احسان المرسومي
رغمَ الغصة الكبيرة التي تركَها خروجُ منتخبنا الشاب من ربع نهائي بطولة العرب للشباب بكرة القدم المقامة في السعودية ، الا انه وللتاريخ نقول ان منتخبنا استحق الخسارة امام مصر بهدف نظيف لانه ببساطة لم يقدم ماكان مطلوبا منه وتلخصت حيثيات تلك المباراة بفريق يهاجم بشراسة وضغط كبيرين هو شباب مصر واخر يدافع ويبعد الكرات كيفما اتفق وبعشوائية هو الاخضر العراقي الذي لم يعرف طيلة الـ 90 دقيقة بناء هجمة واحدة منظمة تعكس العمل التدريبي والخططي لابناء المدرب قحطان جثير .
ان الخسارة او حتى التعادل والفوز امر وارد في عالم الكرة المستديرة وليس هناك ادنى شك في هذه البديهية ، ولكن ان نخسر بشرف ونلعب الند بالند مع المنافس وننجح في صنع العديد من الفرص غير ان نخسرها بالكيفية التي ظهر فيها منتخبنا بائسا ومغلوبا على امره في غياب الحلول الناجعة ، وهي ليست المرة الاولى التي يظهر فيها منتخبنا الشاب بهذا الشكل فالخسارة الاخيرة اعادت للاذهان ذات السيناريو الذي كدنا فيه ان نفقد التاهل الى نهائيات اسيا بمواجهة الدولة المستضيفة عمان.
ان الدروس التي خرجنا بها من البطولتين الاخيرتين ( كاس العرب وتصفيات اسيا) عديدة وقد اثبتت بما لا يقبل الشك الفقر التدريبي للجهاز الفني الذي يقف على راسه المدرب جثير حين منح اكثر من فرصة لقيادة المنتخب ومنذ اكثر من ثلاث سنوات عجاف لم نجن فيها غير الخيبة في مشاركاتنا، باستثناء حصولنا على لقب بطولة اسيا للناشئين التي جرت في الهند وحينها يعرف القاصي والداني مسألة تجاوز لاعبي منتخبنا للاعمار الحقيقية وبطولة غرب اسيا التي استضافتها فلسطين ، وهو ما ظهر بالتالي في اول مشاركة خارجية من تراجع مخيف وانحدار في الخط البياني ، بالرغم من ان الملاعب تعج بالمواهب الشابة واللاعبين من اصحاب المهارات لكنها بحاجة الى كشافين والى صقل هذه المهارات وصهرها في بوتقة التكتيك الخططي للفريق .
ان مسالة اعادة النظر بالملاكات التدريبية لمنتخباتنا السنية اضحت من اولويات مجلس ادارة اتحاد الكرة الجديد، الذي لا بد له من ان يعيد ترتيب البيت الكروي من بوابة الفئات العمرية التي تحتاج الى عمل كبير ومضن من خلال اعادة الروح الى دورياتها التي خرجت سابقا العديد من نجوم الكرة العراقية ، بيد ان استقطاب مدربين اكفاء من مدارس عالمية معروفة لجميع المراحل السنية سيشفع لكرتنا ويعيدها الى امجادها الغابرة .