات في ايران، وتوقعت وزارة الصحة الايرانية، بوجود الفيروس الخطير في جميع المدن الايرانية، في وقت، سجلت فيه لبنان اول اصابة "مؤكدة" من كورونا.وتزامنت تلك التحوطات والاجراءات الحكومية، مع مطالبة لجنة الصحة والبيئة النيابية، الحكومة باتخاذ خطوات استباقية لدرء الخطر عن الشعب العراقي ومنع وصول الفيروس، الذي ظهر في الصين وانتقل بشكل سريع الى عدد من دول العالم.
تعليق الرحلات الجوية
وافادت وزارة النقل في بيان تسلمت "الصباح"، نسخة منه،"نعلن تعليق الرحلات الجوية لشركة الخطوط الجوية العراقية (احد تشكيلات وزارة النقل)، من والى الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد الاعلان عن وجود حالات اصابة بفيروس كورونا في المناطق الايرانية الى اشعارٍ آخر".
وأضافت الوزارة، أن "ذلك جاء بعد التوصيات الصادرة عن وزارة الصحة باتخاذ التدابير اللازمة لمنع دخول الفيروس الى الاراضي العراقية، وان هذا القرار يشمل مطاري بغداد والنجف الاشرف، باستثناء الوفود الدبلوماسية والعراقيين المتواجدين حالياً في ايران على ان يخضعوا الى اجراءات الفحص الطبي من قبل فرق وزارة الصحة عند عودتهم الى الاراضي العراقية".
وأكدت الوزارة، "استعدادها بالتعاون مع وزارة الصحة الى إجلاء العراقيين المتواجدين في الاراضي الايرانية ونقلهم الى العراق، بعد اجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامتهم من قبل الكوادر الصحية المتخصصة بهذا المجال".
من جانبها، افادت هيئة المنافذ الحدودية، في بيان بان "رئيس الهيئة عمر الوائلي شارك في الاجتماع الخاص للجنة الأمر الديواني (55) لعام 2020 والمعني بالاجراءات المتخذة لمكافحة انتشار مرض فيروس كورونا".
واضافت ان "الاجتماع عقد برئاسة وزير الصحة والبيئة جعفر صادق علاوي وممثلي الوزارات والمؤسسات الحكومية (مديرية الأحوال المدنية والجوازت، وزارة الدفاع/ مديرية الأمور الطبية العسكرية، دائرة العلاقات/ جهاز المخابرات، وكيل وزارة الخارجية، دائرة العلاقات والإعلام/ وزارة الداخلية، مستشار وزارة الزراعة، وزارة النقل، سلطة الطيران المدني، الخطوط الجوية العراقية، علاقات قناة العراقية الإخبارية، دائرة الصحة العامة/ وزارة الصحة)".
وتابعت ان "الاجتماع ناقش الإجراءات المتخذة من قبل الوزارات والمؤسسات الحكومية وتنسيق الجهود المشتركة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة للتصدي لهذا المرض"، مشيرة الى انه "تم اتخاذ جملة من القرارات منها منع دخول المسافرين الإيرانيين من جميع المنافذ الحدودية ويستثنى من الدخول المسافرون العراقيون لحين الوقوف على اخر المستجدات وكذلك ضمان استمرارية دخول البضائع من جميع المنافذ الحدودية والتأكيد على إخضاع العراقيين العائدين من إيران لإجراءات وزارة الصحة العراقية".
جهاز تشخيص المرضى
وأصدر وزير الداخلية، ياسين طاهر الياسري توجيهاً هو الثاني من نوعه بشأن التعامل مع فيروس كورونا، وذلك خلال زيارته إلى مطار بغداد الدولي.
وذكر المكتب الاعلامي للياسري، في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه ان "الوزير وجه بتشديد الإجراءات الاحترازية بالتعاون مع وزارة الصحة وفحص جميع المسافرين القادمين من الدول التي شهدت إصابات بفيروس كورونا".
واطلع وزير الداخلية، على "الجهاز الخاص بتشخيص المرضى، موجهاً بأن يكون العمل على قدر عال من المسؤولية حفاظاً على أرواح العراقيين"، مشيراً إلى أن "الياسري تفقد ضباط جوازات مطار بغداد الدولي خلال زيارته، موعزاً بإبداء أكبر قدر من التعاون مع المسافرين والتعامل معهم بمنتهى الاحترام والتقدير".
