الصحة تدعو لتطبيق إجراءات صارمة لمنع انتشار {كورونا}

العراق 2020/03/01
...

بغداد / الموصل / الصباح / شيماء رشيد وشروق ماهر
 
وجهت وزارة الصحة، نداءً دعت فيه الجميع الى تطبيق اجراءات الحماية لمنع انتشار فايروس "كورونا"، وبينما أكدت الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية التزامها التام بقرار لجنة الامر الديواني المرقم (55) لسنة (2020) الذي تضمن منع سفر المواطنين إلى الدول التي انتشر فيها الفايروس، انتقد سياسيون الاجراءات الحكومية التي وصفوها بـ"الخجولة"، مشيرين إلى أن هناك انشغالاً بالمناصب الحكومية على حساب حياة المواطنين وسلامتهم. 
 
وذكرت الوزارة، في بيان تلقته "الصباح": "نوجه نداء الى الشعب العراقي بضرورة الالتزام بالتوصيات الصادرة بمنع التجمّع والتجمهر لأي سبب كان، ومنها المناسبات الدينية والتجمعات والتظاهرات ومناسبات الأفراح والأحزان وغيرها، حمايةً للجميع من خطر تفشي فايروس (كورونا) المستجدّ، خصوصاً بعد تسجيل عدد من الحالات في بغداد والمحافظات، والعمل مستمر لمتابعة الملامسين والتأكد من خلوهم من العدوى". 
واضافت الوزارة انه "في الوقت الذي وقفت فيه ملاكات وزارة الصحة والبيئة المختلفة لأداء واجبها في تقديم جميع الخدمات العلاجية لجرحى المتظاهرين والقوات الأمنية منذ بدء التظاهرات في أواخر العام الماضي ولغاية الوقت الحالي، وفي مختلف مناطق العراق؛ تدعو الوزارة ومن منطلق المصلحة الصحية العامة جميع أبناء الشعب العراقي إلى الامتناع عن التجمع في أي مكان حمايةً للمجتمع". 
ودعت الوزارة "جميع المراجع الدينية والمؤسسات الصحية والعلمية العالمية والإقليمية والمحلية إلى تطبيق هذه الإجراءات، حمايةً للجميع من حدوث حالة تفشٍّ وبائي"، مطالبة "الجميع بأن يكونوا على قدر المسؤولية التأريخية والوطنية، وإجراء اللازم لحماية أسرهم ومجتمعهم ووطنهم".
من جهتها، أوضحت شركة الخطوط الجوية العراقية، في بيان للرأي العام ولجميع المؤسسات الإعلامية والجهات المعنية "التزامها التام بقرار لجنة الأمر الديواني المرقم (55) لسنة (2020) الذي تضمن منع سفر المواطنين إلى الدول التي انتشر فيها فايروس (كورونا)، وتبين ان رحلات الناقل الوطني الى تلك الدول خصصت لإجلاء العراقيين والبعثات الدبلوماسية حصراً".
وأضافت الشركة "تتبنى وزارة الصحة العراقية وبالتنسيق مع سلطة الطيران المدني العراقي مهمة القيام بالإجراءات الصحية اللازمة تجاه جميع الوافدين العراقيين من تلك البلدان الى الاراضي العراقية، وذلك للحد من خطورة انتشار فايروس كورونا"، داعية إلى "توخي الدقة في نقل المعلومة والحصول عليها من مصادرها الرسمية".
على صعيد ذي صلة، قال السفير العراقي في تركيا حسن الجنابي، في منشور على صفحته الرسمية بالفيسبوك: "ابلغنا رسمياً بإيقاف الرحلات الجوية بين العراق وتركيا حتى إشعار آخر"، مبينا انه "سيسمح للطائرات العراقية بنقل المواطنين العراقيين من تركيا الى العراق ولن يسمح بقدوم مسافرين عراقيين من العراق الى تركيا". 
ودعا الجنابي الى "التأني بموضوع السفر لكي لا يتعرض أي مواطن للمشاكل"، داعيا الراغبين بالعودة من تركيا للعراق الى "الاتصال بمكاتب الخطوط الجوية العراقية لتنظيم عودتهم". 
وكانت السلطات التركية، قد أعلنت، امس الأول السبت، إيقاف الرحلات الجوية والبرية مع العراق، بالاضافة الى كوريا الجنوبية وايطاليا، مؤقتاً، كاجراءات احترازية لمنع انتشار الفايروس.
