خالد جاسم
الأممُ والشعوبُ التي تفكرُ وتحلمُ وتتمنى كلَ ماهو جديد ونافع ليست أفضل منا لأن قاسمنا المشترك هو الانسانية بمعناها الشمولي وتفاصيلها المعروفة ,لكن يبقى الفارق بيننا وبينهم حاضرا في نوعية فهم الحياة وأسلوب العيش والتعايش مع مفرداتها المختلفة . وفي الرياضة وبقدر ماكانت تمنياتنا في كل عام جديد ان ندخل بداية العد الميلادي لتقويم أيامه وأسابيعه وشهوره هو عام التحول الى كل ماهو أفضل وباعث على مغادرة التراجع وغلق ملفات الإخفاق وركوب قطار التفاؤل , تأتينا الأيام حافلة بالعديد من الأحداث والتطورات التي تضاعف فينا القنوط وتعزز التشاؤم وتزرع شتلات انتظار ماهو ليس إيجابيا وقد تدفع بعربات قطار رياضتنا المتهالكة أصلا في منعطفات نفق لانهاية سعيدة له في ظل سريان منطق الفوضى التي نريدها خلاقة بصناعة أيدينا وليس بسيناريو وفق نظرية المؤامرة التي نعشقها حد الإدمان . نعم ..كثير من الأحداث في الساحة الرياضية هي أشبه بموجات عاصفة في بحر هائج تتمايل فيه سفينة رياضتنا يمينا وشمالا بلا هداية بعد أن ضاعت المجاديف وتكسرت بوصلة الاتجاهات وغاب الملاحون الماهرون من أهل الحكمة والخبرة من أجل مسك زمام الخارطة وإعادة رسم الاتجاهات وإنقاذ مايمكن انقاذه قبل انقلاب السفينة بما فيها والغرق المحتم الذي لايتمناه أحد , وحينها لن ينفع عض أصابع الندم لأن تلك الأصابع هي نفسها التي رسمت خريطة الفوضى وخلقت منطق اللاانتماء الصميمي الى الرياضة الحقة ..رياضة وطن ضاعت فيه كثير من الأشياء الجميلة التي كنا نعتقد إنها في أمان وفي معزل عن عواصف الشر والتدمير والخراب . ماحدث ويحدث من أزمات بكل تفاعلاتها وارهاصاتها تدق ناقوس خطر محدق المتضرر الأكبر والوحيد منه هو الرياضة والرياضيون , وكتبنا وناشدنا كثيرا أهل الشأن والمعنيين على اختلاف عناوينهم إن الحوار على مائدة الصراحة ووضع مقاربات منطقية وجدولة واقعية لكل نقاط وفواصل الخلاف والاختلاف جدير في بلوغ الأطراف المتصارعة والمتقاطعة إلى حلول ناجعة لاسيما عندما يتخلى الجميع عن الأنا والهاجس الشخصي الضيق والمصلحة الانية , وعندما تكون النوايا سليمة فإن التوصل إلى حلول للأزمة ليس بالأمر العسير خصوصا إن مخارج الأزمة حاضرة لأنها لاتنحصر في قضية لوائح وتعليمات أو في قانون نافذ واخر على منضدة الانتظار بقدر حاجتنا جميعا الى تغليب مصلحة الرياضة على مصالحنا وعندها لن تكون هناك أزمة ولاهم يحزنون.