ديزي الامير .. رحلت بعيداً

ثقافة 2018/12/15
...

باسم عبد الحميد حمودي
 
 
دون أن يعلم كثيرون  رحلت القاصة العراقية ديزي الامير في 22 تشرين الثاني الماضي في مدينة هيوستن لامريكية بعد رحلة عذاب صامتة مع المرض
 عن 83 عاما. وتوالت كتابات الاصدقاء عنها في الصحافة العربية ,أذ كانت نجمة لامعة في سماء بيروت في سبعينيات القرن الماضي,وفي بيروت ذاتها طبعت كل مجاميعها القصصية عن دار الآداب وسواها ومنها : البلد البعيد الذي تحب –ثم تعود الموجة –في دوامة الحب والكراهية -وغيرها,ونشرت الامير أيضا رسائل الشاعر خليل حاوي لها تحت عنوان (خليل حاوي ..رسائل الحب والحياة)
عام 1987. كانت ديزي خطيبة لحاوي وقد كتب لها رسائل كثيرة قبيل انتحاره عام 1982 احتجاجا على اجتياح قوات تل ابيب بيروت ,وقد أثار نشر الامير رسائل حاوي لها مغفلة عن اسمها الذي وجهت له الرسائل موجة احتجاج اسرته ,رغم أن الامير اعلنت أنها حرة في نشر هذه الرسائل التي تصور جوانب من حياة حاوي.
قبيل ذلك وفي عام1973 تزوجت ديزي الامير من الشاعر والنائب اللبناني حبيب صادق زواجا يشوبه القلق ولم يدم الا عامين ,وقد كان ذلك بسبب الحساسية المفرطة التي تعيشها ديزي في مجتمع عانت
 منه كثيرا.
ولدت (ديزي ميرزا الامير) في الاول من كانون الثاني1935 على ظهر باخرة قادمة من الاسكندرية الى بيروت والوالدة هي السيدة وداد تبشراني من (ظهر الشوير ) في لبنان(تماما مثل ولادة عبد الملك نوري) ووالدها هو الطبيب العراقي  ميرزا الامير الذي سرعان ما انفصل عن والدتها , لتعيش ديزي الم فراق الوالدة وهي تدرس في البصرة وبغداد حتى اكملت دراستها في دار المعلمين العالية عام 1955  وقدعايشت تجارب بدر شاكر السياب ولميعة عباس عمارة وجايلت البياتي نوعا.
عملت ديزي الامير فور تخرجها مدرسة في البصرة وبغداد قبل أن تنتقل للعمل في السلك الثقافي – الدبلوماسي في بيروت حيث اشتهرت في أوساطها الثقافية كقاصة مبدعة كتبت كثيرا عن معاناة المرأة وصراعها الدائم لاثبات حقها الاجتماعي والسياسي,وعن النساء المعنفات والضائعات,وعن المقاومات للنزعة التسلطية عن الجنس الآخر باسلوب يميل الى الهدوء والسخرية من 
الواقع المرير. من قصصها التي تؤرخ لتجربة السياب العاطفية في (دار المعلمين العالية) قصة(حكاية أبريق الزيت) التي تختص بتصوير الشاعر الشاب معجبا بل ووالها بالعديد من زميلاته اللواتي كن يشجعنه ويتغافلن معا,ومن هؤلاءالشاعرة لميعةعباس عمارة التي لو تحدثت صراحة 
لكشفت الكثير.  من حق ديزي الامير علينا أن تدرس قصصها الطافحة بالحب والحزن معا وأن يكون للنقد العراقي  دوره المهم في الكشف عن تجربتها الثرية التي تابعتها شخصيا بتقديم مواد نقدية عنها في مجلة (الآداب)  في حينه ,قبيل أن تبتعد ديزي العزيزة عن دنيا الادب والكتابة الى ديار الغربة ثم الى دنيا الرحيل الابدي.