وعلى الرغم من محدودية الاصابات في البلاد، عززت السلطات  المحلية اجراءاتها للوقاية من المرض، حيث تجرى الفحوصات المركزة لـ 8 الاف عراقي قدموا من ايران، بينما اطلقت وزارة الصحة برنامجا مع العتبات المقدسة لتوعية الزائرين بالمرض.

وسط ذلك، اعلنت اغلب محافظات البلاد تعطيل دوام المدارس، تنفيذا لمقررات خلية الازمة التي شكلت في كل محافظة، مع تقليل ساعات الدوام في عدد منها.

 

تكثيف الحملات الوقائية

وافاد النائب عن تحالف الفتح فاضل الفتلاوي، في تصريح صحفي بان «على وزارة الصحة ووسائل الاعلام القيام بحملات توعية وارشاد وبرامج صحية، بشأن فيروس كورونا، وهذه القضايا المهمة، لغاية الساعة هي ليست بالمستوى المطلوب، كما يجب تكثيف هذه الحملات قبل موعد الزيارة الرجبية بوقت طويل».

وبين، أن “على وزارة الصحة العراقية والجهات الحكومية المختصة الاخرى، اتخاذ تدابير كبيرة واجراءات مشددة تجاه منع انتشار فيروس كورونا في البلاد”، مؤكداً أن “الاجراءات الحكومية تجاه فيروس كورونا دون المستوى المطلوب، خصوصاً مع قرب الزيارة الرجبية، كما يجب ان تكون عملية فحص الوافدين بشكل دقيق، فهذه من الأوليات التي يجب على الجهات الحكومية القيام بها».

ويقصد ملايين المسلمين سنوياً مدينة الكاظمية المقدسة، شمالي العاصمة بغداد، لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام، بينما تعمد القوات الأمنية إلى اتخاذ إجراءات مشددة وقطع بعض الطرق والشوارع لحماية الزائرين الوافدين الى المدينة.

وفي هذا الصدد اوضح مدير عام دائرة التوعية والإعلام في وزارة الصحة أمير علي الحسون في بيان، انه “تم المضي بتنفيذ الإجراءات الاحترازية والخطب التوعوية  للزائرين، من خلال التنسيق مع الوقف الشيعي وكل أمانات العتبات المقدسة في العراق، التي تشمل التزام الزائرين بمجموعة إرشادات صحية منها، التريث حالياً عن ممارسة المناسك المعتادة في الزيارة مثل، مسك وتقبيل الأضرحة خوفاً من أن تكون المزارات فرصة “لا سمح الله” لانتقال العدوى» .

وأضاف الحسون أن”هناك تعاوناً جاداً واهتماماً مع إدارة الوقف الشيعي وعموم العتبات المقدسة في الكاظمية وكربلاء والنجف وسامراء في استخدام الإذاعات الثابتة والمتنقلة والشاشات العملاقة والمطبوعات واللوحات المقروءة والارشادات المطبوعة،  داخل وفي محيط العتبات إضافة الى الندوات التثقيفية للعاملين فيها لممارسة دورهم المطلوب في توعية الزائرين . مبيناً أن “الهدف منها الالتزام بالإرشادات الصحية التوعوية، والحيلولة دون وقوع انتقال الإصابات داخل حرم العتبات المقدسة». 

وأكد أن”الإجراءات المتخذة ،هي الإجراءات الدولية المعتمدة لمنظمة الصحة العالمية لتفادي العدوى للمصابين وغير المصابين”.

 

إيقاف سمات الدخول

وضمن الاجراءات الوقائية، وجهت وزارة الخارجية سفارات العراق في عدد من الدول بإيقاف منح سمات الدخول للوافدين بسبب فيروس كورونا. 

وقال المُتحدّث باسم وزارة الخارجيّة أحمد الصحّاف في بيان للوزارة تلقت “الصباح” نسخة منه: إن”وزير الخارجية وجّه سفارات العراق في الصين وإيران وتايلند وكوريا الجنوبيّة واليابان وإيطاليا وسنغافورة بإيقاف منح سمات الدخول للوافدين”.

