فنانٌ يصنع لوحاته من قصص كورونا

الصفحة الاخيرة 2020/05/29
...

 
ترجمة: ليندا أدور
 
 
مثله مثل أي شخص آخر في عصر جائحة كورونا، يعيش الفنان العالمي، مارك كوين، فترة عصيبة من الانفعالات اليومية، لكنه ليس كحال الكثير منا، فقد استوحى ما يمكّنه من خلق سيل من العمل الابداعي ،عبارة عن مذكرات بصرية شخصية لحالة الطوارئ الصحية العالمية.
لوحات كوين هي عبارة عن لقطات شاشة لقصص إخبارية من مصادر صحفية عديدة، طُبعت على القماش بلوحات ضخمة، يقوم كوين بصب أو نثر الألوان الزيتية عليها.تبحث اللوحات، التي سينشرها على موقعه فيالانستغرام،  تناقض العيش في زمن مغيّر للحياة مع عدو غير مرئي. 
"لكوني فناناً، فان الطريقة الوحيدة التي يمكننيالتعايش مع الواقع من خلالها هي بتحويله الى فن"، يقول كوين مضيفا "هكذا يمكنني إدراك العالم واستيعابه، في الماضي، قام الناس برسم لوحات لتخليد ذكرى لحظات تأريخية، أما اليوم، صار لدينا لحظة تأريخية تحدث كل 12 ساعة وكل ساعة، فكيف ستتفاعل معها كفنان؟ وكيف تصنع لوحة تاريخية عن الحدث التاريخي الأبرز الذي سنعيشه على الاطلاق؟.
عن مشاعره التي تتغير على الدوام، يقول كوين: "مزيج من الاعجاب والإحباط والغضب، انها كغسالة عاطفية، في يوم واحد تمر بجميع تلك المشاعر، وهذا أفضل وقت لتصنع الفن فيه، ووقت صعب لأن تكون انساناً. فمعظم الأشخاص الذين أتعامل معهم يعملون من منازلهم، لذا قررت العودة الى الأساسيات، فقط أنا واللوحة وبعض الألوان والهدوء".
يختار كوين صور لوحاته بطريقة وصفها بالعشوائية قليلاً: "في بعض الأحيان، تكون قصة مهمة وأحيانا أخرى لا تتعلق بالإغلاق مطلقاً، قد تكون خبراً عن الطبيعة أو ربما هروباً منه"، مضيفاً "انها تبدو كمفارقة العالم الذي نعيشه، أكثر واقعية وأكثر تجريدية، في الوقت ذاته، وأكثر من أي وقت مضى".
ينوي الفنان التبرع بقسم من لوحاته التي بلغت 20 لوحة، الى العاملين بمجال الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، اذ تأتي اللوحات كامتداد لسلسلة عمل كوين عليها على مدى العشر سنوات الماضية أسماها "لوحات التأريخ"، تتضمن استكشاف كوين لمفهوم النظام والفوضى من خلال لوحات واقعية لقصص إخبارية عن أعمال شغب وثورات ثم يقوم برشها بالطلاء.
 
*صحيفة الغارديان البريطانية