الجراد يغزو أراضي شرق أفريقيا ويدمر اقتصادها

اقتصادية 2020/03/02
...

ترجمة: عدوية الهلالي 
 
عام بعد عام تتعرض المساحات الزراعية للهجوم من أسراب الجراد في الصومال وأثيوبيا، واليوم جاء دور أوغندا أيضا إذ يغطي الجراد السماء بأعداد تصل إلى المليارات وينقض على أصغر بقعة نباتية ليقضي عليها فلا تسلم منه أوراق الأشجار أو براعم النبات بل يصل الحد إلى تمزيق لحاء الأشجار.
فمنذ شهر كانون الثاني عانت منطقة شرق أفريقيا بأكملها من هذه الآفة التي بدأت في شمال الصومال وانتقلت إلى أثيوبيا وكينيا على الرغم من محاولة المزارعين الكينيين حماية أنفسهم بحصاد محاصيلهم لكنهم تضرروا أيضا من الجراد بعد أن نفد طعام حيواناتهم، فقد غزت جحافل من الحشرات القادرة على قطع مسافات تصل إلى 150 كيلومترا في اليوم أراضيهم ثم اجتاحت أوغندا ما ثار قلق منظمة الأمم المتحدة على الأمن الغذائي.
ويجد ما يقارب 13 مليون شخص في هذه البلدان المتضررة صعوبة في الحصول على الغذاء، وقال مارك لوكوك، وكيل الأمن العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في مؤتمر صحفي إنّ عشرة ملايين شخص يعيشون حاليا في مناطق متأثرة بأضرار غزو الجراد، مشيرا إلى أن تأثير الجراد هو الأسوأ منذ سبعين عاما بالنسبة لكينيا والأسوأ منذ 25 عاما بالنسبة لأثيوبيا أو 
الصومال .
الأزمة خطيرة للغاية، إذاً، فقد خضع شرق أفريقيا في العام 2019 لسلسلة من التغيرات المناخية الشديدة، ويرجع ذلك بشكل خاص الى ثنائيات المحيط الهندي، وهي ظاهرة مناخية نشأت عن الاختلاف بدرجة حرارة سطح البحر تشمل الجفاف الشديد الذي سبقه هطول الأمطار والفيضانات المدمرة، خاصة بعد إعصار باوان في أوائل كانون الأول، وهي سلسلة أحداث تفضي إلى ظهور الجراد الصحراوي .
لكن تأثير الجراد على الزراعة، وهي قطاع رئيس في اقتصاد شرق أفريقا مدمر أيضا، وقبل شهر قال وزير الزراعة الكيني موانغي كيونجوري:"إننا ندرك أنّ غزو الجراد يشكل تهديدا غير مسبوق للأمن الغذائي وسبل العيش في هذا البلد". وفي الصومال إذ يكون الأمن الغذائي هشا أصلا، تم اعتبار غزو الحشرات "حالة طوارئ 
وطنية ". 
ويتوقع الكسندر لاتشينيسكي، المتخصص في آفة غزو الجراد في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، أن عواقب هذه الظاهرة ستكون خطيرة 
بالتأكيد.
وللتعويض عن قلة الغذاء، ناشدت المنظمة الجهات المانحة لكن ( فاو) لم تجمع حتى الآن إلّا 20 مليون دولار من أصل 76 مليون دولار كانت تخطط لجمعها، وسيتم تخصيص نصف المبلغ لتقديم المساعدات الغذائية، كما يوضح المتخصص، لكن الوقت ما زال مبكرا اليوم للتخطيط واجراء الاستنتاجات لأننا ما زلنا بين فصلين زراعيين كما يرى لاتشينيسكي.
 
عن مجلة لوبوان الفرنسية