نص في ذاكرة شاعره

الصفحة الاخيرة 2020/06/24
...

كاظم السعدي 
 
كنت مع الفنان كاظم الساهر في المسرح العسكري، الفترة التي قدمت فيها ثلاث أغانٍ وهنَّ على التوالي (طال السفر وانت بعيد) التي قدمتها له بعد عودتنا من الرياضة الصباحية ولحنها في الوقت ذاته وسجلها للتلفزيون، على ما أعتقد في العام 1984، وسجل من كلماتي أغنية (ميسور الحال) وبعدها أغنية (ونيت من لوعتي).
أما الأغنية التي نحن بصددها والتي عدت الأكثر جماهيريَّة في وقتها هي «شحلو طولك»، وقصتها كالآتي:
كان الساهر قد حجز (سويت) في فندق المنصور ميليا مقابل مبنى الإذاعة والتلفزيون وصادف أنني كنت حاجزاً لغرفة في الفندق عينه. التقينا في صالة الفندق فطلب مني ابو وسام قائلاً: «أريد أغنية شعبيَّة وقد دعاني الى مكانه، تبعته. وصلنا الى الجناح الذي يقيم فيه، مسك الفنان كاظم العود وقال في داخلي بركان من ألحان أريد أغنية غزل .. 
فبدأت بأغنية «شحلو طولك» أول ما أنجزت المذهب يعني البداية قام أبو وسام بالتلحين وأنا أردد معه جملة الكورس «عذبني زماني» واستأذنت منه لأدخن سيكارة في الشرفة «البلكون» لأنه يتضايق من الدخان وبعدما انتهيت من السيكارة، رجعت الى أبي وسام وأكملت المطلع الثاني، طبعاً 
جلسنا من الساعة الثامنة مساءً الى الساعة الثانية بعد منتصف الليل والفنان كاظم يعزف ويلحن وأنا كالعادة أخرج الى البلكون للتدخين والرجوع ثانية، حيث أنجزت الكوبليه الثالث والأخير، 
وبدأ أبو وسام بإعادتها مع اللحن عدة مرات، طبعاً كنا لا نشعر بالوقت كانت الساعات تمضي، حتى أدركنا الصباح صارت الساعة الثامنة صباحاً واستأذنت من الساهر قلت له راح أنام وفعلاً ذهبت الى غرفتي، بينما كاظم الساهر ذهب للإذاعة والتلفزيون، رغم أنه لم ينم لحظة فهو يحب عمله جداً وبعد فترة، سجل الأغنية وانتشرت انتشاراً واسعاً وصار أصحاب محال «الكاسيت» يبيعون منها الكثير فأدرج الفنان كاظم الساهر الأغنية ضمن مسلسل المسافر الذي كانت له البطولة المطلقة فيه.