وأضاف أن”الوزير استثنى العراقيين الوافدين من هذه الدول، والدبلوماسيّين العاملين في البعثات الدبلوماسيّة، والوفود الرسميّة، شريطة أن يخضعوا لإجراءات وزارة الصحة”.

وتابع أنه”بقدر تعلّق الأمر بوزارة الخارجيّة، في ما يخصّ مضمون قرارات لجنة الأمر الديوانيّ رقم 55 لسنة 2020 وجّه وزير الخارجيّة بالعمل بما جاء بالنقطة ثانياً من القرار، واستمرار تمديد إيقاف منح سمات الدخول للوافدين الأجانب بصورة مباشرة أو غير مباشرة من جمهوريّتي الصين وإيران إلى إشعار آخر، والعمل بالنقطة ثالثاً بإيقاف منح سمات الدخول إلى الوافدين بصورة مباشرة أو غير مباشرة من الدول (تايلند، وكوريا الجنوبيّة، واليابان، وإيطاليا، وسنغافورة) وإلى إشعار آخر أيضاً”.

من جانبه، اكد مدير دائرة الاقامة التابعة لوزارة الداخلية العميد قصي صبيح في تصريح خاص لـ”الصباح” ان “المديرية هي جهة تنفيذية وغير مسؤولة عن منع دخول الاجانب”، مشيرا الى ان “اللجنة المختصة التي شكلتها الحكومة برئاسة وزير الصحة هي من قررت منع مواطني عدد من البلدان التي انتشر فيها فيروس كورونا من الدخول الى البلاد ولمدة عشرة ايام من تاريخ صدور القرار”.

الى ذلك، افاد وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأمن الاتحادي الفريق الركن محمد نعمة الحسن في تصريح صحفي بان “اللجنة العليا للدفاع الوطني اتخذت إجراءات عدة بحق الوافدين العراقيين والأجانب إلى البلاد”.

وأضاف الحسن “أننا نسعى لإنشاء محاجر صحية على الحدود بإقامة مخيمات مجهزة بجميع المستلزمات”، مشيراً إلى أن “هناك نحو 8 آلاف عراقي وافد من إيران ويجري عمل الفحوصات للتأكد من خلوهم من الفيروس”.

 

كركوك والنجف 

وقال مدير دائرة صحة كركوك كريم ولي لـ”الصباح” ان دائرته وباشراف خلية الازمة المشكلة في المحافظة، افتتحت مستوصف الحي الصناعي للحجر الصحي الواقع خارج مركز المدينة، مشيرا الى ان هذا الاجراء يأتي استكمالا لمتطلبات مواجهة فيروس كورونا.

واضاف ان صحة كركوك عززت اجراءاتها لمعالجة المصابين الاربعة الموجودين في ردهة العزل، تحت اشراف فريق طبي مختص، معلنا ان حالاتهم مستقرة حاليا، وهناك فرصة كبيرة لأن يمتثلوا للشفاء.

من جهته، اكد مدير شعبة الامراض الانتقالية في صحة كركوك، الدكتور منذر نعمان لـ “الصباح” استمرار الفرق الصحية باجراءاتها الوقائية، التي تمثلت باجراء مسح وبائي لعدد من الاسر التي دخلت المحافظة مؤخرا، فضلا عن تكثيف حملات التوعية وارشاد المواطنين بكيفية الوقاية من المرض.

اما في النجف التي شهدت الاصابة الاولى، فذكر بيان صادر عن المحافظة تسلمت “الصباح”، نسخة منه، انه “تم افتتاح خط إنتاج وخياطة الكمامات الصحية بواقع ثلاثين ألف كمامة يوميا، وتزويد صحة المحافظة بمليون كمامة على وجه السرعة.

واكد المحافظ لؤي الياسري أن هذا الاجراء يأتي لتوفير الكمامات الطبية لجميع ابناء المحافظة عن طريق صحة النجف والمراكز الصحية والحد من جشع بعض التجار والصيدليات التي تعتاش على الازمات ورفع اسعار الكمامات مؤكدا ان المليون كمامة التي تعاقدنا عليها قابلة للزيادة من اجل توفيرها بشكل سريع لجميع ابناء النجف.

