نامق عبد ذيب في اتحاد الأدباء

ثقافة 2018/12/25
...

بغداد/ ابتهال بليبل
احتضن نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة للشاعر نامق عبد ذيب، تحت عنوان (شاعر وتجربة)، في قاعة الجواهري، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين. 
وتحدث الشاعر قاسم سعودي الذي أدار جلسة الاحتفاء عن تجربة الشاعر نامق عبد ذيب الشعرية ومشواره مع قصيدة النثر وقال: إنه يمثل رمزاً عراقياً جميلاً ومتحركاً في فضاء الأمل والتسامح التي هي من أولويات الشعر. 
 وكان نامق– الذي صدرت له أكثر من مجموعة شعرية، منها: كأنّ الحَمام أضاع الرسائل، وأضاءت حياتي بكلام ازرق، وقد فازت مجموعته الشعرية الثانية (سبب النايات) بمسابقة حسب الشيخ جعفر التي أقامها اتحاد الأدباء في منتصف التسعينات، مع مجموعة كبيرة من الشعراء الذين كانوا شبابًا آنذاك، وكانت الجائزة هي أن يطبع الاتحاد مجموعاتنا الفائزة، ولكنها لم تُطبع، كما وقد فازت مجموعته الأولى (أريد توضيحي) بمسابقة دار الشؤون الثقافية عام ١٩٩٠ ونُشرت في عام ١٩٩٣، وهي مسابقة للشعراء والروائيين والقاصين الشباب، إذ كان معه من الشعراء الفائزين محمد تركي النصار وعلاوي كاظم كشيش والمرحوم خالد جابر يوسف، وكانت الجائزة هي طبع المجموعات، فطُبعتْ كلّها دفعة واحدة. 
وتناول الشاعر المحتفى به خلال حديثه في الجلسة عن عمود أدبي في إحدى الصحف العربية يتحدّث عن كتاب مختارات (كتاب بنغوين لقصيدة النثر) حرّره ناقد الشعر في صحيفة (صنداي تايمز) جيرمي نويل 
اختار فيه مئتي قصيدةِ نثرٍ لأكثرَ من 180 شاعرًا وشاعرةً من جميع أنحاء العالم ، وقد وضع هذا المحرر- كما يقول كاتب العمود - معاييرَ تخصّه لاختيار نماذجهِ المنتقاة، هو استبعد عشراتِ الأسماءِ الكبرى في قصيدة النثر العالمية من مستوى والت ويتمان مثلا، ذلك كلُّه بسبب  المعيار الذي أعلنه المحرّر في اختياراته: إن قصيدة النثر لا تنقسم إلى سطور شعرية على طريقة الشعر الحر مثلا، أو تعتمد صيغة الفقرة ، هو اختار ما يسمّى بـ ( قصيدة الكتلة ) كما يتردّد في المصطلح العربي- السطر أم الكتلة؟
وأشار ذيب إلى أنه لست هنا بصدد الحديث عن الشَّكلين أو عن هذه المختارات لأنه لم يطّلعْ عليها- حسب قوله- ولا عن معاييره التي اختار على وفقها قصائده، لكنّ ما قرأه يؤيدُ فكرة الاختلاف وتعدّد وجهات النظر تجاه نوع أدبيٍّ مازال رُغم هذه السنين مصدر خلاف واختلاف.
كما ركز الشاعر المحتفى به على جماليات قصيدة النثر التي لم ينتبه لها الدارسون، وقال : ربما إنها ولعدم ثباتها تأخذ شكل الشاعر الذي يكتبها أحياناً، كالماء الذي يأخذ شكل الإناء.
كما وأوضح بأنه"  قد لا يستطيع الشاعر العمودي أن يشقّ درب قصيدته الخاصّ إلا بصعوبة، وكذلك شاعر قصيدة التفعيلة (الحرة).
وأن قصيدة النثر، هي العين والرؤية التي يرى بها شاعرُها العالم، وفضاؤه الذي يستحوذ عليه، كذلك تكاد قصيدة النثر أن تكون مجالا حيويا مدهشا، أو مستعمرة جمالية خاصة بصاحبها، هو من يؤثّثها بما يجعلُها لا تُشبه مستعمرة أخرى. 
ولأنها كذلك فقد اختُلِفَ عليها كثيراً، لم يتفقوا على ماهيّتها، أو شَكْلِها، ليس في الثقافة العربية فقط كما ذكرت، اختلف عليها الشعراء أيضا، كلٌ منهم يقول شيئًا مختلفًا عن الآخر، كلٌ يمجّدُ شَكلا أو رؤيةً ما، حتى أوشكتُ أن أرفعَ يديَّ إلى السماء وأدعو على الشعراء: (أن لا يهيموا في الوديان/ وأنْ لا يتَّبِعَهم الغاوون/ كذلك تعدّدتِ الأسباب/ أمّا أنا فأكتبُ لأقول حياتي). 
واعترف الشاعر برغبته في أن يكون أكثر وضوحاً، ليس من أجل القارئ بل من أجل الشعر، فهذه (الحالة الشعرية) التي تأتي قـُبيل لحظة الكتابة عارية إلا من الجمال ونظيفةً من كل ما يوسـّخ الروح، عليَّ أن أستقبلها بمثل ما أتت به لا أن أثقلها بما ليس فيها أو ألبسَها أردية ً فضفاضة لا تليق بها. وقال: أنْ أفوز في مسابقتين في العراق يعادلُ عندي الشيءَ الكثير،
ولهذا لم أفكّرْ بعدهما بالمشاركة في أية مسابقة من هذه المسابقات التي سمعنا ونسمع عنها في البلاد العربية، لم تكن مغرية عندي إبداعيّاً، مع كل إغراءاتها المادية التي كنت في أمس الحاجة لها، أسمع عن مسابقة ما في بلد عربيّ، فأتكاسل وأتظاهرُ بأني مشغول بأشياء أخرى بعيدة عن الشعر.. أنا ابن التجربة الشعرية العراقية بكل توهجاتِها وانكساراتِها، قد لا أكونُ أنجزتُ شيئا مبهرا، ولكنني راضٍ بهذا الضوء القليل الذي هو عندي باتساع شمس كاملة
خيطٌ من شمس الشعر العراقيِّ باستطاعته أن يضيء العالم لو أراد، والشاعر في العراق ليس كالشاعر في غيره من البلاد، هو هنا في مركز الكون الشعري، مِنصات العراق الشعرية زقّورات، ومقاعدُ الجمهور مصاطب آلهة. 
جلسة الاحتفاء بالشاعر، تخللها العديد من المشاركات النقدية والمداخلات منها للناقد فاضل ثامر وغيره.