خبير اقتصادي لـ «الصباح »: المواطن اللبناني «مثقل» ولا يمكن فرض ضريبة عليه

الرياضة 2020/02/26
...

بيروت /جبار عودة الخطاط 
 
آمال عريضة بدأت تلوح في آفاق اللبنانيين بعد وصول إشارات إيجابية من فرنسا بأنها ستدعم لبنان ولن تتركه يصارع موجات أزماته لوحده وأن باريس تعمل للإسهام في حل قريب للمعضلة اللبنانية وإن ذلك الحل ربما يطرق أبواب لبنان في الشهر الرابع المقبل.
السفير الفرنسي برنار فوشيه الذي كثف نشاطه الدبلوماسي في بيروت التقى أمس الأربعاء وزير الدولة اللبناني لشؤون التنمية الإدارية دميانوس قطار في مكتبه في الوزارة وعرضٌ للأوضاع العامة والتطورات في لبنان.
الدعم الدولي المقدم الى “بلاد الارز” رافقه تحذير اقتصادي، عبر عنه الخبير الشيخ عباس غصن، الذي قال لـ”الصباح” : من غير المقبول مثلا الركون لفرض ضريبة على أشياء تمس الحياة اليومية للمواطن اللبناني المثقل بأعباء عديدة.
 
الدعم الفرنسي
تقارير دبلوماسية من عواصم عربية وغربية حملت معلومات تفيد بان ثمة انفراجا ربما يكون قريبا للأزمة غير أن ذلك الإنفراج لا يشهده الشارع اللبناني كما تفيد المعلومات التي حصلت عليها (الصباح) مالم تشرع حكومة الدكتور حسان دياب بما أعلنته من إصلاحات بنيوية ولا سيما في موضوعي مكافحة الفساد وإصلاح القطاع الكهربائي.
الموقف الفرنسي الذي بدا متبايناً مع الموقف الأميركي حيال التعاطي مع الملف اللبناني تجلى من خلال  إبلاغ  واشنطن بأنها لا تحبذ ربط الدعم الدولي المطلوب للبنان بمسألة (مواجهة إيران في لبنان) كما تميل السياسة الأميركية بهذا الشأن. بهذا السياق قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير: إن فرنسا مستعدة لدعم لبنان ماليا، في إطار ثنائي أو متعدد الأطراف، محذرا من خلط التعافي الاقتصادي في لبنان مع الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتعامل مع إيران في المنطقة.
وقال لرويترز في نهاية اجتماع لمسؤولي المالية من مجموعة العشرين: “فرنسا مستعدة دائما لمساعدة لبنان. لقد كان الحال دائما في الماضي وسيكون هذا هو الحال في المستقبل”.
مضيفاً “إذا طلب لبنان أي مساعدة فستكون فرنسا موجودة” وقال لو مير: إن ثمة حاجة ماسة لأن تتخذ الحكومة اللبنانية قرارات لتحسين الوضع على الأرض.
وأردف قائلا “نريد التحرك في المنتديات الرسمية ونعتقد أن صندوق النقد الدولي قد يكون له دور يلعبه في مرحلة ما ولكن الأمر متروك للحكومة اللبنانية… لكن إذا كانت هناك أي حاجة للمساعدة، في إطار ثنائي أو متعدد الأطراف، فإننا على استعداد لتقديم العون”.
 
النقد الدولي 
صندوق النقد الدولي بدوره يواصل مساعيه لتقديم الدعم التقني والفني للجانب اللبناني تمهيداً للاتفاق على وصول مساعدة نقدية لبيروت بعد أن تقطع جانباً ملموساً في الإصلاح الإداري المطلوب وقد أصدر مدير إدارة التواصل والمتحدث باسم صندوق النقد الدولي، جيري رايس، بياناً جاء فيه: “بناء على طلب من السلطات اللبنانية، قام فريق صغير من خبراء الصندوق، بقيادة مارتن سيريسولا، بزيارة العاصمة اللبنانية بيروت خلال الفترة من 20-24 شباط الحالي. وقد التقى الفريق رئيس الوزراء حسان دياب، ونائب رئيس الوزراء زينة عكر، ومحافظ مصرف لبنان رياض سلامة، ووزير المالية غازي وزني، ولفيف من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، كما التقى الفريق نبيه بري رئيس مجلس النواب وبعض أعضاء البرلمان. وعقدت مناقشات قيمة ومثمرة للغاية حول التحديات الاقتصادية وخطط الحكومة لمعالجتها. وخبراء الصندوق على استعداد لتقديم المزيد من المشورة الفنية للحكومة أثناء صياغتها خطة الإصلاح الاقتصادي”.
 
تحذير اقتصادي
الباحث الشيخ عباس غصن أكد لـ”الصباح” في معرض تعليقه على ورقة صندوق النقد الدولي “حين نتحدث عن عملية الإصلاح وكأنها مسألة منفصلة عن سياقها الاجتماعي بكل ما تنطوي عليه من حيثيات حياتية مهمة تتعلق بالناس  فنحن هنا نغفل البعد الأخلاقي الاجتماعي لازمتنا الراهنة”.
 وأضاف غصن “نعم بالتأكيد المقاربات التقنية من ذوي الاختصاص أمر لا بد منه على أن يقترن ذلك بدراسة وتقييم التبعات الآنية وبعيدة المدى على الطبقات الفقيرة وهي تشكل اليوم رقما لا يستهان به” مشدداً بالقول “ فمن غير المقبول مثلا الركون لفرض ضريبة على أشياء تمس الحياة اليومية للمواطن اللبناني المثقل بأعباء عديدة ولعل تجارب النقد الدولي مع عدة دول تجعلنا نخضع ورقته التي يسميها البعض بالإنقاذية تحت مجهر المراقبة الجدية لبيان مخرجاتها ومدى تأثر الشرائح الفقيرة بتطبيقها على أرض الواقع”.