اما مديرية الدفاع المدني فقد كشفت في بيان لها عن اطلاق حملة واسعة للتطهير من فيروس كورونا من خلال فرق (CBRN) التابعة للمديرية وكاسناد لفرق وزارة الصحة في المراقد الدينية والمجمعات التجارية والمعاهد والكليات ومرائب العجلات وأماكن التظاهرات”.

وأضافت المديرية، أن ذلك جاء «تنفيذاً لأمر وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا لإدارة أعمال الدفاع المدني وبمتابعة وإشراف وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأمن الاتحادي نائب رئيس اللجنة العليا لإدارة أعمال الدفاع المدني».

ودعت المديرية «المواطنين إلى الالتزام بالوصايا والارشادات الصحية والتوعوية الخاصة بمنع انتشار هذا الفيروس».

 

تمديد عطلة نصف السنة

ومددت وزارة التربية عطلة نصف السنة لتلاميذ وطلبة محافظتي بغداد والبصرة لمدة اسبوع واحد.

وقالت الوزارة في بيان تلقت “الصباح”، نسخة منه: “حصلت موافقة وزيرة التربية سها خليل العلي بك على تمديد عطلة نصف السنة لتلاميذ وطلبة محافظتي بغداد والبصرة لمدة اسبوع واحد”.

وأوضحت، أن “قرار التعطيل جاء كاجراء احترازي حفاظا على صحة طلبتنا وتلاميذنا الاعزاء اثر تسجيل حالات مؤكدة بفيروس كورونا في البلاد»

الى نينوى، حيث اعلن المحافظ نجم الجبوري وكإجراء احترازي، تعطيل الدوام الرسمي لعموم المحافظة باستثناء الدوائر الخدمية ليومين، حفاظا على صحة وسلامة المواطنين. كما قررت محافظة كركوك، تعطيل الدوام الرسمي للمدارس والجامعات في المحافظة حتى إشعار اخر.

وبينما اعلن محافظ ديالى مثنى التميمي تعطيل الدوام الرسمي في المدارس، قرر اقليم كردستان تعطيل الدوام الرسمي في المراكز الدراسية كافة لمدة 28 يوما. 

اما في النجف فقد قررت ايضا تعطيل الدوام في المدارس والجامعات الى اشعار اخر، في وقت وجه محافظ صلاح الدين عمار جبر خليل، بتعطيل الدوام الرسمي ليومين ايضا وللسبب نفسه.

 

تقليل ساعات الدوام 

في واسط، قررت خلية الازمة تمديد عطلة المدارس حتى اشعار اخر، وتقليل ساعات دوام الموظفين في الدوائر الخدمية بنسبة 50 بالمئة.

وقال مدير اعلام ديوان محافظة واسط ماجد العتابي لــ(الصباح): ان خلية الازمة عقدت اجتماعا طارئا بحضور المحافظ عادل الزركاني ورئيس جامعة واسط وقائد الشرطة ومدير منفذ زرباطية ومدراء التربية والصحة والدوائر الخدمية وجمعية الهلال الاحمر، مضيفا ان الخلية قررت تمديد فترة تعطيل الدوام في الجامعة وكلياتها ليومي الاربعاء والخميس، وتمديد تعطيل الدوام في المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية حتى اشعار اخر.

واضاف ان الخلية قررت ان يكون الدوام في الدوائر الخدمية بنسبة 50 بالمئة، ونصحت المواطنين بعدم السفر الى مدينة النجف الاشرف خلال الفترة الحالية والابلاغ عن أي حالة مرضية يشتبه باصابتها بفيروس كورونا لاتخاذ الاجراءات الطبية الضرورية.

من جهتها باشرت دائرة صحة واسط اقامة ندوات توعوية للتعريف بمخاطر مرض كورونا وطرق الوقاية منه.