أما في محافظة نينوى، فقد عُقد في مبنى المحافظة اجتماع موسع لبحث آخر مستجدات فايروس (كورونا) وانتقاله السريع من شخص لاخر.
وقال مدير صحة نينوى الدكتور فلاح الطائي، الذي ترأس الاجتماع بحضور نخبة من اطباء منظمة الصحة العالمية، لـ"الصباح": إن عدداً كبيراً من ممثلي منظمة الصحة العالمية عقدوا اجتماعا موسعا مع أطباء من صحة محافظة نينوى في ديوان مبنى المحافظة، لبحث آخر تطورات ملف (كورونا) في المحافظة وسبل القضاء عليه. 
وحذر اطباء من منظمة الصحة العالمية من التجمع في الاسواق، ودعوا للابتعاد عن المشتبه باصابتهم بالفايروس الخطير، مع عزل المشتبه بهم لحين اجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامتهم. وبخصوص الإجراءات الحكومية، انتقد النائب سعران الأعاجيبي ما وصفه بـ"الفوضى الادارية" التي تعم جميع المجالات ومنها المجال الصحي، مبينا عدم وجود استجابة لا من الدوائر الرسمية ولا من المواطن لنداءات خلية الأزمة الحكومية بشأن الوقاية من فايروس (كورونا) المستجد.
وقال الأعاجيبي، في حديث لـ"الصباح": ان الملاكات الطبية في العالم المتقدم تكون رأس الحربة في مواجهة الاخطار الصحية، ولكننا نجد العكس في البلاد، فالكوادر الطبية ضعيفة ولا توجد مستشفيات خاصة لحجر المرضى.
ودعا الاعاجيبي الجهات المعنية الى ان تكون اكثر حزما في تطبيق اجراءات السلامة والوقاية من الفايروس الخطير، كما دعا المواطن إلى الحفاظ على نفسه من الاصابة بالفايروس.
وطالب الاعاجيبي وسائل الاعلام بالتوعية بمخاطر الفايروس والابتعاد عن السياسة التي تاخذ الحيز الاكبر قياسا بالتثقيف بمخاطر هذا المرض، مشيراً إلى أن المخافر والمنافذ الحدودية ترتكب أخطاء في فحص الوافدين الذين قد لا تظهر عليهم اعراض المرض إلا بعد الحجر الصحي.
في حين شدد النائب مختار الموسوي على ضرورة قيام وزارة الصحة والجهات المعنية والمواطنين بواجبهم في التصدي لمخاطر هذا المرض، داعيا الى اتخاذ اجراءات اكثر وقاية من خلال الحجر الصحي للوافدين.
وأوضح الموسوي، في حديث لـ"الصباح"، ان 90 بالمئة من اجراءات الحكومة في التصدي للفايروس ليست بالمستوى المطلوب قياسا بباقي الدول التي ظهر فيها، إذ ان من الضروري فحص كل شخص يدخل العراق، كما يجب غلق المطارات والحدود.
وانتقد الموسوي الانشغال الكبير بتشكيل الحكومة وإهمال صحة المواطن، الأمر الذي قد يتسبب بانتشار هذا الفايروس الذي ربما يتحول إلى وباء في حال انتشاره، وبخاصة مع ضعف الاجراءات الوقائية، مؤكداً أهمية دور الاعلام في التوعية بمخاطر هذا المرض من خلال النشرات والارشادات الصحية.         
من جانبه، لفت القيادي في الحزب الشيوعي والناشط علي مهدي إلى ان العراق تنقصه المركزية، ويعاني ضعفا في الاساليب العملية من خلال حجر المناطق التي يوجد فيها الفايروس .
وقال مهدي، لـ"الصباح": ان العراق لا يملك ما تملكه باقي الدول من اجراءات لحجر المصابين، لانه لا يملك منظومة مركزية وهيئات مختصة، إذ ان وزير الصحة عندما شدد على ضرورة إغلاق الحدود، فإن المرتبطين بالبلدان الخارجية انتقدوا توجيهاته. 
وأكد مهدي ضرورة حجر المشتبه بإصابتهم لمدة 21 يوما، وتوفير مستشفيات في كل محافظة وتخصيصها للمصابين، محذراً من عدم القدرة على سيطرة الجهات الصحية على انتشار الفايروس.
واشار مهدي إلى ان السياسيين مشغولون بالتغيير الوزاري، والاعلام يبتعد عن التوعية بالرغم من أن هذا الموضوع أهم بكثير، لأن الاجراءات الوقائية ضئيلة قياساً بحجم المخاطر.