في العيد السابع عشر

الثانية والثالثة 2020/05/19
...

محمد عبد الجبار الشبوط
 
تمثلُ ذكرى صدورِ جريدةِ «الصباح» مناسبةً عطرةً في حياتي المهنيةِ بسببِ العلاقةِ العميقةِ بيني وبينها. 
بدأت علاقتي بالصباح قبل صدورها، حيث كنا نخطط ونتبادل الاراء حول ضرورة صدور صحيفة تعبر عن الدولة بعد الاطاحة بنظام صدام حسين، وذلك ضمن الاستعدادات التي كانت جارية قبل السقوط بحوالي سنة. 
وبعد السقوط صدرت «الصباح»، حيث ترأس تحريرها الزميل الاستاذ اسماعيل زاير الذي يحتل الان بجدارة موقع المؤسس للجريدة. ولاسباب معينة، غادر زاير «الصباح»، بعد سنة من الصدور، فتوليت رئاسة تحريرها،  وكات هذه المسؤولية احدى مفردات سيرتي المهنية الصحفية التي بدأتها عام 1976 خارج العراق، وما زالت مستمرة حتى الان. وبقيت في الجريدة الى ان اقالني من رئاسة التحرير المدير العام السابق لشبكة الاعلام السيد حبيب الصدر بسبب خلافات حصلت بيني وبين المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء السابق السيد ابراهيم الجعفري، حيث تولى رئاسة التحرير الزميل الراحل الشاعر جمعة الحلفي. ثم عدت الى رئاسة التحرير بعد ثلاثة اشهر، الى ان غادرتها، مختارا، مع هجرتي الثانية من العراق عام 2006 بسبب تكرار الخلافات نفسها مع المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي في ولايته الاولى، حيث تعاقب على رئاسة تحرير “الصباح” بعدي كل من الزملاء فلاح المشعل، و عبد الزهرة زكي، وعبد الستار البيضاني. وحينما توليت رئاسة شبكة الاعلام اشرفت بشكل مباشر على “الصباح” بمعونة الزميل عدنان شيرخان الذي تولى منصب نائب رئيس التحرير، الى ان غادرت الشبكة نهائيا في السادس من حزيران عام 2006
مهنيا، كانت “الصباح” تجربة جديدة في العراق،  فهي ليست صحيفة حزبية، ولا اهلية، ولا حكومية، انما هي صحيفة الدولة بكل مكوناتها. واذكر حين اقترح السيد حبيب الصدر ان تكون افتتاحية “الصباح” عبارة عن “رأي الحكومة” رفضت ذلك، وقلت له ان الجريدة ليست ناطقة باسم الحكومة. 
كانت امنيتي وما زالت ان تكون  “الصباح” بمستوى الصحف العالمية من حيث التحرير والطباعة  والمهنية والاخراج وغير ذلك، لتكون احد معالم الرقي الحضاري الحديث في العراق. وفي اثناء عملي في “الصباح” وفي الشبكة عملت كل ما في وسعي من اجل ان تكون  “الصباح”  بهذا المستوى وقد تعاون معي ايما تعاون زملاء وزميلات مازلت اكن لهم كل الاحترام والتقدير  لدورهم الكبير في الارتفاع بمستوى  الجريدة الى ارقى المستويات. وفي هذا السياق، عملنا من اجل ان  يكون للصباح اسلوبها الخاص،  ولغتها المميزة. و لهذا عملت على شراء مطبعة  حديثة وعملاقة للصباح ولبقية مطبوعات الشبكة وللطباعة التجارية لتعظيم ايرادات الشبكة المالية.  وللاسف تعرض مشروع المطبعة  الحديثة الى التشويه والاشاعات الكيدية التي طالتني شخصيا بدون وجه حق، مثلما انزلق بعض كتاب الجريدة للاسف الى النيل مني شخصيا في بعض الاحيان لاسباب لا تندرج تحت 
عنوان حرية الرأي.  
اتمنى للصباح في عهد رئيس تحريرها الحالي الزميل  على حسن فواز مواصلة طريق التألق والنجاح وارساء القيم والتقاليد الصحفية المهنية الحضارية الراقية، بالتعاون مع بقية الزملاء والزميلات العاملين فيها.