احمد عباس الذهبي
قال الإمام علي عليه السلام:
"المعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والثقة كنزي، والعلم سلاحي، والصبر ردائي، والرضا غنيمتي، والفقر فخري، والزهد حرفتي، والصدق شفيعي، والطاعة حبي، والجهاد خُلقى وقرة عيني" .
وقال المجاهد عمر المختار: " اننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا، حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، إنا لله وإنا اليه راجعون" .
الجهاد الكفائي طاقة تعبوية هائلة، تلزم الجميع أن يهبّوا دفعا لخطر مُحدِق بالأمة والوطن والشعب، ودفاعا عن مصالحه وكرامته وحيثياته، وهي طاقة تعبوية كبيرة لا يدرك ابعادها من تخلف عن ركب الحياة وعاش على الهامش فيها، وإن سمّى نفسه ما سمّى، فتحرير العراق من الغزو البريطاني عام 1920 لم يكن إلاّ بفتوى الجهاد الكفائي، التي اصدرها آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي، وقال فيها: (مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين، ويجب عليهم في ضمن مطالبتهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسّل بالقوّة الدفاعية إذا امتنع الإنجليز عن قبول مطالبهم)، وبهذه الفتوى هرع الشعب العراقي بما في يديه من سلاح فردي بسيط، مواجها أكبر دولة عظمى بجيوشها الجرارة وأسلحتها الفتاكة وطائراتها العملاقة آنذاك، حتى طردها من العراق.
أما بالنسبة إلى رأي آية الله العظمى السيد السيستاني، فقد كان صريحا أن الشعب العراقي ( يجب ان يساعد الجيش امام اعتداءات الارهابيين)، فكان هذا صريحا في بيان وجوب الدفاع إلى جنب الجيش العراقي في محاربة اعتداءات الارهابيين على العراق والعراقيين. فكان هذا الوجوب كفائيا وليس عينيا.
أما معطيات الاستجابة للجهاد الكفائي ودلالاتها فكثيرة، منها:
١) تدل على الحيوية الكامنة للإنسان العراقي التي لا يفجرها إلاّ التوجيه الديني الخالص، وليس توجيه العابثين في الدين. وعلى وطنية الشعب العراقي من خلال حرصه على الذب عن وطنه وشعبه وقيمه ومقدساته. وعلى الابداع الخلاق في الطاقات العراقية الكامنة، وأن الطاقات العراقية الخلاقة مستعدة للانطلاق من خلال توجيه الغيرة الدينية الصادقة، وتدل على أن واجب القيادات العراقية السياسية والدينية، أن ترتقي إلى اعلى مستويات المسؤولية التي تنشدها منظومة الثقافة الحضارية.
فتوى الجهاد الكفائي قانون سماوي اذعن له الجميع، واستلهم معاني الشجاعة والتضحية، واثبتت أن القوة تأتي من الصمت، أما الثرثرة فلا تنتج إلا الفوضى وبيع المبادئ، ونذكر الحشد الانساني المقدس، فالامم المتحدة تشيد بالتعامل الإنساني للحشد مع النازحين ..الحشد الشعبي في دلالة وجوده الأسمى يتجلى آية من آيات الله في الآفاق وفي أنفسنا، فقد انبثق اقتحاما، وتضحية، وجودا بالنفس، من رحم إنسانية الإنسان، في أدق وأخطر موقف تهددت فيه الحرية والحق والعدالة والكرامة، والسلام الوطني، والإقليمي، والعالمي، ومولد الحشد الشعبي في لحظة اقتحامه الحياة بالفتوى، كان واجب الوجود من أجل إيقاف وإبعاد إرادة التوحش المستهدفة تدمير الوجود بمقوماته الانسانية. الحشد يشكل جميع ألوان الطيف العراقي، بكافة أشكاله ومناطقه، من الاخوة المسيح، والسنة والشيعة، والصابئة والايزيدية، والاكراد والتركمان والشبك، من جميع الطوائف العراقية التي يتشكل منها العراق، وأخيراً نقول حمى الله العراق، وتبقى دماء الشهداء امانة وديناً في أعناقنا إلى يوم
الدين.