حكايتها بدأت بحلم صغير تمسكتْ به بقوة وكان قلبها هو دليلها للوصول الى ابعد ما يمكن لتحقيق هذا الحلم ..ورغم ان دخولها عالم الرياضة ولعبة تنس الطاولة بالذات كان مجرد صدفة لكنها كانت صدفة جميلة بالنسبة لها غيرت مجرى حياتها وصنعت منها انسانة اخرى غير تلك الانسانة المعاقة بعد ان حققت نجاحات متتالية لتتبوأ مركزا مهما في تشكيلة المنتخب الوطني للمعاقين لتنجح في تاكيد جدارتها وقدرتها على التحدي والوصول الى ابعد المديات ..لاعبة تنس الطاولة زينب حسن عبد الجبار روت حكايتها مع تنس الطاولة للصباح الرياضي فكان هذا الحوار.
* نبدأ من بداياتك الاولى في الملاعب ؟
- كنت حينها احرص على التواجد في معهد الامل للمعاقين وامارس مختلف الالعاب الرياضية البسيطة التي تتناسب مع وضعي من باب التسلية وقضاء الوقت حتى حدثت الانعطافة المهمة في حياتي حينما زار رئيس اتحاد كرة الطاولة سميرعلي لطيف معهد الامل للبحث عن لاعبات فاختارني وراهن على نجاحي رغم استغرابي من الاختيار والتمسك به والاصرار عليه.
* وكيف جرى الامر فيما بعد ؟
- لم يكن الطريق سهلا خاصة بعد رفض الجهاز الفني لوجودي على اساس وزني الزائد وطبيعة عوقي الصعب لكن اصرار رئيس الاتحاد على منحي الفرصة حقق لي ما تمنيته وفعلا بدأت التدريب لتظهر موهبتي يوم بعد اخر لأتجاوز الاخريات بسهولة خاصة بعد تسلم مهمة التدريب الكابتن جمال جلال ولاحصل على فرصة التواجد ضمن تشكيلة المنتخب الوطني للمعاقات الذي خاض معسكرا داخليا في بغداد وخارجيا في تركيا لتبدأ محطة تفوقي وليكون ذلك المعسكر بداية الحلم الحقيقي بعد ان نلت الثناء من المدرب اثر تقدمي لأنال فرصة المشاركة في بطولة الالعاب الاسيوية في جاكارتا ولاحقق المركز الثالث من بين العشرات من اللاعبات الاسيويات ولتكون تلك البطولة بداية التفكير بالانجاز الذي اطمح اليه .
* والبطولات الاخرى التي شاركت بها ؟
- في مطلع عام 2018 نلت فرصة المشاركة في بطولة تايلند الدولية واحرزت المركز الثاني بعد خسارتي المفاجئة في النهائي مع لاعبة هونغ كونغ ليتأجل حلمي في احراز الذهب لبلدي وتحقيق طموحاتي.
* ومتى تحقق لك ذلك ؟
- كان شعورا رائعا يوم ارتفع علم بلادي حينما حققت الميدالية الذهبية في بطولة الاردن الدولية بعد ان حققت الفوز على لاعبات عالميات ونجحت في الوصول الى الدور النهائي لاحرز الذهب وكان حينها شعورا غير عادي ابدا ممزوجا بالفخر والاعتزاز بنفسي
* والمشاركات الاخرى بعد بطولة الاردن ؟
- شاركت في الكثير من المنافسات الخارجية وحققت فيها نتائج مميزة مثل بطولة بولندا الدولية وكانت معي فيها نجلة عماد البطلة الواعدة في الزوجي واحرزنا المركز الرابع ثم مسابقة مصر التي اقتربت فيها من احراز الذهب لولا التحكيم الذي تسبب بخسارتي امام لاعبة مصر في الدور النهائي ثم بطولة الصين واحرزنا المركز الثالث فرقي .
* وماذا عن القادم من الاستحقاقات ؟
- تجري الاستعدادات بشكل مكثف للمشاركة في بطولة سلوفينيا التأهيلية للاولمبياد وهو ما افكر فيه واسعى اليه بجد وهو ضمن طموحاتي الكبيرة في اللعب في الاولمبياد وتحقيق انجاز لبلدي وتدريباتنا مستمرة في المركز التدريبي في منطقة البنوك وبمتابعة مستمرة من اعضاء الاتحاد .
* وهل ترين ان الفرصة موجودة للوصول الى الاولمبياد؟
- فرصتنا قائمة وهناك اصرار وعزيمة من الجميع رغم قلة الامكانيات وصعوبة الاوضاع العامة في البلد والوضع المادي لكن هناك اندفاع كبير ورغبة في التطور والوصول الى قمة الجاهزية وارى ان ذلك ممكن جدا في ظل الحرص الموجود من كل المعنيين ..ونتمنى من المسؤولين تقديم الدعم للرياضة بشكل عام ولرياضة المعاقين بشكل خاص لانها حققت نجاحات عدة .
* لمن تدينين بالفضل ؟
- كل من ساندني ووقف معي في مقدمتهم رئيس واعضاء الاتحاد المعني واسرتي التي دائما ما ترافقني وتدعو لي بالتوفيق وتحرص على اكمالي لدراستي خاصة انا في الصف السادس علمي وحلمي الدخول لكلية الهندسة.
