القس مارتن بني: العراقيون كافة يحتفلون بميلاد المسيح (ع)

الصفحة الاخيرة 2018/12/25
...

 بغداد / محمد اسماعيل
 
عشر كنائس، في بغداد، ومثلها في المحافظات.. واحدة واحدة.. إلتأم فيها شمل العراقيين، ابتهاجا، بميلاد السيد المسيح.. عيسى بن مريم.. عليهما السلام.
عاشت "الصباح" قداسا احتفاليا بالمناسبة المجيدة، داخل كنيسة "انتقال مريم العذراء" في المنصور، التي اكتظت بألوان طيف العراق.. مسلمين ومسيحيين، تهجدوا إيمانا في حضرة الصليب.. ليلة الاثنين / الثلاثاء 24 / 25 الشهر الحالي. موسيقى كنسية، إنبعثت من أركان القاعة.. بسطت ارتياحا فرحا على النفوس.. أنعش الابدان، في تتابع منهاج الحفل، الذي أداه كورال وعازفي "انتقال مريم العذراء" متضمنا تراتيل "ليلة الميلاد" و"الكلمة كانت عند الله" وطقسا كلدانيا "ملكي درعا" و"المجد لله في العلا وعلى العراق السلام وفي شعبه المسرة" وقدوس "هيا افرحوا اليوم" و"كلدانيم اديو هويل مشيحا – اليوم ولد المسيح" و"يا رعاة اخبرونا" وتسبيح لمريم "قدشي" مختتمين بـ "ولد المسيح هللويا" تسبيحا للرب.
وقال الاب مارتن بني: "العراق سلة ورد، تحنو على شعبها بألوان طيفه كافة" مؤكدا: "تضامن اخوي، في الافراح والاحزان.. كل يحترم تباين الآخر عنه، من دون خلاف.. نتنوع بتقبل بعضنا للبعض الآخر، في وطن يقبل التنوع". وفي سياق متصل، قال الأب بني: "يسألونني في الخارج، هل إحتفل المسيحيون؟ أجيب: احتفل كل العراق بالمسيحيين" مشيرا الى ان: "الاحتفالات لم تنحصر في كنائس بغداد العشر، ولا كنائس المحافظات فقط، إنما طافت الشوارع والساحات العامة.. يعيشها مسلمون ومسيحيون وديانات أخرى.. معا".
ودعا قداسة الاب، الى: "الاهتمام بروح المواطنة.. إنهم عراقيون.. قبل ان يتوزعوا بين انتماءات فئوية".
وبينت ماسير دميانا.. الاخت دميانا: "تعلمت الموسيقى الكنسية فطريا، منذ سنتين" موضحة: "تضم فرقة انتقال مريم العذراء، 26 منشدا وعازفا".
وأبدت فرحها بالمؤمنين: "مسلمون يؤكدون التعايش السلمي، مع المسيحيين الذين يبادلون الحب بالمودة".
وبدورها قالت الاعلامية نادية جهاد، من منظمة"كلنا عراق": "دأبت المنظمة سنويا على مشاركة الأخوة المسيحيين الأفراح؛ دليلا على وحدة الصف العراقي، إنطلاقا من كون الاسلام دين محبة وتآلف مع المؤمنين من الديانات كافة" مواصلة: "ذكر الله.. سبحانه وتعالى السيدة مريم العذراء (ع) في القرآن، بآية كاملة، وهي قدوتنا في الحياة.. عليها السلام". وأنشد الشاعر النجفي حسين الجنابي: "يا أخوة الوطن الجريح تحية.. من شاعر في شعره يتحير.. ايقول فيكم اخوة واحبة.. بل انتمو من كل ذلك اجدر.. انتم نسيم الله حين أشمه.. والملح انتم والزلال الكوثر.. قد جئت من ارض الغري مهنئا.. ومباركا.. فوق الحواجز اعبر، تبت يد مأثومة عاثت بنا.. متأسلم هذا وذا منتصر".
تواصلت الترانيم تطهر الارواح، مما علق بها.. بهجة تنضح من مسامات أديم الجلد، وهو يغلف أرواحا تهرأ أثيرها جراء صعوبات العيش: "هللويا.. ولد الهدى.. عيد بنور المجد.. هللويا.. هيا افرحوا فاليوم عيد.. ولد يسوع.. المسيح.. يامن صلبت لاجلنا. دخل راعي الكنيسة الاب مارتن بني، يحمل الانجيل، محاطا بموكب من قساوسة وراهبات ومؤدين.. بالازياء الفولكلورية لفئات الشعب العراقي.. تكتمل البهجة بضوع البخور والصليب اللذين تقدما الموكب، بينما الكورال ينشد: "ليلة الميلاد تزهر الارض.. ويهبط الملاك".