ضياء العزاوي في كتاب الحوارات

ثقافة 2018/12/17
...

 
زياد جسام 
 
صدر عن دار الأديب للطباعة والنشر في العاصمة الأردنية عمان كتاب السائر في رؤياه حوارات مع ضياء العزاوي  لمؤلفه خضير الزيدي تضمن تقديما اوليا جاء في محتواه من ان ضياء العزاوي اسم فني، من الجيل الستيني في العراق ،حقق منذ ذلك التاريخ، حتى هذه اللحظة ،قدرا كبيرا من الأهمية الفنية، من خلال طروحاته المعرفية ،وتقنياته في الرسم والنحت ،وانجاز المدونات التي تخص الشعر بصياغات جمالية تعبيرية  بينما تضمنت الحوارات المتنوعة محاور كثيرة اتخذت في بدايتها جوانب الحياة الاجتماعية وتاريخ النشأة في بغداد في مدينة الفضل وتاثير تلك المحلات الشعبية على وعيه الثقافي والاجتماعي ثم تلتها الجوانب السياسية وطريقة التفكير بمفاهيم القومية والماركسية والبعد الثقافي الذي تتركة مرحلة الستينيات في نفسية الكثيرين من عشاق الفن  وبعد الانتهاء من محوري الحياة الاجتماعية والسياسية يتطرق خضير الزيدي مع العزاوي نحو أفق الاهتمام بالجوانب الفنية سواء عبر الرسم واهميته في نفسية ضياء العزاوي او عبر دفاتر الرسم التي انطلقت فكرتها بين يديه وايضا هناك جوانب مضيئة نحو فن النحت والخزف والأعمال التي اعاد صياغتها بروح اكثر بهاء من حيث التقارب الذي يراه مهما بين الرسم والنحت والخزف..
لا يتوقف هذا الكتاب نحو فن ضياء العزاوي وتحديد مساره وتاريخه والتأثير الذي تركه في الاجيال اللاحقة انما يمتد  لمعرفة آرائه في بعض الاسماء الفنية والنحتية من جيل الشباب  فيرى فيهم انهم حققوا منجزا مهما ويشير لبعضهم انهم لا يمتلكون القاعدة الأساسية لمعرفة الفن مما جعلهم يعيدون انفسهم في أساليب تكرر نفسها ويشير ضياء العزاوي الى ان اختلافه مع شاكر حسن ال سعيد يرجع الى اختلاف مدرستين ولاختلاف مراجعنا الثقافية وبالتالي لتصوراتنا في تحقيق ما هو ممكن، فأنا جئت لمعهد الفنون من دراسة جامعية مراجعها الحضارات القديمة للمنطقة نتج عنه اهتمام في الجانب البصري وعلاقته بالأسطورة والشعر بينما جاء شاكر لمعهد الفنون من دراسة جامعية معنية باللغة العربية نتج عنه اهتمام بالنص المفتوح الذي تبدل كليا بعد إخفاقه وعودته من باريس نحو مراجع صوفية،  لست متأكدا  تعزز عنده هذا التوجه بعد قضائه بضعة سنوات للتدريس في السعودية.