الصحة العالميَّة توصي باستمرار حظر التجوال في العراق

الثانية والثالثة 2020/04/16
...

بغداد/ الصباح/ عمر عبد اللطيف وحازم محمد حبيب

أقرت وزارة الصحة بعدم احتواء فيروس "كورونا" لغاية الآن في البلد بدليل حصول إصابات في بغداد والمحافظات، وبينت أنَّ التزام المواطنين بحظر التجوال والتعليمات التي تصدرها الجهات المعنيَّة تشكلان أساس احتواء الفيروس، في وقتٍ أكدت منظمة الصحة العالميَّة أنَّ تراجع معدل الإصابات في العراق بالفيروس لا يعني أنَّ الوضع الصحي تحت السيطرة، كما أوصت باستمرار حظر التجوال والإجراءات الأخرى للخروج من دائرة خطر الفيروس.
 
حديث الوزارة
وقال مدير عام دائرة صحة الرصافة الدكتور عبد الغني سعدون في حديث خاص لـ "الصباح": إنَّ "الفيروس لا يزال فعالاً إلى الآن وموجوداً في العراق"، مشيراً الى "ضرورة التعاون من قبل المواطن، إذ إننا لا نستطيع أنْ نقول بأننا سيطرنا على المرض، ولكنْ يجب أنْ تكون هناك استعدادات أكثر".
وأضاف، إنَّ "في البلد حالياً قلة بأعداد المصابين مقارنة بعدد الإصابات التي تم اكتشافها في البداية، ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أنْ نقول إنَّ المرض انحسر أو تفشى، بل إننا في مرحلة ترقب في الوقت الحالي، إذ يجب أنْ يكون هناك تعاون من قبل المواطنين للالتزام بحظر التجوال والحجر المنزلي وهو أمرٌ مهمٌ جداً من أجل احتواء المرض وحسر وكسر سلسلة انتشاره".
وبين، أنَّ "القادم مشروط بمدى التزام المواطنين بحظر التجوال، إذ كانت أمام العراق فرصة سانحة لكسر سلسلة انتشار المرض؛ إلا أننا فقدناها بسبب عدم التزام بعض المواطنين، أما الآن فالمرحلة الثانية تتطلب منا التزاماً أكثر بحظر التجوال من قبل المواطنين لكي تقل أعداد المصابين تدريجياً، ويمكن أنْ تختفي الإصابات ويمكن السيطرة على المرض في حال الالتزام أكثر به".
وتابع سعدون، بأنَّ "المستشفيات عندما تذكر بأنَّ هناك سيطرة على الفيروس، فالمقصود هنا الأعداد الموجودة ضمن قدرتها الاستيعابيَّة وعلى التعامل مع المرض"، مؤكداً أنَّ "التزام المواطن بالحظر شرط أساسي لاحتواء المرض وقطع سلسلة انتشاره".
 
