اتفاق روسي تركي لخفض التوتر في إدلب

الرياضة 2020/02/29
...

انقرة / وكالات / علاء سرحان
 
 
 
تزامنا معَ انعقادِ جلسةِ مجلسِ الامن لبحث الازمة السورية ذكرت الخارجية الروسية أن موسكو وأنقرة أكدتا سعيهما لنزع فتيل التوتر "على الأرض" في إدلب مع المضي قدما في مواجهة العناصر الإرهابية.
جاء ذلك في بيان نشرته الخارجية الروسية امس السبت في أعقاب مشاورات أجراها المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين ضمن وفد روسي يضم ممثلين عن وزارة الدفاع، مع وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سيدات أونال في الفترة بين 26 و28 شباط الماضي في أنقرة.
وقال البيان :إن الطرفين "واصلا بحث الخطوات العملية التي تسهم في فرض استقرار ثابت في منطقة إدلب لخفض التصعيد على أساس ضمان تنفيذ مذكرتي 4 آيار للعام 2017 و17 ايلول للعام 2018 بالكامل". 
وأضاف البيان أن كلا الطرفين أكدا السعي لخفض حدة التوتر "على الأرض" مع الاستمرار في محاربة الإرهابيين المصنفين على قوائم مجلس الأمن الدولي"، إضافة إلى العمل على حماية المدنيين داخل منطقة خفض التصعيد وخارجها، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لجميع المحتاجين.
وبعد هذه الجولة من المباحثات، تبقى أزمة إدلب بانتظار لقاء قد يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع المقبل.
 
موقف أممي
في المقابل أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حديث للصحفيين أن الأمم المتحدة تعمل على تشكيل بعثة إنسانية أممية لإرسالها إلى شمال غربي سوريا لتقصي الحقائق. وأضاف غوتيريش: "يتم الآن إعداد بعثة إنسانية لهذا الغرض"، وأكد أن الوضع في إدلب بات من أصعب اللحظات منذ اندلاع الأزمة السورية. 
ودعا جميع الأطراف للابتعاد عن التأجيج اللاحق للتوتر في منطقة إدلب. وقال: "خلال التواصل مع كل الأطراف المنغمسة في النزاع، قمت بتوجيه رسالة بسيطة تدعو الى التخلي عن المزيد من التصعيد".
وشدد الأمين العام مجددا على عدم وجود حل عسكري لهذا النزاع، وقال: "لقد حان الوقت لتمكين الدبلوماسية من العمل". 
 
موقف تركي
من جانبه قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون: إن بلاده لم تتلقَ دعماً كافياً في استضافتها ملايين اللاجئين السوريين.
وجاء القرار التركي بعد هجوم دموي على القوات التركية من قبل القوات الحكومية السورية في شمالي سوريا.
وأثارت هذه الحادثة المخاوف من تصعيد كبير يشمل روسيا، الحليف العسكري لكلّ من تركيا وسوريا.
وأرسلت اليونان وبلغاريا قوات إضافية إلى الحدود المشتركة بين كل منهما وتركيا لمنع اللاجئين من عبورها.
وقتل على الأقل 33 جندياً تركياً في تفجير في إدلب، المحافظة السورية الأخيرة التي يسيطر فيها مقاتلو المعارضة على مساحةٍ كبيرة من الأراضي.
وكانت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا، تحاول استعادة إدلب من مجموعات ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا. 
 
هجرة جديدة
وفي وقت تستضيف فيه تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سوري كما أنها تستضيف مهاجرين من دول أخرى مثل أفغانستان لكنها منعتهم سابقاً من المغادرة نحو أوروبا بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي مرتبط بالمساعدات.
وأظهر التلفزيون التركي المهاجرين يتجهون سيراً على الأقدام إلى الحدود مع اليونان إلى جانب مشاهد من مدينة أدرنة التركية أوضحت لاجئين على متن سفن متجهة للعبور نحو ليسبوس في اليونان.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس :إن "أعداداً كبيرة" من المهاجرين تجمعوا على الحدود، ولكن "لن يكون الدخول غير الشرعي إلى اليونان مسموحاً". وقال إنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود البرية والبحرية.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون: إن المهاجرين أصبحوا الآن أيضاً مشكلة أوروبا والعالم. وقال إن تركيا لم يكن لديها خيار إلا أن تسهّل إجراءاتها على الحدود لأنها لم تتلق دعماً كافياً في استضافتها للاجئين السوريين.
مع ذلك، كان هناك ارتباك بشأن السياسة التركية بعدما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي: إن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو أكد له أن تركيا ستبقى ملتزمة في الحد من تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال ألتون في وقت سابق :إن تركيا لم تمتلك القدرة على السماح بالدخول لنحو مليون سوري هاربين من القتال في إدلب. وطالب المجتمع الدولي بحماية المدنيين هناك من "إبادة" عبر فرض منطقة حظر جوي.
 
