شبح المنشطات

الرياضة 2020/05/16
...

كاظم الطائي
لا تعد الاستعانة بالمنشطات لتحقيق مكاسب في السباقات الرياضية حديث عهد فقد اشارت مصادر تاريخية الى تناولها الى الالاف من السنين لكنها خضعت للرقابة في الستينيات من القرن المنصرم وكانت مدينة فلورنسا الايطالية اول من احتضن مركزا طبيا لفحص الرياضيين وشهد اولمبياد باريس الشتوي في العام 1968 اخضاع المشاركين لمجساته .
ومع اطلاعي على العدد الكبير من الانواع المحرمة دوليا حسب ما اقرته اللجنة الاولمبية الدولية قبل عقود وما اضيف لها من اسماء وعلاجات وعقاقير تدخل في تركيبها منشطات محظورة ابلغت بها اللجان الوطنية والاتحادات الرياضية وما اقرته الدول والمنظمات المعنية من عقوبات انضباطية وحرمان لمدى الحياة او لسنوات وفرض غرامات رادعة الا ان ضحاياها في تزايد وشبح افتها ينذر بمخاطر جسيمة اذا لم يتعاون الجميع في ايقاف مسلسلها .
نجوم كبار سقطوا في لهيبها بعضهم كشفته عينات الفحص مثل الروسية ماريا شارابوفا حسناء التنس المعتزلة قبل اشهر واخرون اعترفوا متأخرا بتناولهم ادوية ومركبات طبية ممنوعة من طراز العداءة الاميركية السابقة ماريتا جونز ملكة السباقات السريعة في الاولمبياد وبطولات العالم والعشرات من الرياضيين في بلدان كثيرة بمنافسات السباحة والعاب القوى والدراجات ورفع الاثقال والفنون القتالية وغيرها من السباقات الرياضية .
في العام 2004 رافقت وفدا رياضيا عراقيا للمشاركة ببطولة العالم بلعبة للاصحاء وكنت بالقرب من تدريباتهم واذهلني احدهم الذي تناول ادوية يبدو انه اعتاد على استعمالها في المنافسات الخارجية الى جانب زيادة الحمل التدريبي وتوقعت انها مفيدة له لرفع قدراته الفنية وجهده العضلي ولم اسأله حينها عن شرعية الوصفة المستخدمة وهل تدخل في نطاق التنشيط ؟ لكن الاجابة جاءت سريعة عندما خرج من الادوار التمهيدية ولم يحقق ما ناله بقية الزملاء اذ تمكن عدد منهم بفضل حسن اعدادهم من بلوغ الدور 16 و32 عالميا وتركوا انطباعات جميلة عن فعاليتهم بين اشهر ابطال المعمورة واشاد رئيس الاتحاد الدولي بتطور اللعبة في بلدنا .
النتائج المرموقة لمنتخبنا الوطني بكرة القدم في الامم الاسيوية في العام 2007 وكنت وقتها مرافقا صحفيا للوفد دعت اللجنة المنظمة الى اخضاع عدد من لاعبينا لفحص المنشطات بعد انتهاء المباريات منهم الكابتن يونس محمود 3 مرات ونشأت اكرم ونور صبري وغيرهم وكانت النتائج لصالحهم واكدوا بالدليل القاطع عن جاهزيتهم البدنية والفنية وخلوهم من اي مؤثر يدعم نشاطهم في الميدان .
اشكالات ما يحصل من مخالفات تظهر بين آونة واخرى في اكثر من لعبة هل نجد لها نهاية بعد ان وجهت اصابع الاتهام لعدد من رياضيينا لتناولهم منشطات منعها الاتحاد الدولي واللجنة الاولمبية ونرى اهمية تدخل الطب الرياضي في وزارة الشباب في الكشف عن رياضيينا قبل زجهم في البطولات العالمية والقارية والعربية اليس كذلك ؟