وكان وزير الداخلية، الياسري، قد وجه، بايقاف قراره السابق بشأن منح التأشيرة السياحية للقادمين من ايران في المنافذ الحدودية بشكل مباشر.
الى النجف، حيث أكد المحافظ لؤي الياسري، في بيان تسلمت "الصباح"، نسخة منه، ان "الحكومة المحلية وعبر مديرية صحة المحافظة قد اتخذت جميع التدابير والاحتياطات لمنع انتقال فيروس كورونا إلى المحافظة".
وأضاف، أن "المنافذ الحدودية وخصوصاً مطار النجف الأشرف قد (شهدت) اتخاذ الإجراءات اللازمة لفحص جميع الوافدين للمحافظة بأجهزة حديثة من محارير وكاميرات حرارية فضلاً عن وضع أماكن مخصصة لحجر أي حالة يشتبه بها والتعامل معها بمهنية طبية عالية من قبل أطباء النجف المختصين".
وأشار الياسري، إلى أن "المحافظة آمنة وليست هناك أي حالات إصابة بالفيروس وهناك متابعة للموضوع من قبل الجهات الصحية المعنية"، داعياً أهالي النجف إلى "عدم السفر في الوقت الحالي خارج المحافظة والبلاد".
ودعا الياسري الحكومة الاتحادية ووزارتي الداخلية والصحة، إلى "أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال الفيروس للعراق عبر المنافذ الحدودية البرية والمائية والجوية ونشر المفارز الصحية المدعومة بالأجهزة الحديثة لرصد أي حالة اصابة".
بدوره، اوضح مسؤول اعلام صحة النجف سالم نعمة لـ"الصباح" ان "طالبا عراقيا في الصين كان قد عاد عبر مطار النجف، وقد انهى مدة الحجر الصحي في المحافظة وهي 14 يوماً من دون ان تظهر عليه الاعراض السريرية للفيروس".
واوضح ان "المغادرة تمت بمحضر اصولي موقع من اطباء اختصاص يؤكدون عدم اصابة الطالب بالفيروس، من خلال انهائه لمدة الحجر الصحي بدون ظهور اعراض عليه"، مشيرا الى ان الملاك الصحي في الحجر قام بتعقيم جميع متعلقات الشخص المحجور قبل مغادرته للتأكد من سلامتها".
ردهات للحجر الطبي
وفي بابل، قال مدير عام دائرة صحة المحافظة الدكتور محمد هاشم الجعفري في تصريح ادلى به لـ"الصباح": ان "الدائرة فتحت ردهتين اضافيتين للحجر الصحي في المحافظة وذلك ضمن الاجراءات الوقائية من فيروس (كورونا) المستجد، الاولى في مستشفى الامام الصادق (ع) وكذلك في مستشفى الشوملي وبذلك يكون عدد الردهات التي خصصت للحجر الصحي في المحافظة ثلاث ردهات، حيث سبق ان تم فتح الردهة الاولى خلال الايام القليلة الماضية في مستشفى مرجان الطبي".
وبين ان "من الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدائرة ايضا للوقاية من الفيروس تنفيذ حملات توعية شملت المدارس وبعض الدوائر والمؤسسات الحكومية، فضلا عن توزيع البوسترات بين المراجعين للمراكز الصحية التي تبين طرق الوقاية من (كورونا)"، مبينا ان "الدائرة ستعمل خلال الاسبوع المقبل على التنسيق مع مديرية زراعة بابل لاقامة حملات توعية اخرى".
واضاف الجعفري ان "المحافظة لم تؤشر اي اصابة لغاية الان بالفيروس لاسيما ان الوافدين من خارج البلاد وتحديدا من الصين يتم فحصهم في مطاري النجف وبغداد الدولي ويحجزون لمدة 14 يوما وان فتح تلك الردهات وتجهيزها يكون تحسبا لاي طارئ لاسيما ان هذا الفيروس يشكل خطرا كبيرا على حياة الانسان ولا بد من وجود اجراءات احترازية من قبل دوائر الصحة تسهم بالحفاظ على خلو البلد من (كورونا)".
الى ذلك، حذر عضو مجلس النواب، كاظم الحمامي، دائرة صحة البصرة من السماح برسو سفينتين، صينية ويابانية تحملان فيروس كورونا.
