تدابير غائبة

الرياضة 2020/03/11
...

خالد جاسم
 
مع افتقاد رياضتنا الى الأوعية النظامية ذات الدورة القانونية أو التشريعية الدائمية التي تنظم مفاصلَ حركة الرياضة وتضع خطواتها في السياق الصحيح , وفي ظل الافتقاد الى الطرق والاساليب الحديثة في تنظيم رياضات الانجاز العالي نتيجة تخلف وسائل العمل من تدريب واداء وعدم مواكبتها لكل ماهو جديد ومتطور ومنسجم مع الثورة التقنية التي شهدتها الرياضة منذ سنوات في كل أنحاء العالم وأحدثت تطورات بل وانتقالات مذهلة في اختصار دروب الانجاز الرياضي في شتى ضروب أوأنواع الرياضات الجماعية منها أو الفردية ..وفي الوقت الذي يستمر فيه تراجعنا حتى عن مواكبة حركة التطور الرياضي في دول العالم التي تتفوق علينا في كل شيء تقريبا بما في ذلك البنى التحتية والقاعدة الصحيحة المنظمة والتخطيط المدروس برغم تفوقنا على بعضها في  العديد من الفعاليات من حيث حضور القدرات الذهنية والتفوق الفني في بعض الرياضات , وهو الأمر الذي يستدعي منا أولا تجاوز عتبة التخلف عن هذه الدول والذي يجب أن لايدفعنا الى الياس أو القنوط بانتظار المعجزات - وزمن المعجزات قد ولى أساسا-  بل الأمر يتطلب اختصار الزمن وحرق مراحله باتجاه تركيز الجهود نحو تنظيم عملية التطوير في القدرات الفنية والذهنية على مستويات أو أصعدة اللعب والتدريب والادارة , وهو أمر بالامكان تحقيقه عبر استثمار العلاقات الطيبة مع دول العالم المتقدم وبعضها مطالبة وبموجب إستحقاقات يفرضها القانون الدولي والتزامات وتعهدات يتوجب على تلك الدول الايفاء بمتطلباتها بعد التغيير الذي حدث في العراق في عام  2003 ومطلوب من مؤسساتنا الرياضية العليا استثمارها في الحدود القصوى عبر عقد بروتوكولات واتفاقيات التعاون الثنائي في مختلف الميادين الرياضية والشبابية وتحديدا في الأمور المتعلقة بتدريب وتأهيل الكفاءات العراقية في الجانبين الفني والاداري واستثمار مايتوفر لدى تلك الدول من مراكز تدريب ومدارس متقدمة في رياضات الانجاز العالي لأجل زج رياضيينا واكتسابهم كل ماهو مفيد ومتطور ويسهم في رفع مستويات ادائهم , كما بالامكان استثمار التقدم الرياضي المذهل في هذه الدول في إقامة اللقاءات المشتركة والمعسكرات التدريبية وإمكانية الاستعانة بالمدربين والخبراء في شتى الرياضات والتعاقد معهم في تدريب المنتخبات الوطنية كما يجب عدم إغفال جانب البنى التحتية عبر استثمار العقود التي تبرم مع شركات تلك الدول وتضمينها المساهمة في تشييد المرافق والمنشات الرياضية في العراق , وهذه جميعا ليست أحلام أو ضربا في الخيال بل هي حقائق مستوحاة من تجارب دول شقيقة وصديقة عدة بمن فيها دول الخليج .