الموصل/ شروق ماهر
افتتح في أيسر مدينة الموصل سوق النبي يونس الواقع بالقرب من تل التوبة حيث يقع ضريح النبي يونس عليه السلام شرقي المدينة. وافتتحت الملاكات الهندسية والفنية السوق بعد مدة إعمار استغرقت نحو عامٍ كامل بعد تفجيره وتدميره من قبل عصابات "داعش" الإرهابية.
يعدُّ سوق النبي يونس الشعبي مركزاً لتسوق أهالي الموصل ومكاناً يقصده السائحون وزوار المرقد، إذ يحتوي على مختلف أنواع البضائع والتحف التراثية والشعبية ذات الطراز الموصلي القديم.
يتمتع السوق بطقوس مختلفة أيام شهر رمضان المبارك، إذ يتم تزيين أسقفه ومحاله بأضواء وفوانيس ملونة وعبارات رمضانيَّة، كما يتم توزيع الحلويات والعصائر والأكلات الموصليَّة مجاناً بين الأسر داخل أزقة السوق، فضلاً عن إقامة وجبات الإفطار التي اعتاد عليها سكان هذه المناطق رغم محدوديَّة إمكاناتهم الماديَّة.
الحاجة أم وعد (61 عاماً) التي حضرت افتتاح السوق قالت: "كنت أسهم يومياً بإعماره مع أبنائي الخمسة للإسراع في فتح أبوابه مطلع شهر رمضان المبارك واستعادة الطقوس الجميلة التي يشهدها هذا
السوق".
وتضيف أم وعد إنَّ "فيروس كورونا لم يغير مطلقاً العادات والطقوس التي تقام في هذا السوق من توزيع الحلوى وإقامة الشعائر الدينيَّة وغناء الأطفال لجمع المال ما بين المحال التي افتتحت أبوابها منذ أيام عدة".
الحاج علي حسين من سكان المنطقة رجع الى عادته بتقديم وجبات إفطار مجانيَّة يومياً داخل السوق ويشير الى أنه "يقدم ايضاً الكثير من المساعدات للأسر المتعففة والتي انقطع سبيل حصولها على الرزق بسبب ف كورونا، فوجد بهذا الشهر الفضيل الوقت المناسب لمساعدتهم".
أما نهاد فاضل فأوضحت أنَّ "فيروس كورونا غيَّرَ معالم أزقة وشوارع المدينة.. إذ بدت خالية من المارة إلا أنَّ سوق النبي يونس ما زال يشهد إقامة طقوسه وتوافد الناس، كما لا زال يسمع قرع الطبول في أوقات السحور من قبل المسحراتي من أجل عدم اندثار ماضي السوق العريق الذي لم يغادر عاداته حتى في زمن
كورونا".