{قديسة الغي»

ثقافة 2018/12/25
...

رواية :شميم بيرام
مراجعة : باسم عبد الحميد حمودي
منذ الصفحة الاولى من هذه الرواية الى منتهاها تشير الكاتبة ان المدون السردي برمته كان في 22شباط 2018 ,رغم ان الاحداث تستمر في أزمنة متعددة تتبادل فيها الراويتان العليمتان :عشتار و ليلى الروي والاداء السردي الرئيسي للاحداث.
تسحب الرواية القارئ الى عالم تتداخل فيه التفاصيل,ويكون الابلاغ بين طرفي الحكاية الاساسية,حكاية أن تنسج المرأة لها عالمها الموحد الارادة.. رغم وجود صنوف من الرجال المحيطين بها, بين خاضع يتأمل الرضا مثل تميم,ونسناس متسلق عديم الضمير مثل المحامي جلال, واشيب يعيش في خيال الماضي وغطرسة التاريخ مثل والد عشتار وخليل وأمتثال , وسائقين لسياراتها وهم رجال مخنثون اختارتهم عشتار  بمواصفات خاصة.
الرجال في كل الاحداث غير اسوياء,زوج عمة ليلى الذي اغتصبها ,وزوجها الذي تخلى عنها وطردها,ومن تتعامل معهم  السيدة عشتار في علاقاتها الواسعة مجرد اسماء لاتمت لهم بعاطفة احترام سوى والدها أسير بيتها الفاره وقد حجزت عليه ظاهرا وهي تنفذ وصيته بالزواج من ابن عمها تميم مقابل الاحتفاظ بثروته فيما تقوم شقيقتها الاكبر (أمتثال) بمحاولة قضائية لفك اسر والدها من قبضة عشتار.
الاحداث تتوالى و(ليلى) التي أنقذتها عشتار من الشارع تبيع طفلتها (التي ولدت سفاحا)لمن اشترتها كبضاعة ..بـتأثير عشتار,ولا تجد عند ليلى اية عاطفة للامومة فقد تنازلت عن الطفلة بسرعة مقابل مادة لا طمعا بالمبلغ فقط بل تخلصا من عار, ودخلت ليلى في جوقة النساء اللواتي يستغلهن عشتار متاجرة بهن مقابل النفوذ والسطوة, وتعبر عشتار عن سلوكها بقيادة من يتبعنها بالقول: (هل للرجال مفاتيح غير الجنس والمال؟ )ص110ثم تعلن أن هذا ملعبهاوعندما وقف المحامي كامل  بوجهها رافضا التوكل عن قضية أرثها قررت الانتقام منه لانها لا تطيق أن يرفض احد لها طلبا.
وتظل النهاية مفتوحة رغم حرص الكاتبة على قفل الاحداث في شاشة تعرض المشهد الاخير بصمت ليلى وشبه جنونها بعد ان كتبت تفاصيل الرواية في وقت تروي فيه عشتار تضامنها مع ذاتها بعد سلسلة
 الاحداث .
وتظل رواية (قديسة الغي ) للكاتبة العراقية شميم بيرام لونا من الوان الكتابات الجديدة التي يتداخل فيها الصراع وتتشظى نهاياته في موقف يستحق النقاش حول قدرة المرأة على أخضاع الجنس الآخر محملة بسوء الظن التاريخي بالرجل.a