المرصد السوري
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا : إن 20 جنديا سوريا قتلوا.
وقالت روسيا إنها كانت في تواصل مستمر مع تركيا للتأكد من أن القوات التركية لم تكن مستهدفة في إدلب، وإنها لم تبلغ بأن القوات التركية كانت تنشط في بليون.
ولكن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أصرّ على أنه تم إبلاغ الروس بمواقع القوات التركية، وقال: إنه لم تكن هناك مجموعات مسلحة بالقرب من الجنود الذين استهدفوا. وقال ايضاً إنه جرى استهداف سيارات إسعاف في هذا الهجوم.
ومرّت سفينتان حربيتان روسيتان محملتان بصواريخ كروز عبر مضيق البوسفور في اسطنبول، في طريقهما إلى الساحل السوري.
وجاء الهجوم على القوات التركية بعد استعادة المقاتلين المدعومين من تركيا مدينة سراقب الرئيسة، شمال شرقي بليون، وتعدّ إدلب المحافظة السورية الأخيرة التي لا يزال مقاتلو المعارضة يسيطرون على مساحات كبيرة فيها.
وتدعم روسيا وتركيا جهات متعارضة في الحرب الأهلية. وتعارض تركيا حكومة بشار الاسد وتدعم مقاتلي المعارضة.
ورفضت سوريا وروسيا طلب الرئيس أردوغان بالانسحاب إلى خطوط وقف إطلاق النار المتفق عليها في سوتشي عام 2018.
وتحاول تركيا أيضاً منع أكراد سوريا من فرض السيطرة على المنطقة الحدودية، إذ تخاف من أن ذلك قد يشجع النزعة الانفصالية الكردية في تركيا نفهسا.
كما اتهمت تركيا بأنها تحاول إبعاد الأكراد عن الحدود لإقامة منطقة آمنة داخل سوريا لإعادة توطين مليوني لاجئ سوري تستضيفهم فيها.
ورفضت روسيا نداءات في مجلس الأمن الدولي لوقف اطلاق النار لأسباب إنسانية في شمالي سوريا، قائلةً: إن الحل الوحيد هو ملاحقة ما يسمى بالإرهابيين 
في البلاد. 
اذ صرح السفير الروسي سفيرها لدى الأمم المتحدة في اجتماع طارئ لمجلس الأمن  أنّ بلاده مستعدة للعمل على خفض التصعيد  في منطقة إدلب في سوريا "مع جميع الراغبين بذلك". مقرا بأن " الوضع ساء وتوتر بشدة". وأضاف  فاسيلي نيبينزيا بأن وفدا روسيا يوجد في أنقرة حاليا "لمحاولة تهدئة الأوضاع "مؤكدا أن بلاده  "لم تُشارك في هجمات الخميس الماضي  التي قُتل فيها 34 جنديا تركيا.
أعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي أنّ روسيا "مستعدّة للعمل على خفضٍ للتصعيد" في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا "مع جميع الراغبين بذلك". 
وغداة اعتباره أنّ مجلس الأمن يعقد الكثير من الاجتماعات المتعلّقة بسوريا، أقرّ الدبلوماسي الروسي بأنّ "الوضع ساء وتوتّر بشدّة" في منطقة إدلب. 
وخلال افتتاح الجلسة، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ "النزاع قد تغيّرت طبيعته"، مشيرًا إلى التصعيد الكبير الذي شهدته إدلب خلال الأيام الأخيرة.
وكان الدبلوماسي الروسي يتحدث في اجتماع طارئ لمجلس الأمن عقد بناءً على طلب المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإستونيا وجمهورية الدومينيكان، قال نيبينزيا :إنّه "يوجد حاليا وفد روسي في أنقرة من أجل تهدئة الوضع". 
وخلال اجتماع المجلس، وهو السادس حول سوريا منذ بداية شباط الماضي، أكّد نيبينزيا مجدّدا أنّ موسكو "لم تُشارك في الهجمات" التي نُسِبَت إلى دمشق الخميس وقُتِل فيها بحسب أنقرة 34 جنديًا تركيًا. وأشار السفير الروسي إلى أنّ "الأتراك يُعلمون الروس بمواقعهم بشكل مستمرّ، ويتمّ نقل (هذه الإحداثيّات) إلى الجيش السوري من أجل ضمان أمن" الجنود الأتراك. وأضاف أنّ "إحداثيّات" المواقع التركيّة التي استهدفتها غارات الخميس "لم تُسَلَّم" إلى الجانب الروسي. ودعت الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن إلى وقف عاجل لإطلاق النار. وقال الأعضاء الأوروبّيون إنّ "التصعيد العسكري في إدلب يجب أن يتوقّف. الآن".