الوقاية من الفيروسات.. مسؤوليَّة الجميع

اسرة ومجتمع 2020/04/08
...

 
أيسر الصندوق
 
 
شهدت صفحات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة عددا من تجارب التربية السليمة للأمهات اللاتي يحملن شهادات تربوية، أو ممّن لهنّ خبرة في التربية الإيجابية وطرح أساليب الوقاية من الأمراض ومنها فيروس كورونا.
وللتوعية والوقاية بهذا الموضوع بيّن لنا الدكتور هيثم سعدي إبراهيم، اختصاص طب مجتمع، قائلاً : «إنّ للأسرة دوراً مهما في التوعية، أي الاهتمام بنظافة الأطفال أو مراقبة حالتهم الصحية، وما يبدو عليهم من أعراض مرضية من ارتفاع لدرجة الحرارة، أو رشح، أو سعال إذ عليهم عدم السكوت أو الإهمال، وإنّما مراجعة أقرب مركز صحي. 
 
الأطعمة الباردة
وأشار إلى أنّ لهذا الفايروس الخصوصية في انتقاله عن طريق الملامسة بالنسبة للملابس والسطوح، وليس عن طريق السعال فقط، إذ يتمّ تغيير ملابس الطفل خلال اليوم، على أن تكون نظيفة دائما مع الاهتمام بتغذيته على أن يأخذ قسطا من فيتامين – C كالحمضيات إضافة إلى الخضار.
وأضاف: إنّ الأسرة تستطيع أن تسيطر على أولادها، على أن يكون طعامهم محدودا، ولا يحصلون عليه من مطاعم متعددة، وأنّ الدولة اتخذت الاجراءات بغلق المطاعم، ولا بد من الابتعاد عن الأطعمة الباردة في هذا الوقت مع تغيّر الجو وتقلّبه قد يؤدي إلى التهابات أخرى تؤذي صحته.
 
التعرّض للشمس
وأكد ضرورة تعقيم اليدين وحثّ الطفل على مداومة غسل اليدين، فهو أمر مهم جدا. هنا تكون « السيطرة ومنع العدوى « في علم الطب، وتكون بشكل مبسط بلبس الكمامات وعدم التنقل بشكل كبير، إضافة إلى النظافة الشخصية لكل أفراد العائلة وتعرض الملابس للهواء الطلق وللشمس. ولا يجوز استعمال المعقمات بشكل كبير، إنما بشكل معقول، وتعقيم الأسطح والمواد المعدنية مثل الموبايل والساعة.
وفي هذا الموضوع بيّنت المتخصصة في علم النفس شمس عصام: تقع على الأهل مسؤولية الحفاظ على نفسية أطالفهم، والحفاظ على هدوئهم بالابتعاد عن التوتر واستعمال النبرة المخيفة معهم بخصوص انتقال الفيروس، ومن المهم بثّ شعور الأمان لديهم والتعامل مع الموضوع بكلّ حيادية، والابتعاد عن القلق وتكوين عادات نظافة جيدة إيجابية بالشكل المتوازن لا الإفراط بالغسل والتعقيم.
 
مساحة من الحرية
وأضافت عصام: إنّ الاستخدام المفرط لأدوات التنظيف يخلق وسواساً عند الطفل، وقلقاً وتوتراً، وبالتالي ينعكس على دراسته وتعامله مع الجميع في الحياة، ويجب الحذر بعقلانية وليس بالشكل المفرط، والانتباه على التعقيم ونظافة أيديهم إذا رجعوا من الخارج. أمّا اللعب في الحديقة فله الحرية بذلك، ولا بدّ من إعطاء الطفل مساحة من الحرية تحت مراقبة الأهل.
موضحة: أنّ طالب الابتدائية يستقبل فكرة المرض والفيروس بسهوولة. أمّا الطفل ذو الخمس، إو الأربع سنوات، فنقوم بتقريب الحالة له عن طريق قصة ما، و بإمكاننا العمل بشكل مرئي والقيام بالشرح عنها إذ يجب أن يرى شيئا بصريا ملموسا حتى تصل له الفكرة، وتوجد أمهات تقوم بالشرح بوضع مواد على أيديهم ولمس الحاجيات وتقريب الصورة للطفل عن الفيروس، وانتشرت أيضا على شبكات التواصل أفكار متنوعة لأمهات في تربية أولادهم وتوجيه النصيحة لهم حول هذا الموضوع.
 
الأماكن العامة
وأكّدت الموظفة نور حامد: «نعمل على تشجيع الأطفال بتغسيل أيديهم مرات متكررة، وعن طريق سائل غسل اليدين، وهذا يسهل عملية الغسل ويحبّبها لهم، إضافة إلى تعليمهم المحافظة على عدم لمس كلّ الأشياء خارج البيت من أدوات وأثاث في أيّ مكان».
وبيّنت ربّة البيت، علياء إبراهيم: ما علينا من عمل إلّا التقليل من التنقل إلى أماكن عامة بمرافقة الأطفال والمحافظة عليهم في البيت ومراقبتهم من حيث نظافة الملابس والأكل إضافة إلى مراقبة من يعود من خارج البيت لتغسيل الأيدي والوجوه والملابس.
وأشار والد الأطفال التوأم، لؤي وقصي، أنّ الأطفال لا يكون لهم الدراية في أي تصرف قد يعرضهم للإصابة بأي مرض كان، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الأهل والتوعية هي الأساس ومن ثم الوقاية.