ألعاب تقليدية غيبتها الأجهزة الذكية تعود للواجهة بفعل {كورونا}

الصفحة الاخيرة 2020/05/05
...

الصباح/ سرور العلي 
 
يقضي علي حسن البالغ (9) سنوات، معظم وقته في صناعة "الطائرات الورقية"، بعد تعطيل المدارس وفرض حظر التجوال في العراق ومعظم دول العالم، ويقول حسن، وهو يطارد طائرته البيضاء: "ليس لدي هواية أخرى لقضاء الوقت في العزل المنزلي سوى إعداد الطائرات مع أخي الأصغر" بينما تشاركه الحديث ضاحكة، شقيقته غدير(11) عاما:"أصنع أنا العرائس بمساعدة والدتي، من القماش الملون والغرز الناعمة".
وتعد الطائرات الورقية إحدى الألعاب الشعبية القديمة، إذ مارستها مختلف الأجيال، ويعود ظهورها الأول في الصين ما قبل الميلاد، إذ كانت تصنع من الحرير والأقمشة الناعمة، وكانت في بداية ظهورها تمثل وسيلة لنقل المعلومات العسكرية بين الجيوش، وأصبحت لاحقا تتكون من الأكياس البلاستيكية والخيوط الحريرية والأعواد الخشبية، ويفضل معظمهم وضع أسمائهم عليها أو إضافة الشرائط الملونة عند أطرافها، وهي من مصادر البهجة والسعادة للأطفال إلى يومنا هذا.
يقف أحمد نزار (12) عاما، فوق سطح منزلهم منشغلا بطائرته التي أخذت تحلق بعيدا عنه، وفي الجهة الأخرى من سطح جارهم راح حسين فاضل، (11) عاما، يضحك بصوت مرتفع، وهو يشاهد طائرة صديقه تواصل الارتفاع، وقال بحماس: "يوميا نصعد إلى أسطح المنازل، لنتنافس على من تحلق طائرته أكثر، وغالبا ما أكون أنا الفائز"
وقال الأربعيني أبو أحمد: "أخشى أن تقودهم تلك الممارسات إلى الهلاك، بسبب وقوفهم على أسطح شاهقة غير مهتمين بسلامتهم لاشتداد المنافسة بينهم" وتعتقد أم حسام (50)عاما، بأن " العزل أسهم بعودة الكثير من الألعاب التي أوشكت على الاندثار بسبب ألعاب الفيديو".