انتعاش {الولادة في المنزل».. خوفاً من كورونا

اسرة ومجتمع 2020/04/16
...

بغداد/ سرور العلي
 

قبل أسبوع اضطرت العشرينية نور عماد، لوضع مولودها الأول في المنزل رغم خطتها للولادة في أحد المستشفيات، إذ فاجأها الطلق وقت الظهيرة، وبسبب حظر التجوال الذي فرضته الحكومة، أسرع زوجها لمنزل القابلة وتم توليدها، قالت عماد مبتسمة، وبجانبها يرقد طفلها: "لم أتوقع الولادة في البيت، وكنت قلقة بشأن إمكانيات القابلة".

وشجعت الحاجة أم محمد (قابلة): "على الولادة الطبيعيَّة في المنزل، وتجنب المعوقات التي تتعرض لها الأم الحامل في المستشفيات، كما ان وجود الأسرة حول الأم له دور مهم في تسهيل عملية الولادة والاهتمام بها".
وخوفاً من عدوى "كورونا" لجأت الأمهات الحوامل  الى الاستعداد للولادة في المنزل، تجنباً لاحتمالية أن يصاب الطفل حديث الولادة بالفيروس القاتل ، وقالت الشابة هيفاء كمال:"أشعر بالخوف من الولادة التقليدية، لكن ليس لدي خيار آخر في زمن تفشي الفيروس".
وتخشى الثلاثينية، نجاة محمود، من أن تكون لوحدها أثناء الوضع، إذ فرضت الكثير من المستشفيات إجراءات صارمة وضرورية للحد من العدوى، ولا تسمح بأكثر من مرافق لمن يضعن مولوداً، وتابعت، محمود بحسرة: "أرغب أن تكون والدتي وشقيقتي بجانبي، لمؤازرتي وتخفيف الألم عني".
وقالت اخصائية التوليد، عذراء رزاق: "لخطورة الوضع قد نسمح بمرافق واحد، الزوج على الأقل، حفاظاً على حياتهما وحياة الطاقم الطبي".
وتنصح رزاق، المقبلات على الولادة بأنْ "يتبعن الإرشادات الوقائية، والامتناع عن الخروج، والتواصل الدائم مع الطبيبة الخاصة بهن عبر الهاتف، وتجنب ملامسة جلد الطفل لجلد أمه بصورة مباشرة بعد الولادة، لتعزيز المناعة، والقيام بالرضاعة الطبيعية، وارتداء القفازات والكمامة حين التقرب من الرضيع، وتنظيف الأسطح باستمرار".
وترى خلود كاظم (45) عاماً "أنَّ الولادة في المنزل لا تكون سلاحاً ضد كورونا لجميع الأمهات، فهناك ولادات ليست آمنة ومعرضة للخطر لا سيما القيصرية".
وتحدثت طبيبة التوليد، جنان أحمد، بشأن الأم المصابة بالفيروس، قائلة:"ستعزل الأم المصابة بالفيروس  لتجنب مخالطتها الأصحاء، كما أن الطاقم الطبي سيتخذ جميع احتياطاته في التعامل معها ويمنع المرافقين لها، وستغادر المستشفى بعد أن تثبت الفحوصات شفاءها".
وأضافت: "بحسب الدراسات الطبية فان النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالفيروس الذي يسبب مشكلات في الجهاز التنفسي، ويتعب عمل الرئتين كالانفلونزا وتكون مناعتهن قليلة، كما تعمل "المشيمة" على تصفية فعالة للجنين وحمايته من الفيروس".
وتابعت:"هناك عدة أمور على كل امرأة حامل القيام بها ومنها، تجنب الاختلاط بالأشخاص المشتبه بإصابتهم بالمرض، وغسل اليدين بشكل روتيني واستخدام مطهر كحولي، وعدم السفر إلى الخارج، وشرب الكثير من السوائل، وتجنب الأماكن العامة، وأن يكون لدى كل حامل جهاز لقياس ضغط الدم ودرجة الحرارة، واستشارة الطبيب، إذا ظهرت أعراض تثير المخاوف، كالسعال وارتفاع درجة الحرارة والصداع، وصعوبة التنفس".
وتؤكد أحمد أن "الولادة القيصرية تحمي الطفل من كورونا، بينما الطبيعية قد تعرضه لمشكلة في التنفس".
وتعيش نغم جلال (31) عاماً، كابوساً مرعباً لخوفها من الولادة في مستشفى موبوء بالفيروس ما يجعلها بحالة قلق مستمرة، والتفكير بالولادة في المنزل كحل بديل، وقالت:"إنه طفلي الأول، احتاج إلى الدعم من أسرتي وصديقاتي".
ومع تزايد التحذيرات والإجراءات الاحترازية لتجنب تفشي الفيروس، اتخذت الأمهات الحوامل وسائل التواصل الاجتماعي بوابة، للتخفيف من توترهن الناجم عن التفكير بالولادة وصعوباتها، إذ يتواصلن مع أطباء التوليد للتأكد من سلامتهن وسلامة الجنين، وتلقي النصائح ومشاهدة فيديوهات التوعية عبر يوتيوب.
"زوجي فرض عليّ الولادة في المنزل" تقول نسرين أسعد(29)عاماً، وأضافت:"بعد انتشار جائحة كورونا أكثر ما يخشاه زوجي هو إصابتي أنا وطفلي بالعدوى أثناء الوضع في المستشفى، لذا اتخذ جميع التحضيرات مع والدته لأتمكن من الولادة في البيت، بعيداً عن الحالات المصابة، ومنع الزيارات من الأقارب والأصدقاء للاحتفال بالمولود لحين انتهاء الأزمة".
وتابعت: "إلى جانب المتاعب الجسدية والنفسية التي تعيشها الأم الحامل، جاء كورونا ليشكل كابوساً آخر تعيشه المقبلة على الولادة، لا سيما اللواتي ليست لديهن مناعة لمقاومته".
ولا توجد تقارير علمية تؤكد إذا كانت الأم الحامل أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض لم يتمكنوا من معرفة إذا كانت الأم المصابة لها القابلية على نقل العدوى إلى جنينها قبل أو بعد أو أثناء الولادة، وتتذكر سارة عباس(28)عاماً، ما تعرضت له قبل ولادتها:"قبل ولادتي بأسابيع ظهرت عليّ أعراض كالسعال وارتفاع درجة حرارتي، أصبت بالهلع وأجريت الفحوصات لضمان سلامتي وجاءت النتائج بأن لدي انفلونزا عادية، وعلى كل أم حامل الالتزام بوسائل الوقاية والنظافة المستمرة، والابتعاد عن الزيارات الأسرية، والإطلاع على مصادر موثوقة من منظمة الصحة العالمية حول ما يجب اتخاذه من تعليمات".