الصحة العالميَّة
إلى ذلك، أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور أدهم إسماعيل في حديث لـ"الصباح" ووكالة الأنباء العراقية "واع": إنَّ "تناقص الأرقام في أعداد الإصابات في العراق؛ جاء نتيجة الإجراءات الوقائيَّة التي اتخذتها الحكومة وخلية الأزمة والسلطات المعنية الأخرى، وإنَّ منع التجمعات أسهمَ في السيطرة على انتشار الوباء، ولا بدَّ من استمرار هذه الإجراءات لحين تسجيل عدد حالات الإصابات والوفيات بالفيروس (صفر يومياً) وبدون تلك الإجراءات من المستحيل الإعلان عن الخروج من دائرة الخطر".وأضاف، إنَّ "هناك سببين وراء زيادة عدد حالات الشفاء في العراق، الأول: اتخاذ العراق بروتوكولاً علاجياً مزيجاً من الصين وإيران"، مبيناً أن "العراق استفاد من تجارب هذه الدول من بروتوكول علاجي وتحليل المرض، وبالتالي بدأ العراق من حيث انتهى الآخرون".وأشار إلى أنَّ "السبب الثاني: يعود إلى أنَّ العراق يمتلك ملاكات طبيَّة مميزة وتخصصات طوارئ ممتازة لا يوجد منها في أغلب دول المنطقة"، مشدداً على "ضرورة العمل على تقليص عدد الإصابات والوفيات إلى الصفر للإعلان عن السيطرة الكاملة على الفيروس"، موضحاً أنَّ "العراق إلى الآن لم يصل إلى ذروة الإصابات بفيروس كورونا"، لافتاً إلى أنَّ "نتائج انحسار الفيروس أو تفشيه ستظهر خلال أسبوع أو عشرة أيام"، ولفت إلى أنَّ "أعداد الإصابات في العراق بتناقصٍ مستمر، وهذا يتطلب استمرار الإجراءات الوقائيَّة لمنع التجمعات لعدم فسح المجال أمام انتشار الفيروس مرة أخرى".وذكر إسماعيل أنَّ "سنغافورة وصل الشفاء فيها الى نسبة عالية وتمت السيطرة على الفيروس إلا أنها فتحت مجالاتها من جديد وخففت إجراءات الوقاية ما أدى إلى تفشي الفيروس من جديد والآن وصل الوضع فيها إلى خارج السيطرة"، مجدداً تحذيره من تخفيف الإجراءات في العراق الذي قد يسبب بزيادة عدد الإصابات.وأكد "ضرورة الحفاظ على الإنجاز المتحقق من قبل الملاكات الصحيَّة والجهات المعنيَّة باحتواء الفيروس"، لافتاً إلى أنَّ "الالتزام بتعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالميَّة أدى إلى تراجع عدد الإصابات في العراق"، وشدد على "عدم الاستعجال برفع حظر التجوال"، مبيناً أنَّ "قرار تخفيف إجراءات الحظر تحتاج إلى أسبوع أو 10 أيام ويمكن فتح الحظر خلال شهر رمضان لساعات قليلة في النهار فقط".وقال ممثل منظمة الصحة العالمية: إنَّ "الصين والنرويج سيطرتا على المرض بشكلٍ كامل وقامتا بمساعدة دول العالم من خلال تزويدها بالمعدات والتجهيزات الطبيَّة"، مؤكداً أنَّ "الدولة التي تسيطر على فيروس كورونا بوقتٍ مبكر يمكن أنْ ينتعش اقتصادها".وزاد بالقول: إنَّ "العراق بإمكانه أنْ ينهض باقتصاده خلال إعلانه السيطرة على الفيروس لأنه سينقل تجاربه إلى بعض دول المنطقة"، مشيراً إلى أنَّ "منظمة الصحة العالميَّة تفضل استمرار الحظر الكلي وليس الجزئي في عموم البلاد".وأشاد إسماعيل بجهود السلطات المحليَّة في العراق من محافظين ومسؤولين في المحافظات في احتواء الفيروس، ولفت إلى أنَّ "منظمة الصحة العالميَّة لم تتمكن من خلال الدراسات والبحوث أنْ تحدد موعد انتهاء الفيروس بشكلٍ كلي في العالم، حتى ارتفاع درجات الحرارة لم تثبت بأنها ستقضي عليه تماماً".وبين أنَّ "العراق اتخذ قرارات شجاعة وجريئة لم تتخذها دولٌ عظمى كأميركا وألمانيا عندما أغلق مجاله الجوي والحدود ولم يجامل أحداً؛ عكس إيران التي استمرت بفتح مجالها أمام الصين، مشيداً بجهود الحكومة ووزارة الصحة بحجر الملامسين للمرضى والذي كان له دورٌ كبيرٌ في السيطرة على الفيروس".
 
أكاذيب إعلاميَّة
وبشأن الخبر غير الدقيق الذي نشرته وكالة "رويترز" بخصوص عدد الإصابات بالعراق، أشار اسماعيل إلى أنَّ "قناة الـ cnn قالت (لم نجد ولا دليلاً على مقالة رويترز بتزييف حقائق الأرقام في العراق للحالات المصابة)، وقاموا بإبلاغ رئيس الجمهورية بذلك". 
ولفت إلى أنَّ "منظمة الصحة العالميَّة قامت بالرد على "رويترز" بأنه (كيف يمكن إخفاء مصاب بمرض تنكشف أعراضه بسهولة؟)"، مبيناً أنَّ "معظم الحالات من المصابين في العراق هم حالات متوسطة وليست شديدة والذين توفوا هم من كبار السن ممن لديهم مشكلات صحيَّة في الجهاز التنفسي أو سكري أو أمراض قلب".
ودعا إسماعيل ممن تظهر عليه أعراض الانفلونزا بالذهاب إلى المستشفى وإجراء الفحوصات اللازمة لسلامته وسلامة أسرته، مؤكداً أنَّ "عدد المستشفيات العراقية يتناسب مع أعداد المصابين بفيروس كورونا"، عازياً سبب زيادة عدد الإصابات في إقليم كردستان خاصة في السليمانية إلى "نقاط العبور غير الرسميَّة مع إيران، إذ إنَّ أغلب الإصابات تأتي من إيران".