بشر المالية
بدأ تاريخ القمم العربية في آيار 1946 م، حين اجتمعت بقصر أنشاص في دلتا النيل بمصر سبع دول مؤسسة للجامعة العربية لمناصرة القضية الفلسطينية، او انه بدأ بعد نيل عدد من الدول العربية استقلالها حسب رواية أخرى، وتشكلت عشرات التنظيمات المسلحة للكفاح والتحرير والنضال بقيادة ابو كفاح وابو نضال وابو عمار وابو جهاد وابو تحرير وغير ذلك من كنى ومسميات وكان لهذه التنظيمات والقيادات دور كبير في العمليات القتالية والجهادية وفي الحروب الداخلية والاهلية العربية والتصفيات الجسدية، حيث كانت جزءً من صراع الأشقاء في صراع النفوذ والسيطرة وكان المال العربي يلوي عنق اي منظمة فلسطينية معاندة، ودخلت الجيوش العربية في حروب مع اسرائيل وتقدم الصفوف عبدالوهاب وام كلثوم وعبدالحليم وأوقدوا جذوة الحماس لدى الشباب العربي والمسلم فقتل من قتل وجرح من جرح، والله وحده يحتسب من يشاء منهم شهداء عنده، وآلاف الشباب العربي خسروا حياتهم بحسن نية واندفاع ثوري صادق ولكن في معارك جانبية على هامش القضية الفلسطينية، وكان كل بلد عربي يدفع من أمواله استحقاقاً طوعياً وكل مواطن عربي يتبرع ويدفع من ماله كمساهمة وبحسن نية أيضا، والله وحده يعلم ان كانت تلك الاموال قد صرفت في مكانها ام لا ، وتوزعت القيادات الفلسطينية بين مخيمات بيروت وعمان ودمشق وشقق بغداد والقاهرة وطرابلس..لكن مما لاشك فيه ان حروب العرب مع اسرائيل وصواريخهم وخطبهم الرنانة في مؤتمرات القمم خدمت اسرائيل وحولتها الى ضحية بنظر المجتمع الدولي الذي يراها كل يوم تترنح تحت قسوة الاناشيد والاغاني العربية التي لاترحم... يااهلا بالمعارك يابخت من يشارك.. اخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا ... واصبح عندي الان بندقية الى فلسطين خذوني معكم، وويلك ياللي تعادينا ويلك يا ويل ، صح يرجال ايوا صح.. وكتب الشعراء ماكتبوا عن فلسطين السليبة كيف احيا بعيدا عن سهولك والهضاب؟ الا الشاعر اليمني عبدالله البردوني فقد عرف مقلب رامز المجنون منذ البداية:
وَقَـــاتَــلَــتْ دُونَـــنَـــا الأَبْــــــوَاقُ صَـــامِـــدَةً ..
أَمَّــــا الــرِّجَــالُ فَــمَـاتُـوا ثَـــمَّ أَوْ هَــرَبُـوا !
واليوم وبعد كل ماجرى من حروب ونكبات عربية واغتيالات وارواح ازهقت ومليارات واناشيد ومناهج دراسية وقمم وبيانات ختامية تبدأ الانظمة العربية نفسها بمراجعة مواقفها على استحياء وتعمل بجد وبالسر والعلن لتطويع الجماهير العربية العريضة واقناعها بأن اسرائيل ليست عدوة للأمة وفلسطين ليس قضية مركزية وان الموضوع هو كاميرا خفية او رامز مجنون رسمي وتقدم الدراما العربية والخليجية في شهر رمضان من عام العجائب ٢٠٢٠ اعتذارات على شكل مسلسلات عن كل ماحصل ومشاهد وحوارات تمثيلية معدة في المطابخ السياسية مثلما يعد رامز تمثيلياته المجنونة مع فارق ان رامز يعترف بأنه مجنون رسمي ويدفع للفنانين الكبار ثمن اهانتهم وسكوتهم بعد ان يمرغ انوفهم في الوحل .
كان الأولى ان يتم الاعتذار للشعوب العربية بعدة أعمال درامية عن مصير هذه الأمة التي ضاعت وتاهت ولم تعد تعرف عدوها من صديقها واصبح هدفها تحويل كل مواطن عربي الى مطرب في (ذا فويس) لتستمر مسيرة الكفاح والتحرير بالأناشيد والأغاني ، وصار رامز مجنون رسمي قضيتنا المركزية ولابد من دعوة عاجلة لعقد قمة عربية حول قضيتنا الرامزية.