وقال الحمامي، في بيان: ان "وكالات الانباء تناقلت اخبار السفن الحاملة لفيروس كورونا، والتي نذكر منها السفينة اليابانية (دايموند برنسيس)، والسفينة الصينية (وورلد دريم) وسفن أخرى في أماكن متفرقة من العالم".
وناشد "رئاسة صحة البصرة، وطالبها بضرورة التشدد في تطبيق إجراءات منح البراءة الصحية للسفن الواصلة الى منطقة الانتظار في خور عبد الله، وناقلات النفط العملاقة المترددة على موانئنا النفطية".
وشدد على أن "تؤخذ بعين الاعتبار الموانئ التي انطلقت منها السفن القادمة الينا، وزمن الابحار، ومعاينة الشهادات الصحية لأفراد الطاقم، وجنسياتهم وأعمارهم"، مؤكدا "أهمية قيام مفارز أخرى تابعة لرئاسة صحة البصرة بحملات ميدانية لأخذ نماذج من المياه المخصصة للاستعمال اليومي والموجودة في خزانات السفن التابعة للموانئ العراقية وشركة النقل البحري وشركة نفط البصرة وسفن القوة البحرية".
وأوصى بـ"ضرورة الاسراع بفحص تلك النماذج للتأكد من خلوها من التلوث البكتيري والجرثومي"، مشيرا إلى أن "إجراءات منح البراءة الصحية كانت تجري على وجه الاعتياد بعد رسو السفن على الأرصفة، لكن المخاطر المحتملة توجب القيام بخطوات استباقية لفحص السفن قبل وصولها الى الميناء، أي عند وصولها الى منطقة الانتظار".
وأوضح "بمعنى آخر ينبغي تحرك المفارز الطبية نحو البحر لملاقاة السفن القادمة الينا".
واختتم تحذيراته بـ"وجوب قيام المؤسسات البحرية العراقية بتهيئة المكان اللائق لفرق الفحص الطبي وتأمين تنقلاتهم ومستلزمات معيشتهم".
لجنة الصحة النيابية
كما طالب رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية قتيبة الجبوري في بيان صحفي، رئيس حكومة تصريف الأعمال وخلية الأزمة ووزارتي الصحة والداخلية وجهاز الأمن الوطني والجهات الساندة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع دخول فيروس كورونا من الجارة إيران إلى العراق".
وحمّل الجبوري "السلطة التنفيذية المسؤولية كاملة عن سلامة الشعب العراقي"، مشدداً بالقول "لن نسمح بالمجازفة في هذا الموضوع الخطير، ولذلك نطالب بإغلاق المنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية مع الجارة إيران إلى حين تطويق المرض تماماً، حرصاً على صحة المواطن العراقي".
وأوضح الجبوري أن "لجنة الصحة والبيئة النيابية تتابع عن كثب جميع الإجراءات الحكومية وتراقب أداء الجهات المعنية كافة، ولن نتهاون مع أي جهة يثبت تقصيرها في أداء مهامها، وخصوصاً الدوائر التابعة لوزارة الصحة باعتبارها الجهة الاولى المعنية بمواجهة مثل هكذا حالات ويقع على عاتقها اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية".
وتابع الجبوري أن "هذا الوباء الخطير لا يمكن تفاديه إلا من خلال منع وصوله إلى العراق، وبالتالي يجب اتخاذ خطوات استباقية لدرء الخطر عن شعبنا".
في الاردن، نفى السفير العراقي لدى عمّان حيدر العذاري، تسجيل اصابة بفيروس كورونا لمواطن عراقي في الاردن.
وأضاف، أنه "بعد الاتصال بالوزير امجد العضايلة المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية اكد لي ان هذه الأخبار غير صحيحة وان الاردن مازال خاليا من اي إصابة"، داعيا، وسائل الاعلام الى "توخي الدقة والحذر في نقل المعلومة".وكانت وزارة الصحة الإيرانية، قد اكدت ان غالبية المصابين إما من سكان مدينة قم جنوب غرب العاصمة أو زاروها خلال الأيام الماضية، بينما رجحت وصول الفيروس إلى مدينة قم عن طريق عمال صينيين قاموا بزيارة بلادهم مؤخرا واحتمالية وجوده في جميع المدن الايرانية.اما في لبنان فقد أعلن وزير الصحة هناك حمد حسن، عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في البلاد.