الابتهالات الدينيَّة الغائبة عن الشاشة الرمضانيَّة

الصفحة الاخيرة 2020/05/13
...


بغداد/ وائل الملوك 
 
خلا المشهد الرمضاني في السنوات الاخيرة من انتاج الأناشيد والتواشيح والابتهالات الدينية التي اعتدنا الاستماع لها عبر الاذاعات وشاشات الفضائيات سابقا، فهي اشبه بالطقوس التي ارتبطت بالشهر الفضيل وكانت تستقبله بالبشرىوالفرح، واشهرالموشحات" مولانا" لملا عثمان الموصلي، و" صلاة ربي" و" يالنبي الغالي"و" المسحراتي" واغنية" رمضان جانا" لمحمد عبد المطلب، من كلمات حسين طنطاوي وألحان محمود الشريف والتي اطلق عليها " النشيد الرسمي الرمضاني في مصر"،
 اما في العصر الحديث برزت انشودة " يا الله الكون"و" مرحبا بشهر الخير"التي قدمت باصوات فرقة الانشاد العراقي، وموشح" يامولاي ياكريم"، و"هل هلالك يارمضان" التي قدمت باصوات سورية.. وغيرها.
كشف الباحث الموسيقي حيدر شاكر، خلال حديثه لـ" الصباح"، ان سبب غياب المشهد الرمضاني من الاناشيد والابتهالات والموشحات الدينية والادعية عن مسامعنا، اننا في زمن اجياله لاتعلم قيمة وثقافة الاغنية الرمضانية وتاريخها الخالد عراقيا وعربيا، اضافة الى فقدان الدعم والانتاج، وغياب القدرة اللحنية للعديد من الملحنين كونهم بعيدين كل البعد عن ثقافة الغناء الديني وطريقة اداء الموشحات والتراتيل الرمضانية
،على الرغم من وجود الحداثة في تكنولوجيا التسجيل" الاستوديوهات"، واننا كبلد نمتلك طاقات فنية اكاديمية من "شعراء وموسيقيين وملحنين" لكن للاسف لا تتم الاستعانة بهم من قبل المؤسسات الثقافية والفنية والفضائيات للاستفادة من خبراتهم من اجل استمرار هذه الثقافة من جيل الى آخر.
 داعيا شبكة الاعلام العراقي الى دعم انتاج الاغنية الرمضانية والموشحات والتراتيل وبثها في شهر رمضان وجميع المناسبات الدينية, كونها اليوم تمثل ثقافة بلد بتنوع مكوناته. 
اما الفنان طلال عليفارجأ سبب ذلك الى غياب درس النشيد في المدارس كخطوة اساسية في بناء هذه الثقافة.
موضحا قبل ان تتوالى الازمات على بلدنا الحبيب، بسبب الحروب والصراعات السياسية، كنا في مدرستنا الابتدائية ننشد مايعلمنا المعلم من موشحات واغان دينية، وكانت تنتشر بيننا كجزء من ثقافة المجتمع، هذا بالاضافة الى غياب الفرق الدينية، التي كان يستعان بها في احياء الحفلات والامسيات والمناسبات الدينية
، وعدم دعم الفنانين لتقديم اعمالهم من قبل الفضائيات رغم كثرتها، علما انني مع مجموعة من الفنانين قدمنا اعمالنا من انتاجنا الشخصي البسيط لبعض الفضائيات ولم يتم تقديمها الا مرة او
 مرتين. 
وكشف علي خلال حديثه، انهبالرغم من قلة الفرق الدينية في مصر وتونس والمغرب وانحسارها في دول اخرى، الا ان بعض المؤسسات والحكومات لا تزال تدعم وتقيم مهرجانات مختلفة لانواع الغناء الديني، حتى ان الفرق ذات الطابع الغربي قدمت مجموعة من الالحان الغنائية الدينية، اما في العراق فلا يوجد غير دائرة الفنون الموسيقية تقيم امسية غنائية في شهر رمضان على قاعة الرباط من كل عام دون تسجيلها وعرضها من قبل الفضائيات في المناسبات
 الدينية.