جريدة { الصباح } دشنت عهدا جديدا لحرية الإعلام

آراء 2020/05/17
...


عبد الحليم الرهيمي
 
بعد الإعلان عن تحرير العراق من حكم الطاغية صدام في 9 نيسان 2003 ، ومن ثم الإعلان عن وقف الحرب في الأول من آيار العام ذاته والبدء بعملية التغيير وبناء مؤسسات السلطة والدولة الجديدة، عمدت سلطة الإئتلاف الدولي المؤقتة (CPA) التي تولت إدارة شؤون العراق مؤقتا بقرار أممي، إلى حل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون العراقية وتشكيل (هيئة الإعلام والإتصالات) لتنظيم شؤون 
الإعلام. 
وخلال هذه الفترة أعلن الرئيس المؤقت لسلطة الإئتلاف الجنرال المتقاعد (جي كارنر) بتأسيس جريدة (الصباح) كجريدة وطنية عراقية بديلة عن صحف النظام السابق حيث تولت السلطة تمويلها ثم تكليف الصحفي العراقي إسماعيل زاير برئاسة تحريرها وإدارتها في 17/5/2003 وبعد عام تقريبا أصدر بول بريمر، الذي أصبح هو الحاكم المدني لسلطة الإئتلاف بدلا من كارنر في 22/5/2003 ، الأمر 66 الذي ينص على تشكيل هيئة إعلامية باسم (الهيئة العراقية العامة لخدمات البث والإرسال)، وذلك في 20/3/2004 مهمتها الإشراف على المؤسسات الإعلامية التي تضمنها ألأمر ومنها ) شبكة الإعلام العراقي ( التي حددت مهمتها بالإشراف على الإذاعة والقنوات التلفزيونية العراقية وجريدة) الصباح (والصحف الفرعية التابعة لها في بعض المحافظات، وبذلك أصبح الوضع القانوني والمالي لـ {الصباح} مرتبطا بإدارة شبكة الإعلام العراقي وبإشراف مباشر من رئيس تحرير يعينه مدير عام الشبكة بناءً على اقتراح مجلس أمناء شبكة الإعلام كما نص قانونه.
لقد كان الهدف الأساس لتأسيس جريدة "الصباح" أن تشكل النواة لتأسيس إعلام وطني عراقي حر وصادق يخدم مصالح الشعب ويزوده بالأخبار والحقائق ووسائل الترفيه، كما يزوده خاصة بأخبار الحكم ومنجزاته، فضلا عن المهمات الإعلامية الأخرى التي حددها الأمر 66 وقانون شبكة الإعلام العراقي، وذلك بديلا وخلافا لإعلام النظام السابق الذي اتّسم بتزويره الحقائق والاهتمام الأكثر بأعمال وتحركات النظام وخاصة أخبار وتحركات رئيسه الطاغية صدام.
وخلال السنوات السبعة عشرة الماضية توالى على إدارتها والإشراف عليها العديد من رؤساء التحرير الذين تفاوت أداؤهم وتباينت قدراتهم في تطوير الصباح وتمسكها بما حدد لها من دور إعلامي وطني مهني وحر، وقد تمكّنت الصباح القيام بدورها إلى حد كبير رغم الضغوطات الكبيرة التي كانت تمارس عليها سواء من السلطة التنفيذية  أو المتضررين من أدائها، فضلا عما قدمته من تضحيات واستشهاد عدد غير قليل من العاملين فيها إبان الحرب الأهلية الأعوام  2006،2005  ثم خلال تصاعد الأعمال الإرهابية في معظم محافظات العراق.
ولعل من الإنصاف القول إنّ تطور أداء الصباح وتعدد أبوابها السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية وتنوعها وفسح المجال لتعدد الأفكار والمواقف في صفحة)  اراء(  شكل رصيدا مهما لها في تميزها وقد أضيف إلى ذلك صدورها في السنوات الأخيرة بحلة جديدة جاذبة للقراء والمتابعين لإصداراتها وموضوعاتها،وهو الأمر الذي يدعو للبتفاؤل أكثر في المزيد من تطورها 
وتقدمها.