مطربون على لسان ثلاثة صحفيين !

الصفحة الاخيرة 2020/04/15
...

زيد الحلّي
 
الاثنين الماضي، كان يوماً خاصاً باستذكار الغناء والمغنين، وكان ابطال ذلك اليوم ثلاثة من اصدقائي الصحفيين هم الزملاء: كرم نعمة وحمزة مصطفى وعبد الهادي مهودر، يبدو ان اقلامهم  تلاقت دون موعد على كتابات ضمت في ثناياها، اسماء لعدد كبير من الفنانات والفنانين ... مقالات تماهت مع الموسيقى والطرب، شعرتُ من خلالها ان الزملاء ارادوا طرد الخوف  من " كورونا "، والضيق من اخبارها، بالتوجه الى اصوات غنائية، ساكنة في ارواحهم، شعوراً منهم بأن الغناء في الظلام يبعد التوجس والخوف !
كان عمود الزميل كرم نعمة في الزميلة " العرب "  اللندنية عن محسن فرحان وقحطان العطار ومحمد عبد المحسن  ونصرت البدر وياس خضر وسعدون جابر ، بينما ذكر عمود الزميل حمزة مصطفى في صحيفتنا " الصباح "  مجموعة من المطربين هم :عبد الجبار الدراجي وفهد بلان وجبار عكار، اما زميلنا عبد الهادي مهودر فعرج  في " الصباح " وفي يوم الاثنين ايضاً ، وفي هذا المكان بالذات، على ذكر ام كلثوم وبليغ حمدي وطالب القره غولي وعبد الوهاب وغيرهم .
اللافت ان كتابات الزملاء تناولت موضوعات مهمة، عن واقع المجتمع، وظروفه، مؤكدين  ضرورة معايشة الحقيقة، كونها ترادف كلمة الحياة، فلا حياة حقيقية بدونها، وهي للمرء كالشمس، لا غنى عنها ، وتشد أزر الإنسان، وتقوي نفسه، وتهون عليه لقاء الشدائد والملمات، لكنهم ارادوا ان يزيدوها رقة وحلاوة بذكر أسماء تحفظها الذاكرة الجمعية، لكني شممت انهم كانوا ايضاً ، مثل الذي يدندن بصوت مسموع ، في محاولة لطرد الخوف في ظلام دامس، والحق معهم، فالخوف، هو الشجاعة بذاتها، في الظرف الذي نحياه مع فيروس خبيث ، ينتظر فرصة للإنقضاض، لكن ربما يخيفه ترديد اغنية او " نحنحة " بصوت مسموع ..!
لعن الله " الخوف " رغم انه مولود شرعي للقلق واب اصيل للأوهام، وغريزة أقوى من كل الغرائز على الإطلاق، وهنا، لا ادعي انني غير هياب للخوف، ومصارع عنيد له، لكن اجد من المفيد القول ان مطر الشتاء لا يخيفنا ، فقد بللنا الزمن بمضادات تقهر الامراض، فجعلنا نردد اغاني الحب ونحن نعيش في زمن ارعب العالم .
في كلمات الزملاء، وجدتُ ان الحظر اصبح روضة الفكر، وبحراً عميقاً تسبح فيه بنات الأفكار فيشفى العقل من سقمه وتعبه، وفي حمى ظلام الليل   ينبذ الخوف، ويجفو آثاره، ويتقدم الانسان إلى المستقبل في ثقة واطمئنان..