(الماء العذب).. عندما يعيش الإنسان بأنفس عديدة

ثقافة 2018/12/15
...

حليمات شودي تحاور الروائية آكويكي أميزي 
ترجمة وإعداد: جودت جالي
 
كانت (آدا) غير اعتيادية دائما، ومصدر هم بالنسبة لوالديها اللذين كان أملهما الأعز هو أن ينجبا، ولكن شيئا ما لم يعمل كما يجب، فقد غدت آدا طفلة مثيرة للمتاعب ذات نوبات عنيفة من الغضب والحزن، وليس هذا فقط، فقد تبين أنها أكثر من مجرد طفلة سهلة الاستثارة، إذ أخذت تنشأ في داخلها  أنفس منفصلة عن بعضها البعض، وعندما سافرت الى أميركا للدراسة في الكلية بلور حادث هجوم ترك عليها آثاره النفسية هذه الأنفس الى شيء أكثر قوة. فيما كانت هي تتلاشى في خلفية دماغها نفسه والأنفس البديلة، وقد غدت متوقية ومُتَعِية، تتحرك نحو تولي زمام السيطرة فيها، انفلتت حياتها باتجاهٍ خطر. 
إن هذه البداية الخام والرائعة المكتوبة بتألق أسلوبي والمقامة على حقائق المؤلفة، تستكشف ميتافيزيقيات الهوية والوجود وتغوص بالقارئ في أسرار النفس. رواية (الماء العذب) المثيرة التي تعصر القلب والكئيبة والقوية وتبهرنا بطاقتها الضارية وجمالها الأفعواني تبشرنا بظهور صوت أدبي عنيف.   تكلمنا مع آكويكي أميزي عن روايتها الأولى فكان هذا الحوار:
شودي: ما الذي ألهمك عنوان روايتك؟ 
أميزي: إنه مستمد من مثل يقول "كل الماء العذب يأتي من فم ثعبان أصلة" وهي طريقة أخرى لقول أن كل الحياة تأتي من الآلهة (آلا) التي تجسدها الأصلة.
شودي: كيف تصفين تجربتك وتطور كتابتك لروايتك (الماء العذب)؟ 
أميزي: بصراحة؟ حصل لي انهياران بينما كنت أكتبها. الرواية سيرية ذاتية وبهذا استخدمت حياتي كتسلسل لأحداث القصة، ما يعني العودة الى أشياء كثيرة بالغة الإيلام. كذلك هي عملية اكتشاف فلم يكن لدي خط عام للرواية وليس لدي فكرة كيف ستكون ولكنها بنت نفسها أثناء كتابتي لها. 
شودي: كيف علمت بشأن معتقد(أوكبانجي)؟ هل كان هذا خلال اهتمامك/اكتشافك أم كانت لديك فكرة معطاة لك بوساطة العائلة أو الأصدقاء؟
أميزي: إنه جزء مهم من ثقافة شعب (أكبو) الذي ولدت وترعرعت فيه.
شودي: هل أنت قلقة حول كيف سيفسر القارئ أونطولوجيا (أوكبانجي وأكبو)؟
أميزي: أنا عارفة بألم بأني لا أستطيع التحكم في كيفية تأويل القارئ للعمل بغض النظر عن الدليل الذي أقدمه له. على كل حال يفرحني أن يندمج الناس مع الكتاب بوصفه عملا أدبيا عن الميتافيزيقيات، لأن هذا هو صميم ما كتبت وأظن أنه من التطرف أن نأخذ على محمل الجد أونطولوجيا (أكبو) في عالم لا يعطي المصداقية لمدارس الفكر غير الغربية.
شودي: هل لديك تصور عن جمهورك؟ إذا وجد فماذا تريدين من هؤلاء القراء أن يجربوا؟
أميزي: كتبت الكتاب لأناس مثلي تعايشوا مع حقائق تعتبر بعرف الغرب أو بالمنظور الديني مرضا عقليا أو مسا شيطانيا. أردت أن يكون أولئك القراء أقل شعورا بالوحدة وأن يعلموا أن أناسا آخرين يعيشون عوالم مثل هذه، عوالم هامشية، ولكنها عوالم صحيحة. 
شودي: بعد هذا هل وجدت لنفسك مساحة مقبولة؟
إميزي: تعلمت أن أجعل حولي فقاعة تحميني على قدر ما تستطيع من عنف أن يكون المرء مجسدا في عالم كهذا، أن يكون فيه أناس مثلي، يفهمون الأهمية الرقيقة للبقاء أحياء.
شودي: أي المؤلفين ألهموك؟
إميزي: توني موريسون التي تعلمت منها أنه لا بأس بكتابة جمل شهوانية، وهيلين أوييمي لخلق عوالم غريبة وتشاطرها مع الآخرين ما يجعلني أشعر اني أستطيع فعل المثل، وفران روس التي تحدتني كتابتها بصياغة شكل مبعثر.   
شودي: أي كتاب تستطيعين الرجوع اليه حين تجدين تحديا لكتابتك؟
إميزي: دائما أرجع الى كتب تذكرني بسبب حبي لقراءة القصص، ولماذا أحب كتابتها. سلاسل براشيت دسكوولد  مليئة بتلك الكتب التي يهرب المرء اليها.  
 شودي: ما هي نصيحتك لأولئك الذين يشرعون برحلة كتابتهم للتو؟
إميزي: السر هو أن يواصلوا الكتابة حقا، مرة بعد أخرى. إفعلوا هذا بقدر ما تستطيعون. أرى أن تأدية ذلك الجزء من الإلتزام  بممارسة منضبطة يساعد كثيرا.  
شودي: أية ممارسات كتابية ترجعين اليها بانتظام؟
إميزي: أحلام اليقظة. أستطيع أن أقول لك كم من عملي مخلوق من سردي قصصا لنفسي خلال أحلام اليقظة. 
 
 المصدر عن موقع/
Words Without Borders