وانا اشاهد فيديو قتل الرجل الاسود جورج فلويد تذكرت كتابات الكاتب الاسود ريشارد رايت الواقعية جدا.وتساءلت وانا امتلئ حزنا على ذلك الرجل الملقى على الارض كم تغير الزمن لان كل ما كتبه رايت على الرغم من صدقه لم يفجر احتجاجا له قوة ما صنعته كاميرا قامت بتوثيق لحظة قاسية جدا انتهت باغماءة نقل بعدها ذلك الرجل الاسود الى المستشفى ليموت هناك. وما ان تداول مدونون الفيديو الذي استمر لدقائق حتى عم الغضب ونزل المحتجون الى الشوارع في ولايات اميركية عديدة.وما زالت الاحتجاجات مستمرة على الرغم من حظر التجوال وتهديد المسؤولين الاميركيين للمحتجين بالاعتقال.هل تعاني اميركا من مرض العنصرية الذي تظهر اعراضه بين فترة واخرى حين يقتل شخص اسود على ايدي الشرطة ثم تحدث احتجاجات واعمال حرق ونهب تستمر اياما وتتوقف.بلا شك نتذكر جميعا حوادث الاعوام الماضية التي قتل فيها مواطنون اميركيون من اصول افريقية.ويبدو ان ذلك التضامن الذي شاهدناه على الفضائيات بين البيض والسود كان رسالة قوية عن كرامة الانسان التي لا يمكن لاحد ان يهينها.لاطرح تساؤلا اخر:هل العنصرية مشكلة اخلاقية تعاني منها اميركا، كما تعاني مجتمعات اخرى من الطائفية او الارهاب او النزاعات الدينية.
في الواقع ما قرأته واطلعت عليه في وسائل التواصل الاجتماعي يشير الى ان الكثيرين ينظرون الى الولايات المتحدة نظرة فيها الكثير من الشك,ويعتقدون ان اميركا بلد كبير، لكنه مصاب بمرض العنصرية والتمييز بين المواطنين.ولعل آخرين ينفرون من هذا الرأي,ويظنون ان العنصرية ليست مرضا وانما هي حالة ليست عامة ولا يمكن تعميمها بنسبة كبيرة على المجتمع.
لو نظرنا الى قضية مقتل جورج فلويد الذي فجر بركان موته المجتمع الاميركي، فانا اظن ان العنصرية هي طريقة تفكير مخيفة .وغالبا ما يرتبط تفكير الانسان بالانفعال.هذا الارتباط هو ما يجعل مقتل اي اسود مسألة عادية
جدا.
اللون والملامح والموروث الزنجي وبعض مخالفات يقوم بها الملونون السود كل هذا ينحفر في رأس الشرطي الابيض او المواطن ذي البشرة البيضاء.يتحول الزنجي الى فكرة محددة في جمجمة هذا الشخص او ذاك.لاسميها بمعنى ادق فكرة مقتولة موجودة في تلافيف الدماغ.وفي الخارج لن يكون جورج فلويد الا شخصا هامشيا لان فكرته الزنجية في رأس الشرطي الابيض المتعصب انما هي فكرة مقتولة او ميتة. اظن ان ما اقوله الان هو مجرد تحليل شخصي لفهم مرض العنصرية الذي صار علامة غير محببة لمجتمع يتميز بالقوة في كل شيء. لنقل ان المجتمع الاميركي هش ومظاهر الهشاشة قد تكون واضحة جدا في هذه الاحتجاجات القوية المطالبة بتحقيق العدالة قبل كل شيء.لكن كم هي نسبة مرض العنصرية في الولايات المتحدة.؟وهل هو مرض معد تلعب بعض العوامل دورا في زيادته مثل ارتكاب مخالفات وجرائم يرتكبها السود فيزداد عدد من يكرههم ويتعصب
ضدهم.