شيء غير معروف عن النجم الهندي الراحل عرفان خان

الصفحة الاخيرة 2020/06/03
...

كتابة/ ماليكا راو
ترجمة/ أحمد فاضل
يعدُّ فيلم بوليوود "بيكو" أحد الأفلام المفضلة لدى أسرتي الذي عرض في العام 2015، نشاهده في كل عيد من أعياد الشكر ونضحك على كل نكتة فيه، وهو من بطولة أميتاب باتشان في دور أرمل بنغالي، ولاري ديفيد المهذب، ديبيكا بادكون ابنته المدللة، عرفان خان كمالك لشركة سيارات أجرة يجد نفسه منجذباً إلى مدار الأسرة.
قد يكونان أول اثنين من الفنانين المشهورين جداً، حتى أنهما مشهوران ليس فقط لموهبتهما ومكانتهما، ولكن لمظهرهما، عرفان خان مع ذلك، نوع مختلف عنهما، ويمكن أن يطلق عليه جولي لايد، لاستعارة المصطلح الفرنسي الذي يعني، بشكل فعال، "جميل قبيح "، والذي يحمل أهمية خاصة في عالم السينما.
يلعب خان دور رنا شودري، المهندس الذي فقد وظيفته في السعودية، لذلك عاد إلى منزله لتولي المنصب في شركة والده المتوفى ليعيش مع أمه التي تفرض نظاماً صارماً فيه، ولأنه لا يحمل تلك الوسامة التي تبهرنا بها بوليوود دائما لأبطال أفلامها، فقد شكل ظهوره في هذا الفيلم انحرافاً عن القاعدة العامة لمعايير الجمال المتجانسة، لقد غيّر " فكرة ما يجب أن يبدو عليه الممثل في صناعة ليس فيها الفكرة التقليدية من الوسامة كما هو معروف. “
يذكر أن مقالاً حديثاً نقل عن الكاتب عاصم تشابرا، الذي كتب سيرة ذاتية عن خان الممثل الذي توفي هذا الأسبوع عن عمر ناهز 53 عاماً، وعلى ما يبدو أن وفاته نتيجة مضاعفات اضطراب الغدد الصماء، خان له شهرة كبيرة في هوليوود أيضاً، وقد اضطلع ببطولة عدد لا يستهان به من الأفلام هناك، حاله كحال عمر الشريف، أو جان بيلموندو، أو مارسيلو ماستروياني، مستفيدين من ملامحه القاسية كما قالت عنه المخرجة ميرا ناير في نيويورك تايمز وهي تتحدث عن دوره الأول في فيلمها " سلام بومباي: “ 
" رجل وصل إلى أفلام لم يكن من المفترض أن يشارك فيها ، ولم يكن مناسباً لها ، رجل لا يحمل وسامة الممثلين المعروفين، ولكن لديه جاذبية كبيرة ، فهو هادئ وذكي، استثنائي، طويل جداً ولديه وجه صعب وعينان ثاقبتان ، ينطق بروح شاعرية ، في هذا المزيج ، يعد خان فريداً بين نجوم الصف الأول ، لم تكن مسيرته سلسة وهو يخطو إلى القمة ، كتبت ناير في التايمز عن عدم قدرته على تصويره شخصية أكثر مركزية في فيلمها "سلام بومباي " عام 1988 ، عندما كان مهووساً في التمثيل وهو في عمر 18 عاماً ، فتراجعت عنه الأدوار السينمائية لعدة سنوات ، وفي النهاية وجد طريقه في التلفزيون ، لكن خان لم يكن راضيا، ففي مقابلة عام 2012 مع صحيفة وول ستريت جورنال البريطانية ، تحدث في بداية الألفية الجديدة ، عندما كان في الأساس ممثلاً تلفزيونياً حيث قال :
" كنت أشعر بالملل من التمثيل هناك ، أردت ترك هذه المهنة ، لقد فقدت شغفي " ، ثم جاء فيلم المخرج البريطاني آسف كاباديا الخيالي " المحارب " عام 2001 ، فجأة جاء كل شيء في صالحه على حد تعبيره " لقد اكتشفت شغفي ، كنت أتوق للعمل في السينما أكثر من التلفزيون" ، يقول كاباديا أنه عرف اللحظة التي التقوا فيها " لقد كان لدينا رجل " ، كما أخبر الغارديان البريطانية مؤخراً " كان لخان حضور حقيقي وكنت أعرف أنه يمكنه حمل الفيلم إلى المستوى اللائق ، على الرغم من أنه " لم يكن يمتلك المظهر الوسيم للسينما التجارية " .
وبالعودة إلى فيلمه الذي أحببناه كثيرا " بيكو " نستطيع أن نقول، إنه تقمص بذكاء وخبث عميق دوره فيه، وكل حركة من حركاته على الشاشة محسوبة بدقة، عند هذه النقطة شاهدت عائلتي المشهد ما يقرب من ست مرات كل عام، وكأننا نشاهده من جديد، وبينما يمضغ بطريقة البقرة، وهو يتقمص دور رجل عجوز، يسحر في الوقت نفسه امرأة شابة قوية، خان يقوم بكل هذا العمل ونحن نراقب حركاته التي أبهرتنا فوقعنا جميعاً في حبه.
عن / مجلة نيويورك تايمز