وقال مدير الاعلام في الدائرة علي محمد لــ(الصباح): ان دائرة الصحة اقامت ندوات توعوية لشرائح المواطنين المختلفة للتعريف بمرض كورونا تخللها توزيع فولدرات بين اصحاب المحال التجارية، مشيرا الى ان الندوات لاقت ترحيبا وتجاوبا من قبل المواطنين.

واوضح ان فريق الاستجابة السريعة بالتعاون مع قطاع الكوت الاول للرعاية الصحية الاولية نفذ زيارة الى المجمع السكني الخامس والرابع لطلبة جامعة واسط لاجراء الفحوصات الصحية الميدانية فضلا عن التوعية بفيروس كورونا، مشيرا الى ان الزيارة التي شارك فيها رئيس الجامعة شملت القاء محاضرة توعوية عن الفيروس وطرق الوقاية التي يمكن ان تجنب الطلبة الاصابة، فضلا عن قيام مسؤولي الامراض الانتقالية باقامة سلسلة من اللقاءات الفردية للتوعية بمخاطر المرض. وفي ميسان، عقدت خلية الازمة في المحافظة اجتماعها الثالث برئاسة المحافظ علي دواي، واتخذت خلاله عددا من الاجراءات ابرزها استمرار غلق منفذ الشيب الحدودي، وتكثيف حملات التوعية ضد فيروس كورونا، وتوجيه قيادة الشرطة بنصب سيطرة قرب مدخل المشرح وتشديد اجراءات الدخول الى المحافظة.

ووجهت خلية الازمة، دوائر الدولة بتعليق منح اجازات السفر لموظفيها.

كما قررت الخلية، تشكيل فريق عمل لزيارة الشركات الأجنبية المستثمرة العاملة في المحافظة.

وفي بابل، اصدرت خلية الازمة في المحافظة عددا من المقررات لمواجهة فيروس كورونا لاسيما بعد ان سجلت اصابة في محافظة النجف.

وقال محافظ بابل وكالة حسن مندل في تصريح لـ “الصباح”: ان خلية الازمة اصدرت عددا من المقررات لمنع انتشار فيروس كورونا، منها تخصيص مبلغ خمسة مليارات دينار لشراء اجهزة طبية وتخصيص مراكز للحجر.

كما شملت المقررات، بحسب المحافظ، توجيه كتاب الى جميع الدوائر بتزويد المحافظة باسماء الموظفين الذين تمتعوا باجازة سفر خلال الشهر الحالي لاخضاعهم الى الفحوصات الروتينية، اضافة الى تشكيل فريق من الدوائر الامنية والصحية لمتابعة الوافدين عبر مداخل المحافظة لاسيما الاجانب وسكنة المحافظات الاخرى.

واشار منديل الى انه تم تشكيل 50 فريقا من الهلال الاحمر تقوم بحملات ميدانية للتوعية والتثقيف ضد فيروس كورونا.

وفي ذي قار، نفذت وحدة تعزيز الصحة في قطاع الناصرية الثاني للرعاية الصحية جولات إرشادية وصحية في مدخل مدينة الناصرية للوقاية من فيروس كورونا.

وقال مدير القطاع الدكتور محمد كشاش الخزاعي: إن “وحدات تعزيز الصحة في مراكزنا الصحية نظمت حملات توعية صحية بشأن فيروس كورونا في جميع المراكز الصحية التابعة للقطاع”.

الى الانبار، حيث أكد مدير اعلام دائرة صحة المحافظة  انس قيس العاني، في تصريح صحفي ان “الانباء التي تتحدث والتي تناقلتها وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي من وجود حالات اصابة بمرض فيروس كورونا عارية عن الصحة ولم تسجل جميع المستشفيات والمراكز الطبية في عموم مدن الانبار أي حالة اصابة بهذا المرض”.

واضاف ان “دائرة صحة الانبار وبالتعاون والتنسيق مع بقية الدوائر المعنية اتخذت اقصى التدابير الاحترازية وكثفت من تواجد المفارز الطبية في منفذي طريبيل الحدودي مع الاردن والقائم الحدودي مع سوريا واخضعت جميع الوافدين من الاردن وسوريا الى الفحص الطبي قبل دخولهم الى الاراضي العراقية من الجهة الغربية”.