سلام مكي 

-لم لا تكون حياتنا نهارا فقط؟

-لا يجوز

لماذا؟ - 

-لان الليل وقت الراحة وطلب الاستراحة.

-لكن العصافير تموت فيه.. لا أريد 

حواراته مع جدته، وإلحاحه عليها ان تخبره نهاية قصة ابنة الملك والفلاح، كان نتيجة لخشيته من موت ابنة الملك ( ورده). الموت الوحيد الذي أفرحه هو موت الملك نفسه، وهو موت يرى فيه ناجح انه سيعزز فرصة (ورده) والفلاح في مزيد من التحليق والحياة.

لم تكن حكايات جدة ناجح ولا مغامراته مع ليلى في نهر(جليلة) في قريته (عنانه) الا نصوصا مبعثرة، تجمعت في مخيلة ناجح، لتتشكل فيما بعد، دعائم لنسق ثقافي، يسعى المعموري ليكون رائده. تلك النصوص التي لم يكن هو راغبا في وضع نهايات لها، رغم انها كانت لحظات عابرة، ومؤقتة.

ليلى، جليلة، زوجة العم الأصغر، الجدة، النهر.. كلها ثيمات رسّخت في ذهن ناجح ملامحه الأولى، لتجعل من المرأة الشغل الشاغل لها، حتى قبل ان ينتقل رسميا الى الأسطورة والتنقيب بين سطورها. جلجامش، ملحمة، معروفة البداية والنهاية، لكنها عند ناجح، بدأت نعم، لكنها لم تنته، فهي نص متعدد القراءات ويخلق منها نصا جديدا، نصا لا ينضب. ولا أتصور ان ما كتبه ناجح عن الملحمة، سيكون نهاية المطاف. فثمة الكثير من القراءات التي ينتظر ناجح الفرصة والوقت ليعيد اليها

 الحياة.

كتاب( أساطير ناجح المعموري) آخر ما كتب عن المعموري، للكاتب حسين نهابة، وهو كتاب بمقدمة كتبت بعد سلسلة مقابلات شخصية بين المعموري والكاتب، استطاع المعموري من خلالها ان يطلع القارئ على الأحداث والتشكلات الأولى في مسيرته في الكتابة والتأليف. وقد لاحظنا ان تلك الأحداث رغم بساطتها لم تمر على المعموري مرور الكرام، اذ استثمرت فيما بعد تكون نواة لرواية مهمة كانت مفتتحا لها وهي ( أغنية في قاع ضيّق) إضافة الى باقي منجزاته التي لا يمكنها ان تفلت من هيمنة التشكلات الأولى كنهر جليلة وخيط الدم النازل من ليلى... باقي فصول الكتاب، تمثلت بتوثيق أهم ما كتب عن المعموري، من زملائه ومتابعيه. 

تناولت تلك الكتابات أهم كتب ناجح، وقد تتبع نهابة تلك الكتابات بعناية، حيث بدأها بأول الدراسات التي كتبت عن أول كتاب صدر للمعموري الى ان وصل الى آخر ما كتب عنه.

 تلك الكتابات التي حاول من خلالها نهابة ان يقول للقارئ ومن خلال عنوان كتابه: ان تلك الكتابات هي نصوص جديدة نصوص تشكلت بعد ان مر أصحابها على نصوص ناجح التي قدر لها الا تنتهي.. وكتاب نهابة ربما هو آخر ما أنجز عن ناجح في عام2018 لكنه حتما ليس الأخير، فثمة كتابات عن ناجح قد ترى النور في القادم من

 الأيام.

 ان حسين نهابة بذل في كتابه  (أساطير ناجح المعموري) جهدا طيبا في تغطية جانب مهم من جوانب مسيرة ناجح الأدبية والثقافية، إضافة الى توثيق أهم ما كتب عن ناجح خلال مراحل حياته المختلفة.