المسحراتي يجوب الشوارع بالكمامات

الصفحة الاخيرة 2020/04/27
...

 بغداد/ رشا عباس
 
مع قدوم شهر رمضان اخذ المسحراتي مروان مؤيد من بغداد الجديدة يجوب الشوارع ويمارس طقوسه الذي اعتاد عليها كل سنة في هذا الشهر الكريم، بايقاظ  الصائمين للسحور مع مراعاة التدابير الوقائية من فيروس كورونا، مثل ارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي. 
عاد مؤيد بخياله الى زمن بعيد، اذ بدأ يحكي ذكرياته وعيناه تنظر للافق البعيد وكأنها تقلب صفحات الماضي، مستذكراً ايام والده الذي كان يعمل مسحراتياً وهو يتجول معه في الطرقات قبل خمسين عاماً، واليوم يسير على دربه بعد وفاته ويتقن دوره من دون اجر متعارف عليه، اذ عده أمانة منه في مواصلة مشواره حتى في ظل حظر التجوال الذي فرضه فيروس "كورونا".
الكمامات والكفوف تجهيزات اضافها غفران ثامر محمود من الموصل  بجانب الطبلة قائلاً:"  أنا لا احتك بالناس وأتجول في الشوارع ليلاً ولكن يجب أن اخذ احتياطاتي كاملة للوقاية من هذا الفيروس واثبت للعالم ان الالتزام بتلك التعليمات والنصائح ثقافة لابد منها حتى وان كان المسحراتي يخرج ليلاً بمفرده ولا يتأثر بالازدحامات والتجمعات، وهي بمثابة رسالة صحية ينشرها محمود الى جانب ايقاظ الصائمين للسحور".
واضاف: "عملي الذي اقوم به ولسنوات عديدة ماهو الا تشجيع ومواصلة لمشوار اطلقته منظمة "فزعة" لاعادة تراث الموصل وتعريف الاجيال المقبلة باهميته وكيفية مزاولة هذا الطقس الرمضاني الجميل وزرع حبه في قلوب الناس، مشيراً الى ان الموصل بسواعد شبابها تسترجع عادات وتقاليد اجدادها المتوارثة التي استطاعت عصابات "داعش" القضاء عليها طول فترة الاحتلال، معلناً بذلك انها مدينة السلام والحب والجمال بدل الحرب والقتال والارهاب".
اما حسن عباس فاشار الى انه بالرغم من تقدم التكنولوجيا واستخدام الاسر اجهزة الهواتف النقالة لايقاظهم، الا انه يرى المتعة والسعادة من خلال ضرب طبلته والتجول في شوارع منطقته لايقاظ الصغار قبل الكبار، لما يحمله المسحراتي من أهمية رمزية خلال الشهر الفضيل".