لم يعد منصب المختار حكراً على الرجال، اذ كسرت البابلية ثناء سلمان الزبيدي، هذا التقليد الإداري لتكون أول امرأة تتولى"المختارية " في بابل، فقد تم اختيارها من قبل الأهالي لإدارة منطقتي " السنية" و "جبران الثانية"، اللتين تميلان إلى الشعبية، لكونهما من مناطق الحلة القديمة التي تقطنها العوائل الحلية الأصيلة.
تقول الزبيدي ان "الدافع الرئيس الذي جعلني في هذا المكان هو تردي الخدمات واهمال الحكومات المحلية لهذه المناطق التي تشكل جزءاً لا يستهان به من الرقعة الجغرافية لسوق الحلة الكبير، اضافة الى ضعف عمل الرجل المختار وعمله الروتيني الذي اخذ جانب الراحة والذي يتلخص عمله بقيامه بختم الاوراق الرسمية مقابل مبلغ من المال في حين ان الدستور العراقي حدد صلاحية مختار المنطقة بعدد من الواجبات التي لم يلتزم بها أي منهم".
وتبين الزبيدي ان " وظيفة " المختارية " خدمية اهمها التنسيق مع المواطنين وايصال صوتهم الى الدوائر الخدمية، وقد يتخيل البعض ان عمل المختار يتطلب القفز على سطوح المنازل مع مفارز الشرطة واموراً اخرى ، في حين ان دور المختار هو فقط ارشاد المفرزة الى بيت المتهم وتهيئة الاجواء داخل منزله ، وقد خرجت مرتين مع مفرزة الضبط في الساعة السادسة صباحاً وقمت بتهيئة الاجواء داخل المنازل ولأنهم ابناء محلتي احاول دائماً اقناع بعض المتهمين بتسليم انفسهم وانجح في ذلك".
موضحة "عدم وجود اي صعوبات في العمل وهو سهل جداً ولها رؤيتها الخاصة بادارته بشكل افضل من الرجال".
اهالي بابل وحسب تصريحاتهم رحبوا بهذه الخطوة معتبرين اياها بادرة جيدة نحو التحضر ومنح النساء فرصة في تقلد المناصب ، فتولي المرأة شؤون الناس في الأزقة و الأحياء والمطالبة بحقوقهم والمحافظة على استحقاقاتهم هو بحد ذاته عملاً وظيفياً وانسانياً قبل كل شيء.